سعيد عتيق
يرى سعيد عتيق، رئيس جمعية الشهاب وناشط حقوقي بكريان سانطرال بالبيضاء، أن كريان سنطرال عانى كثيرا من التهميش والإهمال من قبل المسؤولين الذين تعاقبوا على المنطقة منذ الاستقلال، مؤكدا أنهم لم يقدموا شيئا لساكنة المنطقة. مشيرا إلى أن السكان بدأوا يتخوفون من انزياح قطار مشروع كريان سنطرال عن سكته الحقيقية..
* أين وصل ملف كريان سنطرال بالدار البيضاء؟
** ملف كريان سانطرال مازال يراوح مكانه رغم أن الأشغال جارية بمنطقة الهراويين التي سيتم إسكان قاطني كريان سنطرال بها، كما أن التصميم النهائي للمشروع، والذي تم الإطلاع عليه من طرف الجمعية، يضم مرافق اجتماعية ومدارس وثانويات وعدة مرافق اجتماعية. غير أن ما يثير تخوفنا هو أن المجتمع المدني لم يتم إشراكه في حيثيات المشروع، إذ نجد أن المسؤولين عن الملف «فصلوا وخيطوا» بدون الرجوع إلى ساكنة المنطقة والتشاور معهم، وهو الأمر الذي يتناقض مع خطاب عامل عمالة عين السبع الحي المحمدي الذي أكد أكثر من مرة أنه سيتم إشراك ساكنة كريان سنطرال والمجتمع المدني والمنتخبين في كل صغيرة وكبيرة تخص المشروع تنفيذا للرسالة الملكية التي قرأها وزير الداخلية وشدد فيها الملك على ضرورة التشاور مع السكان والاستجابة لمطالبهم وحل جميع مشاكلهم. لكن السكان في الآونة الأخيرة بدأوا يتساءلون عن كثير من الأمور أبرزها مساحة البقع الأرضية التي سيتم منحها لهم، إذ أن هناك تناقضا بين السلطات وشركة «العمران». ففي إحدى الزيارات التي قامت بها الجمعية لمنطقة الهراويين أخبرنا ممثل الملك بالمنطقة أن مساحة البقع ستكون مساحتها 80 مترا، وفي الزيارة الأخيرة خلال الأسبوع الماضي صرح المسؤولون عن شركة العمران بأن المساحة لن تتجاوز 77 مترا. أما الأمر الثاني المثير للتساؤل هو أنه على طول الشوارع الرئيسية للمشروع سيتم بناء مساكن تابعة للخواص من فئة 7 طوابق. وهنا نتساءل ما دخل الخواص في هذا الملف؟ ولماذا تم إقحام هذه الطوابق في المشروع الخاص بساكنة كاريان سنطرال.
* هل طرقتم أبواب المسؤولين؟
** عقدنا لقاء مع العامل ومع ممثلي شركة «العمران» الذين لم يفيدونا بشيء، ولم يجيبونا عن السؤال الذي طرحته جمعيتنا في كثير من مراسلاتها للعديد من المسؤولين، والمتمثل في إطلاع قاطني كريان سانطرال على حيثيات وتفاصيل الملف الدقيقة. وهو نفس الأمر الذي شدد عليه الملك، حيث طالب بإشراك المواطنين والمجتمع المدني.
* أنتم كجمعيات ماذا فعلتم من أجل الضغط على المسؤولين كي يتم إشراككم في ملف كريان سنطرال؟
** بخصوص المجتمع المدني، وبالضبط الجمعيات الناشطة في المنطقة، فقد تم استدعاؤها من طرف العامل في أول لقاء بخصوص ملف كريان سنطرال. ومباشرة بعد هذا اللقاء عملنا داخل جمعية الشهاب على استدعاء هذه الجمعيات لتوحيد الجهود من خلال تنسيقية محلية تتتبع ملف كريان سنطرال. غير أنه للأسف الشديد وجدنا بعض الجمعيات تريد استغلال الملف لقضاء مصالحها الشخصية. ووجدنا كذلك جمعيات لا وجود لها سوى في الأوراق.
* ألا ترى أن غياب مجتمع مدني مسؤول وواع بواجباته وحقوقه هو الذي يدفع المشرفين على ملف كريان سنطرال إلى عدم التعامل والتشاور معه في كل صغيرة وكبيرة تخص هذا الملف؟
** أعتقد أن السلطة هي من يرخص للجمعيات، وهي التي تتابع هذه الجمعيات وتعرف مدى إشعاعها في المنطقة. والسلطة أدرى بمن يريد مصلحة السكان ومن يستغل الملف لأغراض شخصية. ونحن في جمعية الشهاب نشتغل منذ 17 سنة في الميدان واضعين ملف كريان سنطرال من بين أهم أولوياتنا التي نتتبعها.. كما أننا اشتغلنا على ملف الكريان وراسلنا مختلف الإدارات والجهات، بل عملنا على تدويل ملف قاطني كريان سنطرال.
* وجهتم العديد من المراسلات للكثير من الجهات وقرعتم ناقوس الخطر خوفا من أن يخرج ملف كريان سنطرال عن سكته الحقيقية، هل أنتم متخوفون من أن يفشل مشروع إعادة إسكان كريان سنترال؟
** هذا صحيح. فمن المعلوم أن كريان سنطرال عانى كثيرا من التهميش والإهمال، بل إن كل المسؤولين الذين تعاقبوا على المنطقة منذ الاستقلال لم يقدموا شيئا لساكنة المنطقة، وهو ما جعلنا كجمعية نوجه رسالة للملك نقول له «إنك يا صاحب الجلالة المنقذ الوحيد». وإن القيمين على تدبير شؤون المنطقة لم نر منهم سوى الويلات والكوارث والنكبات.. كما أن المنحى الذي سارت فيه تجربة مشروع الحسن الثاني تؤكد هذا الفشل، وهو الفشل الذي نبهنا له في حينه ووجهنا العديد من الرسائل لعامل المنطقة في ذلك الوقت العفورة. وبالنظر للتجارب السابقة، تتولد لدينا تخوف من أن ينزاح قطار مشروع كريان سنطرال عن سكته الحقيقية. فحاليا نجد أن بعض الذين يسكنون في مشروع الحسن الثاني بشكل مؤقت بدأوا «يجرجرون» إلى المحاكم من طرف شركة كوجيبا، مطالبة إياهم بإفراغ الشقق.. هذه المحاكمات بدأت تثير تخوفات السكان من أن يتكرر سيناريو فشل مشروع كريان سنطرال.
* ما هي الإجراءات التي يجب أن تقوم بها السلطة كي تحقق مطالب السكان، كي لا يزيغ قطار مشروع كريان سنطرال عن مساره الحقيقي؟
** معظم المقترحات التي تقدمنا بها طرحناها على شركة العمران ومكتب الدراسات وممثلي السلطة المحلية في العديد من اللقاءات. كل ما نريده هو تطبيق الأوامر الملكية التي تدعو إلى إشراك سكان كريان سنطرال في جميع مراحل المشروع والاستماع إلى مطالبهم وحل مشاكلهم. فهناك نقط تقلق راحة السكان أهمها مشكل الأسر المركبة، والنظر في الحالة الاجتماعية لساكنة المنطقة (معظمهم معدمين)، وحل مشكل الحالات العالقة كإلغاء المتابعات القضائية في حق بعض سكان مشروع الحسن الثاني، خاصة أن مشكل هذه العائلات كان بسبب المسؤولين الذين تعاقبوا على تدبير ملف مشروع الحسن الثاني. كما أن هناك بعض الأسر بكريان سانطرال حرمتها السلطة من الوثائق الرسمية. ونطالب، إذا كان الترحيل، أن يكون بشكل شامل وبدون انتقاء، وأن يتم حل مشاكل كل عائلة على حدة.
حاوره: يوسف خطيب