علي مسعاد
الوقفة الاحتجاجية، التي نظمها ، الباعة المتجولون ، صباح بداية الأسبوع الجاري ، بالساحة المقابلة ، لمقر عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي ، كانت بمثابة رسالة محملة بالكثير من الدلالات و الرموز ، أو إن شئت القول ، ناقوس إنذار ، لمن يهمه أمر تسيير شؤون المنطقة ، من جهات وصية ومنتخبين .فهي و إن دلت على شيء ، فإنما تدل ، على أن هذه الفئة من المجتمع ، مازالت تبحث عن حلول جذرية وواقعية ، لمطالبها الآنية والملحة ، بشكل تدريجي ، إن لم نقل نهائي ، عوض الحلول الترقيعية ، التي انتهجتها الجهات المعنية بالملف والتي لم تزد الأمر ، إلا تعقيدا وتأزما و على جميع المستويات .بحيث ، أنه لا يكاد يوم ، إلا وتزداد العربات المجرورة والأفرشة ، بالشوارع الرئيسية كما الأزقة الضيقة ، وخاصة منها المحادية لمسجد " طارق " و بشكل لافت للنظر ، مما يطرح العديد من الأسئلة ، لدى ساكنة المنطقة ، ولعل أبرزها ، على الإطلاق : - ما الهدف من صرف الأموال الطائلة ، على تدشين أسواق نموذجية ، هي أضيق من دون أن تستوعب العدد الهائل ، من الباعة المتجولين ، المنتشرين كالنار في الهشيم ، بتراب المنطقة ولما لم تستطع لحد الآن، هذه الأخيرة ، التي دشنت من أجلهم ، لسنوات خلت ، الحد من انتشار الظاهرة ؟ا - وإلى متى سيبقى ، سوق " المسيرة " ، المحادي للطريق السيار ، موصد الأبواب في وجه الباعة دون أن يستفيد منه أحد ، من المسؤول على فشل المشروع وإلى متى سيبقى، هذا الأخير ،خارج دائرة المحاسبة ؟ا - وأين هنا دور المجلس البلدي الحالي ، في خلق أوراش بناء المزيد من "الأسواق النموذجية " التي من شأنها تنظيم الباعة المتجولين و بالتالي إخلاء الساحات والشوارع ،من الكثير منهم ؟ا - أين هنا دور فروع الأحزاب السياسية بالمنطقة ، بل بالأحرى أين هنا دور الجمعيات التي استفادت من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، في تنظيم القطاع والخروج بمشاريع تنموية ، تهدف إلى خدمة هذه الفئة المعوزة من المجتمع ، أوليس من أولويات المبادرة خدمة دوي الدخل المحدود ومنعدميه أو فقط اكتفت ببناء المقرات والاستفادة من الدعم دون تفعيله لخدمة أبناء الحي ؟ا- والمعارض التجارية ، التي تنظم بين الفينة والأخرى ، من المستفيد من تنظيمها بأهم الشوارع وفي أهم نقاط البيع بالمنطقة ، هل تعطى الأولوية للباعة المتجولين أم أن سياسة ا" باك صاحبي " و " دهن السير يسير " ، هي العملة المتداولة ؟وغيرها ، من الأسئلة ، المرتبطة بالظاهرة ، خصوصا وأن هناك العديد من الوقفات نظمت ، بخصوص ملف " الباعة المتجولين " ، لكن سياسية التسويف والتمطيط ، لم تزد الأمور إلا تجدرا .الباعة المتجولون ، بسيدي البرنوصي ، ليس وحدهم ، من رفعوا الرايات والشعارات المنددة ، بل حتى ساكنو دور الصفيح و خاصة منهم ، الدين لم يستفيدوا من مشروع "السلام " ، أو من من هدمت دورهم ، لسبب من الأسباب ، هم بدورهم ، تصدروا واجهة الأحداث بالمنطقة التي تعيش على ايقاع صفيح إجتماعي ساخن ، له ارتباط بظروف السكن والشغل .الأمر الذي يتطلب ، من الجهات الوصية ، كل من موقعه ، الوقوف بجدية ، أمام العوائق والإشكالات ، التي تحول دون تقدم سير الأشغال والأوراش التي تعرفها مختلف القطاعات بالمنطقة ، لتجد المخرج المناسب للقضاء على العديد من الظواهر التي أصبحت تطفو على السطح كاحتلال الملك العمومي ، مقاهي الشيشة ، النشل والسرقة ...إلخ .- و العديد من النقاط السوداء بالمنطقة والتي رغم المجهودات المبذولة ، بشأن الحد منها وإيقاف نزيفها ، تبقى بحاجة إلى تضافر المزيد من الجهود وتقاطع الإرادات ، لإيقاف النزيف من منبعه .فهل وصلت الرسائل إلى من يهمه الأمر وبأي شكل ؟ا المقال 2 موقع " مقاطعة سيدي البرنوصي " خارج التاريخ ..علي مسعاد ولأننا ، نعيش عصر الانترنيت وبامتياز ..وعصر التواصل ، بأرقى مستوياته ، فإنه أصبح من نافلة القول ، أن التواصل بين المواطن والإدارة ، بعيدا عن دائرة التكنولوجيا ، أصبح أمرا مجديا ، أو ذو أهمية تذكر حتى ، لأنه من العبث، في الوقت الحالي ، الرهان على الوسائل التقليدية ، للتواصل مع جيل " الفايس بوك " و" التويتر " ، لمده بآخر المستجدات المتعلقة بمحيطه وبشأنه المحلي . فإذا ، كانت فلسفة الإدارة الالكترونية ، تراهن ضمن أولوياتها ، الدخول بالفرد ، إلى العمولة ، من أوسع الأبواب ، فإن مقاطعة سيدي البرنوصي ، لم تكن خارج السياق ، شأنها شأن باقي المقاطعات الممتدة على التراب الوطني ، ركبت الرهان وأحثث موقعا إلكترونيا ، يمد ساكنة سيدي البرنوصي ، بآخر المستجدات التي تهم ساكنة المنطقة ولتكون صلة وصل بين المواطن والمجلس المنتخب .وهي مبادرة ، استحقت منا ، في حينها التنويه والتشجيع ، لأن من شأنها تقريب المواطن من انشغالات مجلسه المنتخب ومن التواصل عبر أرقى وسائل التواصل ، مع من المفترض فيه ،أن يوصل مطالبه ، إلى الجهات المعنية . ولأن للموقع ، متطلباته المادية واللوجستيكية ، فإنه من الطبيعي ، أن أعضاء المجلس قد خصصوا له ميزانية محترمة للصيانة والتحيين ، وإلا ما معنى لموقع الكتروني ، ثابت لا يتغير بمتغيرات المرحلة .الشيء الذي لا نجد له أثرا ،يذكر على الإطلاق ، فالموقع منذ إحداثه ، لم يتغير إلا لماما ويوجد خارج التغطية لأوقات عديدة ، بحيث أهمله أصحابه ، لأسباب لا يعلمها إلا المقربون ، فما الفائدة ، إذن ، من تخصيص ميزانية هامة لموقع ، هو آخر اهتمامات السادة الأعضاء ، ؟ا ولما كل هذا التبذير للمال العام ، إذا كان مصير هذا الموقع ، هو الموت ، كباقي المشاريع التي لا ترى النور ، إلا عبر الورق .خاصة وأن ولادة الموقع لم تكن يتيمة على الإطلاق ، بل صاحبتها ندوة صحفية ، بحضور فعاليات المنطقة ، للتعريف بأهداف الموقع ومراميه ، كما علقت اللافتات قرب أبواب الثانويات وبأهم الشوارع الرئيسية ، مما يدل على أن المجلس المنتخب ، كان جادا في خطوته ، بحيث لم يدخر جهدا للتعريف بالموقع و مضامينه ، بمناسبة وبدونها ، لكن للأسف ، تمخض الجبل فولد فأرا . فما لا يعلمه ، البعض أن المواقع الإلكترونية ، لم تعد ترفا أو فوق الحاجة ، بل من أساسيات التنمية المحلية ووجود موقع يحقق التواصل بين الإدارة والمواطن ، كما سبق وأن قلنا ، مبادرة تستحق منا التنويه والتشجيع ، لكن إن وجدت الطريق معبدة ، لتأخذ مسارها الطبيعي وليس من أجل البهرجة والدخول للشبكة العنكبوتية ، من أضيق الأبواب . المقال 3في بيتنا عبقري ...علي مسعاد " العين حق ..السحر حق ..يا علي ، ومجتمع ، تموت فيه المواهب والطاقات ، كما تموت الحشرات ، كأنها لم تكن ، ماذا تنتظر منه ، يا علي ، ماذا تنظر منه ؟ا ، متى ستفهم ، أن لا مكان " للمتميزين " ،بيننا ، فكل الأبواب موصدة في وجوههم ، ليس لهم ، والله ، إلا الموت أو الهجرة ، بعيدا ، حيث الناس غير الناس والوجوه غير الوجوه ، أما هنا ، فينتظرهم الجنون والضياع ، لأن عقلية " القطيع "، تسري فينا ، مجرى الدم ، في العروق ، أما أن تكون أنت أنت ، وأن تكون ضد التيار ، ستعاني كثيرا ، مع أشباه الناس والوجوه ، ستعاني كثيرا ، يا علي ، كثيرا ..فالمطلوب منك ، أن تعيش واحدا من الناس ..تأكل ..تشرب ..وتتوالد كالحيوانات ...بلا حلم ...ليس مطلوبا ، منك أن تحلم ، يا علي...ليس مطلوبا منك ، في مجتمع اللاحلم ....في مجتمع تتهاوى فيه الأحلام كما تتساقط أوراق المبادئ والقيم ... في مجتمع لا يؤمن بالأحلام ...مجتمع أصبح ماديا و بامتياز ،حيث المال والمصالح ،هي من تحرك أفراده ..ولتمت الطموحات والأحلام ، بين الضلوع..... تأمل ، يا علي ، في وجوه الناس ، كل الناس ، فلا وقت لهم ، للأحلام ...فهم ،بالكاد يجدون ، الوقت الكافي للحصول على الفتات ، للاستمرار ، على قيد الحياة ...لا مطالب لهم ..لا أفاق يتطلعون إليها ، فقط ، هناك أفواه جائعة ، تنتظرهم ، كل مساء ...هم وجدوا أنفسهم ،هكذا ، أسيري مطالب حياتية لا تنتهي إلا لتبدأ من جديد ...هم ، اختاروا ، ببساطة ، أن يسيروا جنب الحائط ، كما يقول والدك رحمه الله ، والمطلوب منك ، يا علي ، أن تكون نسخة غير رديئة منهم ...أن تفكر مثلهم ..أن تعيش حياتهم ...أن يصبح كل همك ، أن تكونا حيوانيا وبامتياز..أن تصبح جسدا بلا روح ..رأسا بلا أ فكار ..لكنك ، لم تفهم ، اللعبة جيدا..لم تفهم ، أن التافهين من الناس ، هم من يتقاسمون الفضاءات والأمكنة ..وحتى الكعكة ...هم ، فقط ، من تسلط عليهم الأضواء ..فيما الآخرون يموتون في الظل ..وفي صمت ممزوج بالدموع والحسرة ..فأن تكون ، يا علي ، متميزا ، في مجتمع يحارب التميز وأن تكون عبقريا في مجتمع الخرافة ..تلك ، لعمري ، قمة المأساة ....يا أ الله ،كم كنت غبية ، حين صدقت ، كل الكتب التي قرأتها ...حين اعتقدت ، للحظة ، أن عالم الكتب هي عالم الناس ..كل الناس ..كم كنت غبية ..صحيح ، أنك تشاركني ، الغباء ذاته..لم أكن وحدي ، فريسة الإحساس بالفراغ والضياع ..إلا أنني ، حاولت جاهدة ، أن أتعايش مع تحولات مجتمع القطيع ...إلا أنت ، يا علي ، مازلت أنت أنت ، لم تتغير ، الكل من حولك تغيروا ..تنكروا ، لأقرب الناس إليهم ...تنكروا حتى لأنفسهم ...وأنت ضد التغيير ..مازلت تعاني في صمت ..كأني بك ، تجد لذة في جلد نفسك وتعذيب كل من يحبك ... فأنا لست أدعوك ،أن تكون انتهازيا ..أو متسلقا ، فتلك ليست شيمك ..ولكني ،فقط ، أفتح عينيك ، على حقائق قد لا تلتفت إليها ، في زحمة انشغالاتك ...ولا تدركها ، إلا مع مرور الوقت ...والأيام ، وقد تشكل لك صدمة في المقبل من الأيام ...أنا ، فقط ، أدعوك للتوقف ولو للحظة من عمر الزمن ..لترى ما أراه ولتدرك ما أدركه الآخرون .." تسللت، فجأة ، يد نادية إلى خصري ، طوقتني ، بحب طفولي ، كأنها تفعلها للمرة الأولى ..أحسست ، لحظتها بقشعريرة ، تسري في عروقي ، فيما الفضوليون ، تعتصرني نظراتهم الحاقدة ، من كل الجهات ، على امتداد شارع " شوفوني " ..الشارع الذي شهد ويشهد ، كل فصول الحكاية ..حكاية شباب..كل جرمهم ، أنهم حلموا في زمن تموت فيه الأحلام ، كما تموت الأحاسيس والمشاعر النبيلة .. ، حلموا بالناس غير الناس و الفضاء غير الفضاء ...كانت ، نادية ، تضمني إليها ، كطفل صغير ، يتلمس خطواته الأولى ، على درب الحياة ، حياة لا يعرف منها ، إلا الوجه المشرق ، فيما الوجه الحقيقي، يخفيه قناع من الابتسامات المزيفة والوعود الكاذبة.. الكاذبة... أوراق من حياتي " لا أريد أن أموت "
الوقفة الاحتجاجية، التي نظمها ، الباعة المتجولون ، صباح بداية الأسبوع الجاري ، بالساحة المقابلة ، لمقر عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي ، كانت بمثابة رسالة محملة بالكثير من الدلالات و الرموز ، أو إن شئت القول ، ناقوس إنذار ، لمن يهمه أمر تسيير شؤون المنطقة ، من جهات وصية ومنتخبين .فهي و إن دلت على شيء ، فإنما تدل ، على أن هذه الفئة من المجتمع ، مازالت تبحث عن حلول جذرية وواقعية ، لمطالبها الآنية والملحة ، بشكل تدريجي ، إن لم نقل نهائي ، عوض الحلول الترقيعية ، التي انتهجتها الجهات المعنية بالملف والتي لم تزد الأمر ، إلا تعقيدا وتأزما و على جميع المستويات .بحيث ، أنه لا يكاد يوم ، إلا وتزداد العربات المجرورة والأفرشة ، بالشوارع الرئيسية كما الأزقة الضيقة ، وخاصة منها المحادية لمسجد " طارق " و بشكل لافت للنظر ، مما يطرح العديد من الأسئلة ، لدى ساكنة المنطقة ، ولعل أبرزها ، على الإطلاق : - ما الهدف من صرف الأموال الطائلة ، على تدشين أسواق نموذجية ، هي أضيق من دون أن تستوعب العدد الهائل ، من الباعة المتجولين ، المنتشرين كالنار في الهشيم ، بتراب المنطقة ولما لم تستطع لحد الآن، هذه الأخيرة ، التي دشنت من أجلهم ، لسنوات خلت ، الحد من انتشار الظاهرة ؟ا - وإلى متى سيبقى ، سوق " المسيرة " ، المحادي للطريق السيار ، موصد الأبواب في وجه الباعة دون أن يستفيد منه أحد ، من المسؤول على فشل المشروع وإلى متى سيبقى، هذا الأخير ،خارج دائرة المحاسبة ؟ا - وأين هنا دور المجلس البلدي الحالي ، في خلق أوراش بناء المزيد من "الأسواق النموذجية " التي من شأنها تنظيم الباعة المتجولين و بالتالي إخلاء الساحات والشوارع ،من الكثير منهم ؟ا - أين هنا دور فروع الأحزاب السياسية بالمنطقة ، بل بالأحرى أين هنا دور الجمعيات التي استفادت من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، في تنظيم القطاع والخروج بمشاريع تنموية ، تهدف إلى خدمة هذه الفئة المعوزة من المجتمع ، أوليس من أولويات المبادرة خدمة دوي الدخل المحدود ومنعدميه أو فقط اكتفت ببناء المقرات والاستفادة من الدعم دون تفعيله لخدمة أبناء الحي ؟ا- والمعارض التجارية ، التي تنظم بين الفينة والأخرى ، من المستفيد من تنظيمها بأهم الشوارع وفي أهم نقاط البيع بالمنطقة ، هل تعطى الأولوية للباعة المتجولين أم أن سياسة ا" باك صاحبي " و " دهن السير يسير " ، هي العملة المتداولة ؟وغيرها ، من الأسئلة ، المرتبطة بالظاهرة ، خصوصا وأن هناك العديد من الوقفات نظمت ، بخصوص ملف " الباعة المتجولين " ، لكن سياسية التسويف والتمطيط ، لم تزد الأمور إلا تجدرا .الباعة المتجولون ، بسيدي البرنوصي ، ليس وحدهم ، من رفعوا الرايات والشعارات المنددة ، بل حتى ساكنو دور الصفيح و خاصة منهم ، الدين لم يستفيدوا من مشروع "السلام " ، أو من من هدمت دورهم ، لسبب من الأسباب ، هم بدورهم ، تصدروا واجهة الأحداث بالمنطقة التي تعيش على ايقاع صفيح إجتماعي ساخن ، له ارتباط بظروف السكن والشغل .الأمر الذي يتطلب ، من الجهات الوصية ، كل من موقعه ، الوقوف بجدية ، أمام العوائق والإشكالات ، التي تحول دون تقدم سير الأشغال والأوراش التي تعرفها مختلف القطاعات بالمنطقة ، لتجد المخرج المناسب للقضاء على العديد من الظواهر التي أصبحت تطفو على السطح كاحتلال الملك العمومي ، مقاهي الشيشة ، النشل والسرقة ...إلخ .- و العديد من النقاط السوداء بالمنطقة والتي رغم المجهودات المبذولة ، بشأن الحد منها وإيقاف نزيفها ، تبقى بحاجة إلى تضافر المزيد من الجهود وتقاطع الإرادات ، لإيقاف النزيف من منبعه .فهل وصلت الرسائل إلى من يهمه الأمر وبأي شكل ؟ا المقال 2 موقع " مقاطعة سيدي البرنوصي " خارج التاريخ ..علي مسعاد ولأننا ، نعيش عصر الانترنيت وبامتياز ..وعصر التواصل ، بأرقى مستوياته ، فإنه أصبح من نافلة القول ، أن التواصل بين المواطن والإدارة ، بعيدا عن دائرة التكنولوجيا ، أصبح أمرا مجديا ، أو ذو أهمية تذكر حتى ، لأنه من العبث، في الوقت الحالي ، الرهان على الوسائل التقليدية ، للتواصل مع جيل " الفايس بوك " و" التويتر " ، لمده بآخر المستجدات المتعلقة بمحيطه وبشأنه المحلي . فإذا ، كانت فلسفة الإدارة الالكترونية ، تراهن ضمن أولوياتها ، الدخول بالفرد ، إلى العمولة ، من أوسع الأبواب ، فإن مقاطعة سيدي البرنوصي ، لم تكن خارج السياق ، شأنها شأن باقي المقاطعات الممتدة على التراب الوطني ، ركبت الرهان وأحثث موقعا إلكترونيا ، يمد ساكنة سيدي البرنوصي ، بآخر المستجدات التي تهم ساكنة المنطقة ولتكون صلة وصل بين المواطن والمجلس المنتخب .وهي مبادرة ، استحقت منا ، في حينها التنويه والتشجيع ، لأن من شأنها تقريب المواطن من انشغالات مجلسه المنتخب ومن التواصل عبر أرقى وسائل التواصل ، مع من المفترض فيه ،أن يوصل مطالبه ، إلى الجهات المعنية . ولأن للموقع ، متطلباته المادية واللوجستيكية ، فإنه من الطبيعي ، أن أعضاء المجلس قد خصصوا له ميزانية محترمة للصيانة والتحيين ، وإلا ما معنى لموقع الكتروني ، ثابت لا يتغير بمتغيرات المرحلة .الشيء الذي لا نجد له أثرا ،يذكر على الإطلاق ، فالموقع منذ إحداثه ، لم يتغير إلا لماما ويوجد خارج التغطية لأوقات عديدة ، بحيث أهمله أصحابه ، لأسباب لا يعلمها إلا المقربون ، فما الفائدة ، إذن ، من تخصيص ميزانية هامة لموقع ، هو آخر اهتمامات السادة الأعضاء ، ؟ا ولما كل هذا التبذير للمال العام ، إذا كان مصير هذا الموقع ، هو الموت ، كباقي المشاريع التي لا ترى النور ، إلا عبر الورق .خاصة وأن ولادة الموقع لم تكن يتيمة على الإطلاق ، بل صاحبتها ندوة صحفية ، بحضور فعاليات المنطقة ، للتعريف بأهداف الموقع ومراميه ، كما علقت اللافتات قرب أبواب الثانويات وبأهم الشوارع الرئيسية ، مما يدل على أن المجلس المنتخب ، كان جادا في خطوته ، بحيث لم يدخر جهدا للتعريف بالموقع و مضامينه ، بمناسبة وبدونها ، لكن للأسف ، تمخض الجبل فولد فأرا . فما لا يعلمه ، البعض أن المواقع الإلكترونية ، لم تعد ترفا أو فوق الحاجة ، بل من أساسيات التنمية المحلية ووجود موقع يحقق التواصل بين الإدارة والمواطن ، كما سبق وأن قلنا ، مبادرة تستحق منا التنويه والتشجيع ، لكن إن وجدت الطريق معبدة ، لتأخذ مسارها الطبيعي وليس من أجل البهرجة والدخول للشبكة العنكبوتية ، من أضيق الأبواب . المقال 3في بيتنا عبقري ...علي مسعاد " العين حق ..السحر حق ..يا علي ، ومجتمع ، تموت فيه المواهب والطاقات ، كما تموت الحشرات ، كأنها لم تكن ، ماذا تنتظر منه ، يا علي ، ماذا تنظر منه ؟ا ، متى ستفهم ، أن لا مكان " للمتميزين " ،بيننا ، فكل الأبواب موصدة في وجوههم ، ليس لهم ، والله ، إلا الموت أو الهجرة ، بعيدا ، حيث الناس غير الناس والوجوه غير الوجوه ، أما هنا ، فينتظرهم الجنون والضياع ، لأن عقلية " القطيع "، تسري فينا ، مجرى الدم ، في العروق ، أما أن تكون أنت أنت ، وأن تكون ضد التيار ، ستعاني كثيرا ، مع أشباه الناس والوجوه ، ستعاني كثيرا ، يا علي ، كثيرا ..فالمطلوب منك ، أن تعيش واحدا من الناس ..تأكل ..تشرب ..وتتوالد كالحيوانات ...بلا حلم ...ليس مطلوبا ، منك أن تحلم ، يا علي...ليس مطلوبا منك ، في مجتمع اللاحلم ....في مجتمع تتهاوى فيه الأحلام كما تتساقط أوراق المبادئ والقيم ... في مجتمع لا يؤمن بالأحلام ...مجتمع أصبح ماديا و بامتياز ،حيث المال والمصالح ،هي من تحرك أفراده ..ولتمت الطموحات والأحلام ، بين الضلوع..... تأمل ، يا علي ، في وجوه الناس ، كل الناس ، فلا وقت لهم ، للأحلام ...فهم ،بالكاد يجدون ، الوقت الكافي للحصول على الفتات ، للاستمرار ، على قيد الحياة ...لا مطالب لهم ..لا أفاق يتطلعون إليها ، فقط ، هناك أفواه جائعة ، تنتظرهم ، كل مساء ...هم وجدوا أنفسهم ،هكذا ، أسيري مطالب حياتية لا تنتهي إلا لتبدأ من جديد ...هم ، اختاروا ، ببساطة ، أن يسيروا جنب الحائط ، كما يقول والدك رحمه الله ، والمطلوب منك ، يا علي ، أن تكون نسخة غير رديئة منهم ...أن تفكر مثلهم ..أن تعيش حياتهم ...أن يصبح كل همك ، أن تكونا حيوانيا وبامتياز..أن تصبح جسدا بلا روح ..رأسا بلا أ فكار ..لكنك ، لم تفهم ، اللعبة جيدا..لم تفهم ، أن التافهين من الناس ، هم من يتقاسمون الفضاءات والأمكنة ..وحتى الكعكة ...هم ، فقط ، من تسلط عليهم الأضواء ..فيما الآخرون يموتون في الظل ..وفي صمت ممزوج بالدموع والحسرة ..فأن تكون ، يا علي ، متميزا ، في مجتمع يحارب التميز وأن تكون عبقريا في مجتمع الخرافة ..تلك ، لعمري ، قمة المأساة ....يا أ الله ،كم كنت غبية ، حين صدقت ، كل الكتب التي قرأتها ...حين اعتقدت ، للحظة ، أن عالم الكتب هي عالم الناس ..كل الناس ..كم كنت غبية ..صحيح ، أنك تشاركني ، الغباء ذاته..لم أكن وحدي ، فريسة الإحساس بالفراغ والضياع ..إلا أنني ، حاولت جاهدة ، أن أتعايش مع تحولات مجتمع القطيع ...إلا أنت ، يا علي ، مازلت أنت أنت ، لم تتغير ، الكل من حولك تغيروا ..تنكروا ، لأقرب الناس إليهم ...تنكروا حتى لأنفسهم ...وأنت ضد التغيير ..مازلت تعاني في صمت ..كأني بك ، تجد لذة في جلد نفسك وتعذيب كل من يحبك ... فأنا لست أدعوك ،أن تكون انتهازيا ..أو متسلقا ، فتلك ليست شيمك ..ولكني ،فقط ، أفتح عينيك ، على حقائق قد لا تلتفت إليها ، في زحمة انشغالاتك ...ولا تدركها ، إلا مع مرور الوقت ...والأيام ، وقد تشكل لك صدمة في المقبل من الأيام ...أنا ، فقط ، أدعوك للتوقف ولو للحظة من عمر الزمن ..لترى ما أراه ولتدرك ما أدركه الآخرون .." تسللت، فجأة ، يد نادية إلى خصري ، طوقتني ، بحب طفولي ، كأنها تفعلها للمرة الأولى ..أحسست ، لحظتها بقشعريرة ، تسري في عروقي ، فيما الفضوليون ، تعتصرني نظراتهم الحاقدة ، من كل الجهات ، على امتداد شارع " شوفوني " ..الشارع الذي شهد ويشهد ، كل فصول الحكاية ..حكاية شباب..كل جرمهم ، أنهم حلموا في زمن تموت فيه الأحلام ، كما تموت الأحاسيس والمشاعر النبيلة .. ، حلموا بالناس غير الناس و الفضاء غير الفضاء ...كانت ، نادية ، تضمني إليها ، كطفل صغير ، يتلمس خطواته الأولى ، على درب الحياة ، حياة لا يعرف منها ، إلا الوجه المشرق ، فيما الوجه الحقيقي، يخفيه قناع من الابتسامات المزيفة والوعود الكاذبة.. الكاذبة... أوراق من حياتي " لا أريد أن أموت "