منتدى الرياضي للعمل النقابي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى يهتم بمستجدات العمل السياسي والنقابي محاولا رسم صورة مغايرة على ما عليه الوضع الان


    محمد الحنفي حزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي

    رياضي
    رياضي
    Admin


    عدد المساهمات : 3794
    تاريخ التسجيل : 06/07/2010

    محمد الحنفي  حزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي Empty محمد الحنفي حزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي

    مُساهمة من طرف رياضي الجمعة أغسطس 20, 2010 9:25 am

    محمد الحنفيمحمد الحنفي. من مواليد مراكش - المغرب سنة 1946تخرج من كلية الدراسات العربية – جامعة القرويين سنة 1971ناضل في صفوف الاتحاد الوطني للقوات الشعبية مند سنة ...
    www.ahewar.org/m.asp?i=455 - www.ahewar.org/m.asp%3Fi%3D455+%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF+%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%86%D9%81%D9%8A&cd=1&hl=ar&ct=clnk&gl=ma" target="_blank" rel="nofollow">نسخة مخبأة - www.ahewar.org/m.asp%3Fi%3D455+%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF+%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%86%D9%81%D9%8A&sa=X&ei=R55uTJ6SItSiOK_FnLAL&ved=0CAkQHzAA" target="_blank" rel="nofollow">مماثلة
    رياضي
    رياضي
    Admin


    عدد المساهمات : 3794
    تاريخ التسجيل : 06/07/2010

    محمد الحنفي  حزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي Empty رد: محمد الحنفي حزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي

    مُساهمة من طرف رياضي الجمعة أغسطس 20, 2010 10:01 am

    موقع اليسارحوار مع د. عبد الحسين شعبان. الاثنين, 16 أغسطس 2010 09:29 محمد الحنفي ... إلى أين تسير الثورة الإيرانية؟ الاثنين, 16 أغسطس 2010 08:57 محمد الحنفي ...
    sihanafi.com/ - نسخة مخبأة
    رياضي
    رياضي
    Admin


    عدد المساهمات : 3794
    تاريخ التسجيل : 06/07/2010

    محمد الحنفي  حزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي Empty رد: محمد الحنفي حزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي

    مُساهمة من طرف رياضي الجمعة أغسطس 20, 2010 5:46 pm

    موقع اليسار. الاشتراكية
    www.sihanafi.com
    رياضي
    رياضي
    Admin


    عدد المساهمات : 3794
    تاريخ التسجيل : 06/07/2010

    محمد الحنفي  حزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي Empty رد: محمد الحنفي حزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي

    مُساهمة من طرف رياضي الإثنين نوفمبر 29, 2010 4:00 am

    رياضي
    رياضي
    Admin


    عدد المساهمات : 3794
    تاريخ التسجيل : 06/07/2010

    محمد الحنفي  حزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي Empty رد: محمد الحنفي حزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي

    مُساهمة من طرف رياضي السبت أبريل 16, 2011 8:54 am



    عدل سابقا من قبل رياضي في الجمعة يونيو 10, 2011 7:17 am عدل 1 مرات
    رياضي
    رياضي
    Admin


    عدد المساهمات : 3794
    تاريخ التسجيل : 06/07/2010

    محمد الحنفي  حزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي Empty رد: محمد الحنفي حزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي

    مُساهمة من طرف رياضي الأربعاء مايو 18, 2011 3:19 am

    إلى الرفاق في:

    § حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي.

    § الحزب الاشتراكي الموحد.

    § المؤتمر الوطني الاتحادي.

    محمد الحنفي

    إن حديثنا عن تحالف اليسار الديمقراطي، هو حديث عن مشروع وحدة اليسار في المستقبل. هذه الوحدة التي كانت، ولازالت، وستبقى حلما، يحمله اليساريون الصادقون، على اختلاف الأحزاب التي ينتمون إليها، نظرا للشروط الذاتية، والموضوعية، التي تعيشها الأحزاب اليسارية الصادقة، التي بادرت إلى تشكيل تحالف اليسار الديمقراطي، لمواجهة تحديات المرحلة، التي تفرض البحث عن الوسائل المساعدة على تجاوز العقبات الصعبة، كعقبة الانتخابات البرلمانية، والانتخابات الجماعية.

    غير أن العمل المشترك في الانتخابات البرلمانية، أفرز أن التحالف يجب أن يتحول إلى تحالف استراتيجي، قابل للتطور من تحالف انتخابي، آني، إلى تحالف له هياكله التقريرية، والتنفيذية، وله تنظيمات محلية، وإقليمية، وجهورية، ووطنية، من أجل الوصول إلى إيجاد قاسم مشترك: إيديولوجيا، وسياسيا، وتنظيميا، حتى يفعل، ذلك القاسم المشترك، في صفوف التنظيمات المكونة لتحالف اليسار الديمقراطي، من أجل أن تصير منطلقا لتطوير تنظيم التحالف، إلى تنظيم ما بعد التحالف، وما قبل الاندماج، ولإتاحة الفرصة أمام مكونات تحالف اليسار الديمقراطي، من أجل خلق جسور للتواصل العميق: إيديولوجيا، وتنظيميا، وسياسيا، في أفق بلورة التصور الإيديولوجي المشترك، والتصور التنظيمي المشترك، والتصور السياسي المشترك، إلى جانب بلورة رؤى متقدمة للتحالف، حول القضايا الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وطنيا، وإقليميا، ودوليا، حتى يصير ما هو مشترك أساسا، ومنطلقا للوصول إلى مرحلة الاندماج، التي لا بد أن ينبثق عنها حزب اشتراكي كبير، منفتح على كل التوجهات الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، ومتفاعل معها، إلى درجة التحالف، في إطار خاضع لنفس المنهجية، الهادفة إلى تحقيق نفس التطور. وهكذا... إلى أن يتحول الحزب الاشتراكي الكبير، إلى حزب اشتراكي أكبر.

    والمنهجية التي ينهجها التحالف، في أفق الاندماج، يجب أن تهدف إلى:

    1) تحقيق الوحدة الإيديولوجية، من خلال فتح حوار إيديولوجي عميق، بين مكونات تحالف اليسار الديمقراطي، من أجل معرفة الأطروحات الأيديولوجية لكل مكون، والبحث في تلك الأطروحات، على مستوى المرجعية، وعلى مستوى الرؤيا الأيديولوجية، وعلى مستوى التعبير الأيديولوجي عن مصالح طبقة معينة.

    ونحن لا نشك، أبدا، أن مرجعيات مكونات التحالف، لا يمكن أن تكون إلا أدبيات الاشتراكية العلمية، بقوانينها المتمثلة في المادية الجدلية، والمادية التاريخية، وفي تطور تلك القوانين، وفي استيعابها لتحولات الواقع، وفي قدرتها على إكساب المتفاعل معها وعيا متقدما، يرقى إلى المستوى العلمي، الذي يجعله يدرك أهمية امتلاك تصور علمي لمصالح مجموع الطبقات الاجتماعية، ولطبيعة الصراع بين الطبقات، في مستوياته الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والأيديولوجية، والسياسية، وللأدوات المعتمدة في قيادة ذلك الصراع، وللمطالب المرحلية، التي تطرحها التنظيمات السياسية، لتقليص حدة الاستغلال، الذي يعاني منه المقهورون في المجتمع المغربي، وللمطالب، والأهداف الإستراتيجية، التي يتحقق، بتحقيقها، القضاء على الاستغلال الممارس في الواقع، وفي مختلف تجلياته، في أفق تحقيق كرامة الانسان، في إطار تحقيق الحرية، والديمقراطية، والاشتراكية.

    واعتماد أدبيات الاشتراكية العلمية منطلقا لصياغة إيديولوجية حزبية معينة، يدلل الصعاب، ويسهل أمر إيجاد القواسم المشتركة، بين مكونات التحالف الديمقراطي، وصولا إلى صياغة إيديولوجية مشتركة، تصير أساسا للانطلاق في اتجاه امتلاك التصور المشترك للتنظيم، الذي تندمج مكونات التحالف في إطاره، نظرا للعلاقة القائمة بين الإيديولوجية، والتنظيم. فبدون الإيديولوجية، لا يكون تنظيم، وبدون التنظيم، لا تكون الأيديولوجية فاعلة، ومتطورة، وبدون تفاعل التنظيم مع الأيديولوجية في واقع معين، لا ينبثق وعي اقتصادي، واجتماعي، وثقافي، وسياسي، في الواقع الذي يتحرك فيه التنظيم، ولا يتوسع التنظيم إلى ما لا نهاية، ولا يتطور، ولا يتوسع، ولا ينبثق عن مؤسساته رؤى تنظيمية متقدمة، وواسعة، حول مختلف القضايا الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، التي يعرفها المجتمع.

    ولذلك، فاهتمام مكونات التحالف بضرورة إيجاد قواسم إيديولوجية مشتركة فيما بينها، وإلزام كافة مناضلي هذه المكونات باستيعابها، من القيادة، إلى آخر ملتحق بها في القاعدة؛ لأن ذلك من شأنه أن يقرب بين مناضلي حزب المؤتمر الوطني الاتحادي، ومناضلي الحزب الاشتراكي الموحد، ومناضلي حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي. وعملية التقريب، تلك، سوف تجعل التحالف، في حالة اندماجه، يزداد توحدا، ويزداد انضباطا للتنظيم، الذي لا بد أن يكون محكوما بمبادئ الاشتراكية العلمية، وبنظامه الأساسي، والداخلي، وبتقارير مؤتمراته، وبقراراته، وأجهزته التقريرية، والتنفيذية، وبالمساهمة، انطلاقا من كل ذلك، في الحياة النضالية الميدانية، الساعية إلى تحقيق الأهداف المنسجمة مع أهداف التحالف المرحلية، والإستراتيجية.

    وبتحقيق عملية الانسجام، والتواصل، بين المناضلين المنتمين إلى مكونات التحالف الديمقراطي الثلاثة، تتبين أهمية الأساس الإيديولوجي، لبناء الحزب الاشتراكي الكبير، الذي لا بد أن يقود إلى إيجاد تصور تنظيمي مندمج، تذوب في إطاره الانتماءات السابقة، التي تتحول إلى انتماء واحد، هو الانتماء إلى تنظيم الحزب الاشتراكي الكبير، المنفرز عير صيرورة من العمل المشترك بين المكونات الثلاثة، سعيا إلى بناء أداة صلبة، وقوية، ومتفاعلة مع الواقع، ومتطورة به، وفاعلة فيه، ومتوسعة في امتداده، وعاملة على تغييره، بارتباط مع كادحيه، وطليعتهم الطبقة العاملة، من أجل نفي كل الأمراض الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، التي تنخر كيان مجتمعنا، وتعرقل تطوره، في أفق تحقيق الحرية، والديمقراطية، والاشتراكية، كأهداف كبرى.

    وما قلناه في الأيديولوجية، يمكن أن نقوله، كذلك، في التنظيم المشترك، الذي تذوب في إطاره مكونات تحالف اليسار الديمقراطي.

    فما نحن متأكدون منه الآن، أن لكل مكون تصوره التنظيمي، وان التصورات التنظيمية الثلاثة، لا بد أن تكون مختلفة، اختلافا قد يرتفع في بعض فقرات التصورات الثلاثة، إلى درجة التناقض. وهو ما يقتضي من مكونات تحالف اليسار الديمقراطي، إخضاع التصورات التنظيمية، في أبعادها التاريخية، والواقعية، والمستقبلية، للنقاش العميق، سواء تعلق الأمر بتصور حزب المؤتمر الوطني الاتحادي، أو بتصور الحزب الاشتراكي الموحد، أو بتصور حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وصولا إلى خلاصات حول التصور التنظيمي المشترك، المنسجم مع القواسم الأيديولوجية المشتركة، والمنفتح على التصورات التنظيمية للأحزاب الديمقراطية، والتنظيمية الأخرى، التي قد تنخرط في تحالف اليسار الديمقراطي، وقد تقبل بتطوير التحالف في اتجاه الاندماج.

    ومعلوم أن كل شيء يتطور في هذا الكون، وأن التطور لا يأخذ دلالته الحقيقية إلا بالاتجاه إلى الأرقى. وتطور أحزاب تحالف اليسار الديمقراطي، لا يأخذ دلالته إلا في إطار التحالف، الذي لا يأخذ بدوره دلالته إلا بالعمل من اجل الوصول إلى مرحلة الاندماج.

    والتنظيم الذي تندمج في إطاره مكونات تحالف اليسار الديمقراطي، يجب أن يكون قادرا على استيعاب جميع مكونات التحالف، وإطارا للذوبان الأيديولوجي، والتنظيمي، والسياسي.

    والذوبان لا يتم في الإطار، إلا إذا كانت العلاقة القائمة بين التنظيم، والأيديولوجية من جهة، والتنظيم، والسياسة من جهة أخرى، علاقة جدلية؛ لأن هذه العلاقة، هي وحدها، التي يمكن أن تنتج الانسجام بين الإيديولوجية، والتنظيم، والسياسة، وبين مكونات تحالف اليسار الديمقراطي في نفس الوقت، الذي تذوب بفعل الانسجام في إطار تنظيم تحالف اليسار الديمقراطي المندمج، الذي قد يأخذ اسما آخر، غير اسم تحالف اليسار الديمقراطي، المستوحى من مفهوم الحزب الاشتراكي الكبير.

    والتصور التنظيمي المشترك، الذي يشكل قاسما مشتركا بين مكونات تحالف اليسار الديمقراطي، لا يمكن أن يكون كذلك، إذا لم يتحول إلى إطار للذوبان. وكلمة الذوبان، لا تعني إلا شيئا واحدا، وهو القطع مع الشكل التنظيمي السابق، الخاص بمكون معين، والانخراط الصادق، والعميق، في الشكل التنظيمي للحزب الجديد، المنبثق عن مكونات تحالف اليسار الديمقراطي؛ لأنه إذا لم يقع القطع مع الماضي التنظيمي، يبقى التنظيم الجديد مرشحا للعودة إلى ما قبل التحالف. وهو ما يعني انه لا جدوى من العمل على الاندماج في تنظيم واحد، ما لم يكن هذا التنظيم محصنا إيديولوجيا، وسياسيا، وتنظيميا، ضد العودة إلى ما قبل تنظيم تحالف اليسار الديمقراطي.

    وقد رأينا ان من عوامل هذا التحصين، إيجاد قواسم إيديولوجية مشتركة، وقواسم تنظيمية مشتركة.

    وهذان العاملان المشار إليهما، يجب أن يضاف إليهما عامل القطع مع الفصائلية داخل التنظيم الواحد؛ لأن الفصائلية هي المفرخة المنتجة للحلقية المخربة للتنظيم، أيا كان هذا التنظيم، ما لم يستمد قوته من أساسه الأيديولوجي، وأساسه التنظيمي، وأساسه السياسي، ولا شيء غير ذلك.

    ولذلك، لا بد من القطع مع الفصائلية، قبل الإقدام على الاندماج، في تصور تنظيمي يضمن احترام الآراء المختلفة، ويحرص على أن يحضر جميع المنتمين إلى المكونات التي تصير سابقة، بعد وجود تنظيم تندمج فيه تلك المكونات، في الخلاصات المتوصل إليها، والتي تعتمد لاتخاذ قرارات تنظيمية، وبرنامجية: اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وسياسية، بالإضافة إلى اتخاذ مواقف سياسية، للتنظيم الجديد، تجاه القضايا المختلفة، المتفاعلة في المجتمع.
    وفي نظرنا، فإن التنظيم الذي تندمج في إطاره مكونات التحالف، لا بد أن يراعي:

    1) خضوع الأقلية للأغلبية في القرارات التي لا يحصل فيها الإجماع، الذي لا يمكن أن يصير شرطا في اتخاذ القرارات. وإلا، فإن الشرط سوف يتحول إلى عرقلة الحزب الاشتراكي الكبير.

    2) احترام آراء المنتمين إلى نفس التنظيم القاعدي، أو القيادي: محليا، وإقليميا، وجهويا، ووطنيا، لأن عدم احترام الآراء، وإقصاءها، هو الذي سوف يقود إلى تفشي الحلقية. والحلقية هي التي سوف تستعيد الفصائلية، الفصائلية هي المدخل للعودة إلى ما قبل الاندماج.

    3) احترام الديمقراطية الداخلية في البناء التنظيمي، وفي انتخاب الأجهزة، وفي اتخاذ القرارات؛ لأنه بدون احترام الديمقراطية الداخلية، لا يمكن لتنظيم الحزب الاشتراكي الكبير أن يستمر.

    4) تفعيل مبدأ المركزية الديمقراطية، كمبدأ يأخذ به التنظيم اليساري، لكونه يساعد على تجاوز الكثير من المشاكل التنظيمية، بإشراكه لجميع مناضلي التنظيم اليساري، في مناقشة القضايا المطروحة، وتقديم المقترحات، التي تعتمد في بلورة قرارات معينة ذات طابع محلي، أو إقليمي، أو جهوي، أو وطني، يصير ملزما لجميع المنتمين إلى تنظيم الحزب الاشتراكي الكبير، تحت إشراف الأجهزة التنفيذية لهذا التنظيم.

    5) تفعيل مبدأ المحاسبة الفردية، والجماعية، الهادف إلى تتبع تنفيذ انجاز المهام، التي يتكلف بها الأفراد، أو تتكلف بها الهيئات، في أفق الحرص على تفعيل القرارات الحزبية، التي يتخذها الحزب في مختلف مستوياته التنظيمية.

    6) تفعيل مبدأ النقد، والنقد الذاتي، بالنسبة للأفراد، أو الهيئات، بعد القيام بأفعال تسيء إلى التنظيم، وخارج المبادرات الفردية، والجماعية، التي تخدم التنظيم، وبعيدا عن القرارات التنظيمية للحزب الاشتراكي الكبير، من أجل حماية التنظيم المذكور، من كل ما قد يؤدي به إلى التفتيت، والتشرذم، وتفشي الحلقية قبل العودة إلى ما قبل التحالف، لتصير تنظيمات التحالف تنظيمات منغلقة على نفسها، وضعيفة، لا تقوى عل الفعل في الواقع.

    7) جعل أدبيات الحزب الاشتراكي الكبير في متناول جميع مناضلي الحزب، مهما كان مستواهم التنظيمي، ماداموا منظمين، ويتوفرون على بطاقة الانتماء، ويساهمون في النقاش، ويؤدون الاشتراكات، ويفعلون القرارات الحزبية، ويلتزمون بالتوجيه الحزبي، إذا كانوا عاملين في الإطارات الجماهيرية، ويساهمون في الحياة السياسية العامة، التي يشارك فيها الحزب، ويعملون على تحقيق أهداف الحزب المرحلية، والإستراتيجية.

    فالأدبيات التي ينتجها الحزب الاشتراكي الكبير، الذي تندمج فيه مكونات تحالف اليسار الديمقراطي، تعتبر مرجعا فكريا، وموجها للممارسة، ومنطلقا للتكوين الذاتي، والجماعي، وإطارا للتفاعل مع الواقع: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، من أجل تطويره، وسعيا إلى تطوير تلك الأدبيات نفسها، حتى تستجيب لمتطلبات الواقع، وحتى تصير قادرة على توجيه الصراع، القائم في الواقع، توجيها سليما، في أفق تحقيق الأهداف المرحلية، والإستراتيجية للحزب الاشتراكي الكبير، الذي لا نشك في أن أهدافه المرحلية، لا بد أن تكون في خدمة الأهداف الإستراتيجية، وأن أهدافه الإستراتيجية، لا يمكن أن تكون إلا بالعمل على تحقيق الحرية، والديمقراطية، والاشتراكية.

    Cool الالتزام بتفعيل التنظيمات التنفيذية، والتقريرية: المحلية، والإقليمية، والجهوية، والوطنية؛ لأنه بدون تفعيل التنظيمات الكبيرة، يبقى تنظيم الحزب الاشتراكي الكبير جامدا، لا ينمو، ولا يتطور، ولا يمتد في الأفق؛ لأن قراراته، ومواقفه السياسية، تبقى رهينة بمدى قدرة التنظيم على إشاعتها في المجتمع المغربي.

    فإذا كانت التنظيمات الحزبية مفعلة، فإن القرارات الحزبية، والمواقف السياسية للحزب، تشيع من خلال العروض، والندوات، والمهرجانات، ومن خلال توزيع البيانات، والبلاغات، ومن خلال الإعلام المرئي، والمسموع، والمقروء، والالكتروني، وعن طريق شعور كل مناضل حزبي بمسؤوليته تجاه الحزب الاشتراكي الكبير؛ لأن الحزب لا يتحمل مسؤوليته التاريخية، إلا تحمل مناضليه لمسؤوليتهم.

    وتفعيل تنظيمات الحزب الاشتراكي الكبير، الذي سوف ينبثق عن أحزاب تحالف اليسار الديمقراطي، لا يتم إلا من خلال اعتماد آليات محددة:

    ا ـ تتبع الأجهزة العليا لممارسة الأجهزة الدنيا، من خلال التقارير التي تتوصل بها، ومن خلال القيام بزيارتها في الميدان، ومن خلال تكليفها بانجاز مهام معينة، ومن خلال حضورها في الأجهزة التقريرية: المحلية، والإقليمية، والجهوية، والوطنية، حتى يحصل التفاعل الضروري في أي تنظيم، وكيفما كان هذا التنظيم، وخاصة في التنظيم القائم على أساس الاقتناع بالاشتراكية العلمية، كوسيلة، وكهدف، والاقتناع بطليعية الطبقة العاملة، المستهدفة بالاستغلال المادي، والمعنوي، بين القيادة، والقاعدة.

    ب ـ إلزام الأجهزة الدنيا، برفع تقارير إلى الأجهزة الأعلى، والتزام الأجهزة العليا بتبليغ كل ما يصدر عنها إلى الأجهزة الدنيا، لتحقيق التواصل التنظيمي اللازم، لتحقيق وحدة الحزب: الأيديولوجية، والتنظيمية، والسياسية، التي يمكن اعتبارها ضرورية لقوة، واستمرار الحزب الاشتراكي الكبير.

    ج ـ إيجاد إعلام يومي، مرئي، أو مسموع، أو مقروء، آو الكتروني، لتحقيق الأهداف الآتية:

    الهدف الأول: الاستجابة لحاجة مناضلي الحزب، إلى إيجاد إعلام حزبي، يربط الحزب بالجماهير المعنية بالنضال، من أجل تحقيق الحرية، والديمقراطية، والاشتراكية.

    والهدف الثاني: إمداد الجماهير الشعبية الواسعة بوجهة نظر الحزب، في مختلف القضايا: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، ومن أجل أن تتفاعل معها الجماهير المذكورة، التي قد يقتنع بعضها بها.

    والهدف الثالث: إيجاد استعداد كبير في صفوف الجماهير الشعبية بالخصوص، من أجل التفاعل مع القرارات الحزبية، والاستجابة لها في شروط معينة.

    والهدف الرابع: إيجاد إمكانية للتوسع الحزبي، وإيجاد مواقع جديدة للحزب الاشتراكي الكبير، على مستوى مواقع الخريطة الوطنية، التي ليس فيها تواجد للتنظيم، أو المنتمين إليه.

    د ـ إبداع آليات للتواصل مع الجماهير الشعبية الكادحة، المعنية بخطاب الحزب الاشتراكي الكبير. ومن تلك الآليات نجد:

    أولا: فتح مقرات الحزب أمام الجماهير، من أجل تلقي الشكاوي الجماهيرية، و القيام بالإجراءات الضرورية، فيما يخص تلك الشكاوى، سواء تعلق الأمر بالجهات المسؤولة، أو بنشرها على المستوى الإعلامي المتوفر للحزب، سواء كان مرئيا، أو مسموعا، أو مقروءا، أو الكترونيا، حتى يعرف الجميع بتلك الشكاوى، وحتى يصير ذلك وسيلة للضغط، في أفق إيجاد حلول لتلك المشاكل.

    ثانيا: وضع استبيانات مختلفة والعمل على ملئها من قبل عينات معينة من المجتمع المغربي، من أجل إيجاد وسيلة لقياس الرأي العام، ومن أجل معرفة رأيهم ومواقفهم من قضايا معينة، والوصول إلى نتائج تصلح للاعتماد من قبل الحزب الاشتراكي الكبير، حتى يتأتى للحزب الاشتراكي الكبير، أن يعبر فعلا عن رأي الجماهير الشعبية على مستوى كل جهة، وعلى المستوى الوطني.

    ثالثا: استحضار الاهتمامات الجماهيرية المنسجمة مع التوجه الحزبي، في الإعلام الحزبي، وفي المواقف، والقرارات الحزبية، وعلى جميع المستويات التنظيمية، سعيا إلى جعل تلك الاهتمامات حاضرة في الحزب، وعلى أوسع نطاق.

    رابعا: اعتبار الاهتمامات الجماهيرية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، موضوع البلاغات، والبيانات الصادرة عن الهيئات الحزبية في مستوياتها المختلفة.

    ه ـ عقد اجتماعات مسؤولة مع الفئات الاجتماعية المتضررة، إما مباشرة، أو من خلال الجمعيات، أو النقابات التي تمثلهم، من أجل إشراكهم في بلورة القرار الحزبي، الذي يصير لصالحهم، والذي يكون موضوعا للنضال إلى جانبهم، سعيا إلى التعبير الحزبي عن:

    أولا: الإخلاص للجماهير في جميع القطاعات، وعلى المستوى العام، ومن أجل أن يتحول الحزب الاشتراكي الكبير إلى حزب جماهيري.

    ثانيا: إرادة الجماهير، من خلال الممارسة اليومية، ومن خلال مواقفه، وقراراته، حول مختلف القضايا الجماهيرية المطروحة في الميدان، ومن خلال النضالات التي يقودها الحزب، ومن خلال الأهداف المرحلية، والإستراتيجية، التي يسعى الحزب الاشتراكي الكبير إلى تحقيقها.

    وكلامنا عن التنظيم الحزبي المنسجم مع القواسم الأيديولوجية المشتركة، هو الإطار، والمقدمة للكلام عن المواقف، والقرارات السياسية للحزب الاشتراكي الكبير.

    فلا يمكن أن تكون للحزب الاشتراكي الكبير قرارات ومواقف سياسية متطورة، ما لم يكن الحزب يساريا، وما لم يكن يسعى إلى تحقيق الحرية، والديمقراطية، والاشتراكية، وما لم يكن تحليله، للواقع، في تجلياته المختلفة، قائما على أساس التحليل الملموس، للواقع الملموس، موظفا، في سبيل ذلك، القوانين العلمية الدقيقة: قوانين المادية الجدلية، والمادية التاريخية، وصولا إلى المعرفة العلمية بالواقع، حتى يمتلك القدرة على بناء نظريته المنسجمة مع مرجعيته الاشتراكية العلمية، ومع إيديولوجيته، ومع طبيعة تنظيمه، ومع مواقفه السياسية، ومع الأهداف المرحلية، والإستراتيجية، التي يسعى إلى تحقيقها.

    وانطلاقا من هذا التصور المشار إليه، فإن الحزب الاشتراكي الكبير، يهدف إلى بناء مواقف سياسية دقيقة، ومعبرة عن الواقع، وعن إرادة المعنيين بتلك المواقف، نظرا لكون الحزب الاشتراكي الكبير، كمشروع، لا يمكن أن يكون كذلك، إذا لم يتوفر على القدرة على امتلاك المعرفة العلمية بالواقع، حتى تصير تلك المعرفة العلمية منطلقا لاتخاذ قرارات، ومواقف سياسية، تستجيب لإرادة الجماهير الشعبية، ولطموحات الكادحين، وطليعتهم الطبقة العاملة.

    ويشترط في الموقف السياسي، وفي القرار السياسي الصادر عن الحزب الاشتراكي الكبير، الذي سوف ينبثق عن مكونات تحالف اليسار الديمقراطي في مرحلة الاندماج، أن يراعي فيهما:

    1) أن تكون مرجعيتهما اشتراكية علمية، حتى لا تنفلتا إلى مرجعية غير علمية، لقطع الطريق أمام إمكانية تسرب المرجعيات الأخرى إلى صفوف المناضلين في الحزب الاشتراكي الكبير، لتجعل منه حزبا متعدد المرجعيات، التي يبنى عليها الموقف السياسي، والقرار السياسي.

    2) أن ينسجما مع القواسم الأيديولوجية المشتركة، التي يبنى على أساسها تنظيم الحزب الاشتراكي الكبير، باعتباره تشكيلا للقواسم الأيديولوجية المشتركة، من منطلق أن القواسم الأيديولوجية المشتركة، هي التعبير الأيديولوجي عن مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، حتى لا تنسجم المواقف السياسية، والقرارات السياسية، مع توجهات إيديولوجية أخرى، لا علاقة لها بالقواسم الأيديولوجية المشتركة بين مكونات تحالف اليسار الديمقراطي، كأيديولوجية للحزب الاشتراكي الكبير.

    3) أن ينسجما مع طبيعة تنظيم الحزب الاشتراكي الكبير، باعتباره حزبا للعمال، وباقي الأجراء، وباعتباره يسعى إلى تغيير الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، لصالح عموم الكادحين، ويعمل على محاربة مظاهر الفساد الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، من أجل مجتمع بلا فساد، ويناضل من أجل تحقيق تمتيع الانسان بكافة حقوقه: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، كما هي في المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الانسان، ويناضل انطلاقا من برنامجه المرحلي، في أفق تحقيق البرنامج الاستراتيجي، المتمثل في تحقيق الحرية، والديمقراطية، والاشتراكية.

    4) أن يعبر عن إرادة الكادحين، وطليعتهم الطبقة العاملة، المستهدفين بنضال الحزب الاشتراكي الكبير، والذي، بدون النضال من أجل رفع الحيف عنهم، لا داعي لوجود تحالف اليسار الديمقراطي، وما قد ينفرز عنه من حزب اشتراكي كبير؛ لأن المواقف، والقرارات السياسية، عندما لا تعبر عن إرادة الكادحين، لا يمكن أن تكون مواقف، وقرارات الحزب الاشتراكي الكبير.

    5 ـ أن تصير وسيلة لربط الحزب الاشتراكي الكبير، في حال تحققه بأوسع الجماهير الشعبية الكادحة، التي يتحول الحزب الاشتراكي الكبير، إلى قائد لنضالاتها، في أفق تحسين أوضاعها المادية، والمعنوية، وفي أفق القضاء على كل أشكال الاستغلال المادي، والمعنوي، والشروع في بناء الدولة الاشتراكية، باعتبارها دولة ديمقراطية، علمانية، ودولة وطنية، ودولة للحق والقانون، ودولة للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وعلى أساس دستور شعبي ديمقراطي يضمن سيادة الشعب، ويجعل منه مصدرا لجميع السلطات، ويمكنه من تقرير مصيره الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، بما يخدم مصلحته في تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، التي لا يمكن أن تتحقق إلا في إطار الدولة الاشتراكية، والمجتمع الاشتراكي.

    6) أن تكون المواقف، والقرارات السياسية، متفاعلة مع واقع الشعب المغربي، في تجلياته: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وفاعلة فيه وعاملة على توجيه حركته، في اتجاه صيرورته في خدمة مصالح الكادحين على المستوى القريب والمتوسط والبعيد، حتى تصير مواقف وقرارات الحزب الاشتراكي الكبير، قبلة لجميع أفراد المجتمع، وللمنظمات الجماهيرية: النقابية، والحقوقية، والثقافية، وغيرها من أجل أن تستعين بها، لتطوير مواقفها، في مجالات عملها.

    7) أن تكون المواقف، والقرارات السياسية للحزب الاشتراكي الكبير، متناقضة مع مواقف الدولة الرأسمالية المخزنية،التابعة، اللا ديمقراطية، واللا شعبية، حتى تعتمد في خوض الصراع السياسي، ضد مواقف الدولة السياسية، ومواقف أحزابها، والأحزاب المؤيدة لها. ذلك الصراع الذي ينخرط فيه معظم كادحي الشعب المغربي، وطليعتهم الطبقة العاملة، من أجل قلب ميزان القوي لصالح الكادحين على المستوى السياسي على الأقل، لإتاحة الفرصة أمام إمكانية قلب ميزان القوي لصالح الكادحين على باقي المستويات.

    Cool أن لا يصير في مواقف، وقرارات الحزب الاشتراكي الكبير تناقض معين، مع مواقف الأحزاب الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية، من خارج مكونات تحالف اليسار الديمقراطي؛ لأن ذلك التناقض، إذا تجاوز أن يكون تناقضا ديمقراطيا، فإنه سيدخل الحزب الاشتراكي الكبير في صراع مع الأحزاب المذكورة، في الوقت الذي يفترض فيه الانفتاح عليها، من أجل التحالف معها، سعيا إلى جعلها جزءا لا يتجزأ من الحزب الاشتراكي الكبير، الذي يصير حزبا لجميع الديمقراطيين، وجميع التقدميين، وجميع اليساريين، وجميع العماليين، من أجل أن يصير سائدا في المجتمع، وقويا على مواجهة التحديات الصعبة، وقائدا محنكا للصراع، من أجل تحقيق الأهداف المرحلية، والإستراتيجية.

    وهكذا نكون قد أتينا على تناول الأسس الثلاثة، التي يقوم عليها الحزب الاشتراكي الكبير، والتي يجب أن تحضر في مناقشات الهيئة التنفيذية لتحالف اليسار الديمقراطي، وفي مداولاته، وفي مداولات اجتماعات المكاتب السياسية، وفي الندوات الموسعة، وفي اجتماعات لجن تحالف اليسار الديمقراطي: المحلية، والإقليمية، والجهوية، وفي كل الجن المتفرعة عنها، حتى يساهم الجميع في بلورة التصور الأيديولوجي، والتنظيمي، والسياسي، كل من موقعه الحزبي، ومن إطار تحالف اليسار الديمقراطي، الذي ينتمي إليه، وصولا إلى بناء حزب اشتراكي كبير، يذوب في إطاره الشعور بالانتماء إلى التنظيمات السابقة، ويصير ما يجمع بين مناضلي الحزب الاشتراكي الكبير، هو الأيديولوجية القائمة على أساس الاقتناع بالمرجعية الاشتراكية، وبالشكل التنظيمي المتناسب معها، وبالمواقف، والقرارات السياسية المنسجمة مع إيديولوجية الحزب، ومع شكله التنظيمي.

    وإذا كان سعي تحالف اليسار الديمقراطي، إلى بناء الحزب الاشتراكي الكبير، ينسجم مع المرحلة التي تفرض قيام هذا الحزب، لتجاوز تفتت اليسار، وضعفه، فإن وجود هذا الحزب، في حد ذاته، هو قوة للجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، وقوة لليسار، وقوة كذلك للتحولات الايجابية، التي يعرفها المجتمع المغربي، التي من بين إفرازاتها الإيجابية، والتي قام في إطارها شباب تحالف اليسار بصفة عامة، وتحالف اليسار الديمقراطي بصفة خاصة، بالمساهمة في حركة 20 فبراير، التي تناضل، وبكل صدق، من أجل مغرب جديد، مغرب الحرية، ومغرب الديمقراطية، ومغرب العدالة الاجتماعية، الذي لا وجود فيه لشيء اسمه الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال، والذي تحضر في ميادينه، وفي قوانينه، وفي دولته، وفي قضائه، وفي أجهزته التنفيذية، كرامة الانسان بالدرجة الأولى، وباعتبارها قيمة القيم الإنسانية الأولى، التي تدفع المغاربة إلى الخروج إلى الشارع، من أجل فرض احترامها على المستوى الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، حتى يصير الشعب المغربي سيد نفسه، ومتمكنا من تقرير مصيره بنفسه، وعلى جميع المستويات.

    فهل تدرك أحزاب اليسار الديمقراطي أهمية إيجاد قواسم إيديولوجية مشتركة؟

    هل تدرك أهمية الوصول إلى تصور تنظيمي مشترك؟

    هل تدرك أهمية انسجام المواقف، والقرارات السياسية، مع الأيديولوجية، ومع الشكل التنظيمي المتناسب معها؟

    هل تصير علاقة الحزب الاشتراكي الكبير مع الواقع، علاقة جدلية؟

    هل يصير هذا الحزب منفتحا على كل الديمقراطيين، واليساريين، والتقدميين، والعماليين، وعلى الجماهير الشعبية الكادحة في المجتمع المغربي؟

    هل تستجيب قرارات هذا الحزب إلى المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، واليسارية، إلى طموحات كادحي الشعب المغربي؟

    هل يحارب الممارسة الانتهازية في صفوف مناضليه، ويقطع مع كل الممارسات التي تتناقض مع مبادئ الحزب، ومع الأهداف التي يسعى الحزب إلى تحقيقها على ارض الواقع؟

    وهذه الأسئلة التي طرحناها، بقدر ما هي تأكيد على ضرورة أن يبني الحزب بناء سليما، ومتماسكا، ومن مناضلين أوفياء، يتنكرون لذواتهم، ويستميتون في نضالهم، ويتفانون من اجل تحقيق الأهداف المرحلية، والإستراتيجية للحزب، التي تنقل المجتمع المغربي من واقع مترد، ومتدهور، إلى واقع متقدم، ومتطور، تحضر في إطاره كرامة الإنسان بالدرجة الأولى.

    ابن جرير في:08/04/2011

    بقلم: محمد الحنفي
    رياضي
    رياضي
    Admin


    عدد المساهمات : 3794
    تاريخ التسجيل : 06/07/2010

    محمد الحنفي  حزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي Empty رد: محمد الحنفي حزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي

    مُساهمة من طرف رياضي الأربعاء مايو 18, 2011 3:26 am

    ما مصير حزب الدولة بعد الذي حدث في تونس وفي مصر؟.....
    إلى: كل اللاهثين وراء حزب الدولة، من أجل انتهاز الفرصة.... !!!

    في البداية، لا بد أن نعتبر أن التساؤل حق مشروع، وموضوعنا هو عبارة عن تســاؤل: ما مصير حزب الدولة، بعد هذا الذي حدث في تونس، وفي مصر؟، ذلك، أن تونس كانت تعرف حزبا يحكم بقوة الحديد، والنار، برئاسة رئيس الدولة السابق: زين العابدين بن علي، ومصر كانت تعرف أيضا حزبا يحكم، برئاسة الرئيس السابق: حسني مبارك. وفيهما، معا، كان المنتمون إلى الحزبين مصدر كل أشكال الفساد الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، التي عانى منها التونسيون، والمصريون. وهذه الأشكال من الفساد في تونس، وفي مصر، قادت إلى احتقان، لا حدود له، في صفوف الجماهير الشعبية الكادحة، بمختلف فئاتها، وقطاعاتها، وطبقاتها الاجتماعية. وهذا الاحتقان، هو الذي فجر الوضع في تونس، بعد استشهاد البوعزيزي في سيدي بوزيد مباشرة، كما فجر الوضع في مصر كذلك. فكانت ثورة الشباب التي صمدت حتى إسقاط النظام في تونس، ثم في مصر، وكانت النتيجة، كذلك، سقوط حزب الدولة كجزء من النظام في تونس، وحزب الدولة كجزء من النظام في مصر. فهل يسقط حزب الدولة في المغرب كذلك، بتحويل الملكية، من ملكية تنفيذية، إلى ملكية برلمانية؟ أم أن حزب الدولة في المغرب سيستمر، وبنفس الإمكانيات، وبنفس الدعم الذي يتلقاه من الدولة، وعلى جميع المستويات؟

    لقد عودتنا الدولة المغربية، ومنذ بداية الستينيات، أنها تنشئ في كل عقد حزبها السياسي، الذي توظف جميع أجهزة الدولة لدعمه، وتفويته، وتزوير نتائج الانتخابات لصالحه، حتى يصير متحكما في الأجهزة المنتخبة، التي تصير، بفعل تحكمه فيها، في خدمة مصالح المتحكمين في الدولة. ولا باس بعد ذلك أن توظف المؤسسات المنتخبة في نهب ثروات الجماعات المحلية، والإقليمية، والجهوية، باعتبارها ثروات الشعب المغربي، كما يظهر ذلك من خلال التحول الصاروخي في المستوى المادي، للمتواجدين في حزب الدولة، والمتحكمين في المجالس المحلية، التي ليست إلا قنوات لتنظيم عملية نهب ثروة الشعب المغربي.

    ففي بداية الستينات، كان هناك حزب الجبهة الذي كان يصول ويجول، اعتمادا على أجهزة الدولة، وبإمكانياتها، من أجل الحيلولة دون تحكم الأحزاب الديمقراطية، والتقدمية، في المجالس المنتخبة، وفي البرلمان. ومع ذلك كان ما كان، مما أدى إلى حل البرلمان، وإعلان حالة الاستثناء، الذي جعلت السلطة المطلقة، ومنذ ذلك الوقت، وإلى يومنا هذا، سيدة الموقف، ليتكرس قمع الأحزاب المناضلة، ولتنشئ الدولة المغربية حزبها في السبعينيات، ثم في الثمانينيات، لتستقطب بعض الأحزاب المحسوبة على الوطنية والديمقراطية في التسعينيات من القرن العشرين، ولتنشئ حزبها، أيضا، في العشرية الأولى من القرن العشرين، ولتقام المحاكم في مستوياتها المختلفة، لمحاكمة المناضلين الأوفياء، بعد قضاء شهور من المعاناة، من كل أشكال التعذيب في مخافر الشرطة المعروفة، وغير المعروفة، لينالوا حكم الإعدام، أو المؤبد، أو ليبقوا في السجون السرية، كسجن تازمامارت، حتى الموت في معظم الأحيان، قبل الكشف عن هذا السجون، وفضح ما يجري فيها، والتخلي عن أسلوب المحاكمات وبالطرق المعروفة، واللجوء إلى أساليب مخالفة. وانطلاقا من الواقع المغربي، في تحوله المحكوم بالحديد، والنار، نجد أن الشعب المغربي، ومنذ الحصول على الاستقلال السياسي، عرف نوعين من الأحزاب الرئيسية:

    النوع الأول: الأحزاب المنفرزة عن حركة الشعب المغربي، وخاصة عن الحركة الوطنية، وحركة المقاومة، وجيش التحرير، والحركة النقابية. وهذه الأحزاب، هي التي قادت النضال ضد الاحتلال الأجنبي، وضد الاستغلال الممارس في ظل الاحتلال الأجنبي، وبعد الاستقلال السياسي، نجد أنها، كذلك، قادت النضال من أجل استكمال مقومات الاستقلال، وضد الاستغلال الذي كان يمارسه أذناب الاحتلال الأجنبي في حق أبناء الشعب المغربي. وهذه الأحزاب ذات البعد التاريخي / الشعبي، هي التي لازالت تقود الصراع ضد الحكم المطلق، وضد الفساد الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، وتسعى، بقوة ما تقوم به في الواقع، إلى تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، في حدها الأدنى، في أفق تحقيق الاشتراكية.

    والنوع الثاني: الأحزاب التي تعمل الدولة على تأسيسها، أو تستقطبها من الأحزاب التاريخية، حتى تصير جزءا لا يتجزأ من أحزاب الدولة. ومعلوم أن هذا النوع من الأحزاب، هو الذي يقف إلى جانب الدولة، ويدعم، أو يقبل، أو يمارس أعضاؤه كل أشكال الفساد الإداري، والاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي، الذي يعرفه المغرب في الإدارة المغربية، وفي المحطات الانتخابية، وفي المجتمع، وفي كل القطاعات الاقتصادية، والاجتماعية، وفي المؤسسات الثقافية، وفي بنيات الأحزاب التي أسستها الدولة، أو الموالية لها، إلى درجة أن الفساد الإداري، والسياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، أصبح جزءا لا يتجزأ من مكونات الواقع المغربي، بحيث لا يمكن التخلص منه إلا بتغيير الواقع تغييرا جذريا، قائما على أساس نفي قيم الفساد، وترسيخ القيم النقيضة القائمة على أساس وجود دستور ديمقراطي / شعبي، يضمن سيادة الشعب على نفسه، ويجعل منه مصدرا للسلطات، ويفصل بين السلطة التنفيذية، والسلطة التشريعية، والسلطة القضائية، التي تصير متمتعة بكامل استقلاليتها، ويجرم كافة أشكال الفساد، الممارسة في أجهزة الدولة المختلفة، وفي أجهزة الجماعات المحلية، وينص على تكوين الحكومة من أغلبية البرلمان، كحزب، أو كتحالف للأحزاب.

    وهذان النوعان من الأحزاب، يعرفان تناقضا صارخا فيما يخص تعامل الدولة معهما.فأحزاب الدولة، أو المدعومة من قبل الدولة، أو المستقطبة حتى تصير إلى جانبها، هي أحزاب تتمتع بإمكانيات كبيرة، ترتفع نسبتها حسب درجة القرب من الدولة، مما يجعلها تحتل درجة معينة في الانتخابات، ليصير نصيبها أكبر من ميزانية الدولة. إلا أن حزب الدولة الرئيسي، هو الحزب الذي يمول من قبل الدولة مباشرة، خارج مقاييس الانتخابات، سواء كان متحملا لمسؤولية الحكومة، كما هو الشأن بالنسبة لمصر، وتونس، أو كان في "المعارضة"، كما هو الشأن بالنسبة للمغرب. وحزب الدولة، في المغرب، هو الذي يتلقى الخدمات من جميع أجهزة الدولة، سواء كانت هذه الخدمات مادية، أو معنوية، ويوضع جميع العاملين مع الإدارة: في أجهزة الدولة، وأجهزة الجماعات المحلية، وخاصة المقدمون، والشيوخ، ورجال السلطة المحلية، والإقليمية، والجهوية في خدمته، وكل من امتنع، يتم التخلص منه، كما يوضع الإعلام الرسمي رهن إشارته، لتغطية مختلف أنشطته، والقيام بالدعاية له.


    وهذه الخدمات، التي تلقاها حزب الدولة، أثناء الإعداد للتأسيس، وبعد التأسيس، وخلال الانتخابات، هي التي أثارت حفيظة باقي الأحزاب المحسوبة على الدولة، والمستقطبة إلى جانبها، وأخذت تحتج على ممارسة الدولة اتجاه حزبها، وتطالب بمعاملته كباقي أحزاب الدولة، أو الموالية لها، لعدة اعتبارات نذكر منها:

    1) تلقي الدعم اللا محدود من قبل الدولة، كما أشرنا إلى ذلك، قبل، وأثناء التأسيس، وبعده.

    2) كونه، وبسبب ذلك الدعم، عرف هجرة جماعية من أحزاب الدولة الأخرى، ومن الأحزاب الديمقراطية، واليسارية، إلى تنظيماته المختلفة.

    3) احتلاله الدرجة الأولى في الانتخابات الجماعية الأخيرة.

    4) سيطرته على معظم الجماعات المحلية: القروية، والحضرية، ومجالس المدن، والمجالس الجهوية، مما يجعله يتحكم في معظم ميزانيات الجماعات المحلية.

    5) امتلاكه لأكبر فريق برلماني، عن طريق استقطاب مجموعة من البرلمانيين إليه، مما يجعله مهددا للحكومة، ومؤثرا على سيادتها، ومستقطبا للرأي العام المحلي، والوطني، والدولي.

    6) أنه يعد، مستقبلا، لأن يتسلم مسؤولية الحكومة، حتى يستكمل عناصر تمثل الحكم، ليصير بذلك حزب الدولة الحاكم بعد انتخابات 2012.

    7) صيرورته، بعد ذلك، مالك للسلطة الحكومية المطلقة، التي قد تصير امتدادا للحكم المطلق في المغرب.

    Cool كون مؤسسه مقربا من الملك؟، ووزيرا منتدبا لدى وزير الداخلية سابقا، وذا معرفة واسعة بدهاليز وزارة الداخلية سابقا، وذا نفوذ واسع على أجهزة السلطة في جميع أنحاء المغرب، باعتباره صديقا للملك، وباستغلاله لهذه الصداقة.

    وهذه الاعتبارات التي ذكرنا، تجعل من حزب الدولة الأول بعد الأحزاب التي عملت الدولة على تأسيسها في الستينيات، والسبعينيات، والثمانينيات من القرن العشرين. أما في التسعينيات، من نفس القرن، فقد تفرغت الدولة إلى استقطاب الأحزاب التاريخية المحسوبة على الوطنية، والديمقراطية، والتقدمية، لتحمل مسؤولية الحكومة أثناء انتقال السلطة من الحسن الثاني، إلى محمد السادس، لتقدم إلى هذه الأحزاب، وخاصة بعد مصادقتها على دستور 1996. نفس الامتيازات التي تقدم عادة إلى حزب الدولة، حتى تؤدي دورها كاملا، للتحول بعد ذلك إلى أحزاب تتمسك بالتواجد في الحكومة، رغما عن إرادة قواعدها، ورغم المشاكل المزمنة، التي تعرفها هذه الأحزاب.

    ولذلك، نجد أن حزب الدولة الجديد، الذي ظهر إلى الوجود بعد الانتخابات البرلمانية مباشرة، في سنة 2007. وبعد تزوير الانتخابات لصالح لائحة "التراكتور"، التي يرأسها صديق الملك عالي الهمة، التي أريد لها أن تسحق جميع المرشحين في دائرة الرحامنة الانتخابية.

    فما مصير هذا الحزب بعد سقوط الدولة في تونس، وحزب الدولة في مصر، وبعد أن صار سقوط حزب الدولة في المغرب من بين مطالب حركة 20 فبراير، وفي جميع المدن المغربية، وبعد أن صار مطلب إسقاط الهمة، والماجدي، ومطلب إسقاط الفساد، بمفهومه الواسع، والمفسدين، أنى كانوا، ومحاكمتهم، من بين مطالب حركة 20 فبراير؟

    إن حركة 20 فبراير، تصر على تحقيق مطالبها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والإعلامية، والسياسية، والحقوقية المشروعة، وخاصة بعد 9 مارس 2011. وبعد 13 مارس 2011. التي عرفت قمع الحركات الاحتجاجية، التي عرفتها العديد من المدن المغربية، والتي تؤطرها حركة 20 فبراير.

    وإصرارها آت من خلال ما يمارس في الواقع، الذي يعرف، يوميا، مصادرة كرامة الانسان الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، من خلال تكريس الفساد الإداري، والفساد السياسي، وشيوع الرشوة، والمحسوبية، والزبونية في مختلف الأجهزة الإدارية للدولة، وفي مختلف الإدارات الجماعية، والأمنية، وفي مختلف المحاكم. هذا الفساد، المتعدد الأوجه، هو نتيجة لممارسة المسؤولين على مختلف المستويات، ونتيجة لفساد أحزاب الدولة، وخاصة الحزب الرئيسي: حزب صديق الملك، ولفساد باقي الأحزاب الموالية للدولة، وخاصة تلك التي تتحمل المسؤولية في حكومة لا سلطة لها.

    وبناءا على إصرار حركة 20 فبراير على تحقيق مطالبها: جملة، وتفصيلا، فإن هذه الحركة، سوف تصر على حل حزب الدولة، الذي أسسه صديق الملك، وعلى إبعاد الهمة، والماجدي، عن مراكز القرار في الدولة، وإسقاط الحكومة، وحل البرلمان، ومحاسبة ناهبي الثروات الشعبية، وعلى مدى عقود بأكملها، ومحاكمتهم، وإرجاع تلك الثروات المنهوبة إلى الدولة، وتوقيف سياسة تقديم الامتيازات إلى عملاء الدولة، وإرجاع الأراضي المقدمة إلى الخواص بدرهم رمزي، والتي تقدر بآلاف الهكتارات، مهما كان هؤلاء الخواص...الخ.

    فحل حزب الدولة، الذي يمول من أموال الشعب، أصبح بفعل حركة 20 فبراير مطلبا شعبيا، من أجل وضع حد لتفكير الدولة في تأسيس أحزاب لها، من أجل التشويش على الأحزاب الوطنية، والديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية، ولتزوير الانتخابات لصالح الأحزاب، التي تؤسسها الدولة؛ لأن مطلب الملكية البرلمانية، في حال تحققه، يقتضي أن تبقى الدولة بعيدة عن النبش في شؤون الأحزاب التي يفرزها الشعب بصفة تلقائية، وأن تتجنب التحكم في نتائج الانتخابات، التي يجب أن يشرف عليها القضاء من بدايتها، إلى نهايتها، بشرط صيرورة القضاء مستقلا، ومطهرا من الفساد، والمفسدين، مهما كان شأنهم، وسواء تعلق الأمر بالقضاء الواقف، أو بالقضاء الجالس.

    ومعلوم أن أحزاب الإدارة، والأحزاب الموالية للدولة، وحزب الدولة أيضا، إذا لم يتم حله، سوف يعرف تراجعا كبيرا إلى الوراء، إذا تم إجراء انتخابات حرة، ونزيهة: محليا، وإقليميا، وجهويا، ووطنيا، لإفراز مؤسسات تعكس قولا، وفعلا، احترام إرادة الشعب المغربي، الذي يتحمل المسؤولية وحده، بعد إقرار دستور ديمقراطي، تكون فيه السيادة للشعب، في إيجاد مؤسسات تمثيلية حقيقية، في ظل الملكية البرلمانية، التي يسود فيها الملك، ولا يحكم.

    وإذا وصلت حركة 20 فبراير إلى تحقيق مطالبها المختلفة، فإن ذلك، لا بد أن يؤدي إلى:

    1) ذوبان الأحزاب الإدارية، ومنها حزب الدولة، وتلاشيها.

    2) وضع حد للانتهازية السياسة، التي تغذي الأحزاب الإدارية، وحزب الدولة.

    3) تحقيق الديمقراطية بمضامينها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.

    4) تمكين جميع أفراد الشعب بجميع الحقوق، كما هي في المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الانسان.

    5) التوزيع العادل للثروة بين جميع أفراد الشعب المغربي.

    6) تشغيل العاطلين، والمعطلين، لحماية كرامتهم من الهدر.

    7) إيجاد تنمية وطنية شعبية، يستجيب فيها الإنتاج لحاجيات الشعب المغربي.

    Cool وضع حد للفساد الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، ومساءلة، ومحاسبة ممارسيه، ومحاكمتهم.

    9 ـ وضع حد لنهب ثروات الشعب المغربي، وعلى جميع مستويات تحمل المسؤوليات الجماعية، ومسؤوليات الدولة، وتجريم نهب هذه الثروات.

    10) تقديم جميع الخدمات، وبالمجان، وخاصة الخدمات الصحية، والتعليمية، إلى جميع المواطنين، حتى تضمن مواطنتهم بذلك، وحتى لا يبقوا مجرد رعايا، يقدمون الكثير، ولا يأخذون شيئا من وطنهم، كما هو حاصل الآن.

    11) تعويض العاطلين، والمعطلين، عن العطالة، إلى استهدفتهم دون رغبة منهم.

    12) ملاءمة القوانين الوطنية، مع المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الانسان، التي صادق عليها المغرب، سعيا إلى تمتيع المستهدفين بتلك القوانين، بكل حقوقهم.

    وإذا كان تحقيق مطالب 20 فبراير سيقود إلى النتائج التي استعرضناها، فان مظاهر الفساد سوف تختفي، ونتائجه، أيضا، سوف تختفي.

    وإذا كان حزب الدولة نتيجة لاستشراء الفساد، فإن اختفاءه، من الوجود، سوف يختفي، حتى وان لم يتم حله، لأن الانتهازيين السياسيين الذين يتكدسون في تنظيماتهم المختلفة، سوف يغيرون جلدهم، وسوف يلتحقون بالأحزاب الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية، إن هي قبلتهم، بعد تقديمهم للنقد الذاتي، عن ممارستهم لكافة أشكال الفساد الإداري، والسياسي بانتمائهم إلى حزب الدولة.

    ابن جرير في:05/04/2011
    رياضي
    رياضي
    Admin


    عدد المساهمات : 3794
    تاريخ التسجيل : 06/07/2010

    محمد الحنفي  حزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي Empty رد: محمد الحنفي حزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي

    مُساهمة من طرف رياضي الأربعاء مايو 18, 2011 7:10 am

    الدين، والسلطة، والنفوذ، ودواعي التجييش، والتبعية، والانبطاح.....
    إلى المغفلين الذين ينساقون وراء الأوهام

    محمد الحنفي

    في هذا العالم المتخلف، الذي لا رأي للشعوب فيما يجري فيه، نجد أن مواقف المواطنين السياسية، لا علاقة لها بالانتماء الحزبي، ولا بالانتماء الطبقي، ولا بالتردي الذي تعرفه الوضعية الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، بقدر ما له علاقة بأمور أخرى، تتأسس على قاعدة انتشار الفساد السياسي، والإداري، الذي تعرفه البلدان المتخلفة على مدار السنة، وفي مختلف المحطات الانتخابية.

    فالفساد السياسي، يقتضي تمكين جهات معينة من الإمكانيات المادية، والمعنوية، التي توظف لتقويتها، وجعلها تتغلغل في صفوف الجماهير الشعبية الكادحة، التي تعاني من التضليل الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، كما يقتضي حرمان جهات أخرى من تلك الإمكانيات، ومحاصرتها، حتى تبقى عاجزة عن الوصول إلى الجماهير الشعبية الكادحة، والمضللة في نفس الوقت، خوفا على تلك الجماهير من التقاط وعيها الطبقي، الذي يدفع بها إلى الانخراط في الصراع الإيديولوجي، والتنظيمي، والسياسي، في أفق تحسين أوضاعها المادية، والمعنوية، ومن أجل التغيير المنشود للواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، حتى يصير ذلك الواقع في خدمة الجماهير الشعبية الكادحة، بدل أن يستمر في خدمة التحالف البرجوازي / الإقطاعي / المخزني / الظلامي المتخلف.

    وعجز التنظيمات المغضوب عليها، عن الوصول إلى الجماهير الشعبية الكادحة، ليس رغبة من تلك التنظيمات، في الخضوع إلى ذلك العجز؛ بل هو ناتج على الشروط الموضوعية، التي صارت بمثابة سدود منيعة تحول دون وصول التنظيمات المناضلة إلى الجماهير الشعبية الكادحة.

    وهذه الشروط الموضوعية، التي أنضجتها الطبقة الحاكمة، وأحزابها الإدارية، والمخزنية، تتجسد، بالخصوص، في الخضوع لكون الانتماء السياسي في المجتمع قائما على أساس:

    أولا: قيام الحزب السياسي على أساس التوظيف الديني لخدمة السياسة. وهو ما نسميه بأدلجة الدين، التي تجعل دينا معينا يتحول من مجرد دين يتم الإيمان به، وممارسة طقوسه المعبرة عن ذلك الإيمان، إلى إيديولوجية تصير أساسا لقيام حزب معين، لخدمة تحقيق أهداف سياسية معينة، لا يمكن تحقيقها بعيدا عن استغلال الدين في الأمور السياسية.

    ومعلوم أن مجتمعنا: المجتمع المغربي الذي يؤمن أفراده بالدين الإسلامي، ويخلصون في إيمانهم، ويستميتون من أجل ترسيخ ذلك الإيمان في المجتمع، ويعتقدون أن الحزب القائم على أساس ديني، هو الحزب المناسب "للجهاد"، من أجل تغيير الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، حتى تصير في خدمة الدين، وحتى يصير الناس جميعا خاضعين لتطبيق أوامر الله، ونواهيه، ومن أجل أن يصير المجتمع، برمته، مستعدا ليوم القيامة، لا من أجل أن يعيش بكرامته في الحياة الدنيا، عن طريق تمتيعه بجميع حقوقه، وفي مقدمتها تقرير مصيره الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي.

    فاعتماد الأساس الديني في قيام حزب معين، هو سطو على الدين، عن طريق أدلجته، ليصير مجرد إيديولوجيا، تقود إلى إيجاد تنظيم سياسي معين، يقوم بتجييش كل المؤمنين بذلك الدين، من أجل السيطرة على السلطة السياسية، وخدمة المصالح الطبقية، لمؤدلجي الدين، كيفما كان هذا الدين.

    والأدلجة التي يتعرض لها الدين بصفة عامة، والدين الإسلامي بصفة خاصة، تعتبر اكبر عملية تخريبية للوجدان الإنساني، تؤدي إلى اعتماد الدين لإلقاء كل الآراء المخالفة، التي يعتبرها مؤد لجو الدين متناقضة مع الدين. وهذا الإلغاء المتعمد، واللا ديمقراطي، هو الأساس الذي تقوم عليه إيديولوجية الإرهاب، الذي يرتبط بوجود الأحزاب، والتيارات المتشددة دينيا، وخاصة في بلاد المسلمين، ومنها المغرب، الذي صار يعرف تفريخ خلايا الإرهاب، التي يعلن عن تفكيكها بين فينة، وأخرى.

    الثاني: قيام الحزب السياسي على أساس رغبة السلطة القائمة، وبتوجيه منها، من أجل إعطاء الشرعية للسلطة القائمة، و لسياسة الدولة اللا ديمقراطية، واللا شعبية.

    والأحزاب التي تتكون على أساس رغبة السلطة في وجودها، كما حصل في سنة 1963، وفي سنة 1976، وفي سنة 1983، هي أحزاب تتكون من الأشخاص الذين تختارهم السلطة، بناء على مقاييس معينة، لتحقيق أهداف معينة، على المدى المتوسط، خدمة لمرحلة معينة. وبعد ذلك تبقى هذه الأحزاب موجودة، بناء على رغبة الحاصلين على مجموعة من الامتيازات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، التي جعلتهم من البرجوازية الكبيرة في المغرب، بعد أن كانوا مجرد عملاء لا يقدرون حتى على الحصول على قيمة لقمة العيش.

    وإيديولوجية هذه الأحزاب، هي إيديولوجية السلطة القائمة، التي تأخذ من هنا، ومن هنا، وتقول هذا لنا، لتصير خليطا من الإيديولوجيات: العبودية، والإقطاعية، والبرجوازية الصغرى، إضافة إلى أدلجة الدين، التي تضلل قطاعا عريضا من مجتمع المومنين بالدين، المخلصين له، الذين صاروا يعتقدون بان السلطة القائمة، بهياكلها المختلفة، هي التي تمثل الدين، وما تقوم به جزء من الدين.

    أما تنظيمات هذه الأحزاب، فلا تكون إلا وفق ما تريده السلطة، وتحت أعينها، حتى تتحول إلى تنظيمات تضمن عدم تنظيم الذين لا ترغب فيهم السلطة، وتمارس في الواقع ما ترغب فيه السلطة القائمة. فهياكل التنظيم الحزبي: التنفيذية، والتقريرية، تتصرف وفق ما ترسمه السلطة، لتنتج القرارات التي ترغب فيها السلطة، وتنفذها، في الوقت الذي تحدده.

    وبالنسبة للمواقف السياسية لهذه الأحزاب، فإنها لا تتجاوز أن تصير مواقف سياسية للسلطة من الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، عن طريق إعادة إنتاجها؛ لأن هذه الأحزاب تعتبر نفسها جزءا من السلطة، وتابعة لها، وملتزمة بتوجيهاتها، حتى تضمن لأعضائها التمتع بمختلف الامتيازات، التي تقدمها لهم السلطة على المستوى المحلي، والإقليمي، والجهوي، والوطني، في التسلق الطبقي، والانخراط في صفوف الطبقات ذات الثراء الفاحش.

    ونظرا لالتزام هذه الأحزاب بإديولوجية السلطة، وبتصورها التنظيمي، وبمواقفها السياسية، فإنها تصير خير سند للسلطة، وخير دعم لها، في ممارستها السياسية، اللا ديمقراطية، واللا شعبية.

    الثالث: قيام الحزب على أساس النفوذ الذي يتمتع به شخص معين، انطلاقا من موقع معين،يحتله على المستوى الوطني، مما يجعله يتحكم في أجهزة السلطة، ويوجهها لخدمة مصالحه، في أفق تحقيق الأهداف التي يسطرها اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا.

    والحزب الذي يقوم على أساس نفوذ الشخص، يشكل انطلاقا من ذلك النفوذ، مما يجعل منه حزبا نافذا، محليا، وإقليميا، وجهويا، ووطنيا، تهابه السلطة، وتخدمه، وتساعده، وبكافة الإمكانيات، المتوفرة لديها، على تحقيق أهدافه التي تجعل منه حزبا بارزا على المستوى الوطني، بروزا لا يوازيه إلا نفوذ الشخص على المستوى الوطني.

    وحزب نافذ نفوذ الشخص الذي يقف وراءه، فإن:

    أولا: إيديولوجيته تتشكل بناءا على ما يتفوه به الشخص النافذ، ويردده أتباعه، الذين يأتون إليه هرولة، وينبطحون أمامه، إخلاصا له، ورغبة في الاستفادة من الامتيازات التي يمنحها لهم، عن طريق تمكينهم من الوصول إلى مراكز القرار الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي؛ لأن ما يتفوه به الشخص النافذ، يحفظه التبع المنبطحون عن ظهر قلب، ويرددونه على مسامع المواطنين، سعيا إلى تضليلهم آناء الليل، وأطراف النهار، لجعلهم يعتقدون أن الشخص النافذ بركة من الله إليهم، لإنقاذهم من الفقر، والجهل، والمرض، الذي يعانون منه، والذي ترتب عنه توالي تحكم جهات أخرى في مصيرهم الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي.

    ثانيا: تنظيمه على أساس التصور الذي يضعه، عبر أجهزة معينة، الشخص النافذ، حتى يتحكم فيه، ومن أجل أن لا يصير شيئا آخر، وسعيا إلى جعل الحزب قادرا على تحقيق أهدافه، من خلال تواجد أتباعه في مختلف المؤسسات الجماعية، وفي غرفتي البرلمان، والتحكم في تلك المؤسسات التي تتحول إلى وسيلة لتحقيق أهداف الشخص النافذ، المحلية، والإقليمية، والجهوية والوطنية؛ لأن التنظيم الحزبي القوي، هو التنظيم الذي يسيطر، أو يتواجد بقوة في مختلف المجالس، وفي غرفتي البرلمان. أما وجود التنظيم، في حد ذاته، كهيكلة تمارس مهامها، فأمر وقتي، يرتبط بالمحطات الانتخابية، التي تعرف نتائجها قبل أن تجرى.

    ثالثا: مواقفه السياسية، هي نفسها مواقف الشخص النافذ، التي يرددها الأتباع، دون أن يكون لهم رأي فيها، حتى لا تتناقض مواقف الحزب مع مواقف الشخص النافذ، الذي قد يكون من موجهي سياسة الدولة: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، كما قد يكون متحكما في الخريطة الانتخابية، التي تخدم مصالح حزبه، حتى يصير الحزب متحكما في أغلب المجالس المحلية، والإقليمية، والجهوية، والوطنية.

    والحزب القائم، بهياكله المختلفة، عندما يلتزم بالمواقف السياسية للشخص النافذ، ولا يخرج عنها، فلأنه قام على أساس ذلك الشخص، الذي يتحكم في وجوده، خاصة، وهو يعلم علم اليقين، أن المتواجدين في أجهزة الحزب المختلفة قياديا، وقاعديا، وعلى جميع المستويات التنظيمية، لا يخرجون عن كونهم ينتمون إلى زمرة لانتهازيين في المجتمع، الذين لا يؤمن جانبهم، والذين يستطيعون تغيير جلدتهم في أية لحظة، همهم الأساسي، هو الانبطاح أمام من يمكنهم من تحقيق تطلعاتهم الطبقية، أو يعمل على حماية مصالحهم الطبقية، حتى وإن كان ذلك على حساب كرامتهم التي تذهب سدى، أو على حساب تعميق فقر الكادحين، عن طريق مضاعفة استغلالهم المادي، والمعنوي، حتى وان كان المنبطح له هو الشيطان، إن كان للشيطان نفوذ في الواقع الذي يتحرك فيه المنبطحون.

    وهكذا يتبين أن تأسيس الحزب على أساس الشخص، الذي يتمتع بنفوذ كبير في المغرب، تكون إيديولوجيته، وتصوره التنظيمي، ومواقفه السياسية، نابعة جميعا من إرادة، ورغبة الشخص النافذ، حتى لا يفلت الحزب منه، ومن أجل أن يصير في خدمته، ويمكنه من مضاعفة نفوذه، الذي يتحول إلى نفوذ الحزب الذي يرتبط باسمه، ولا يقدم، ولا يؤخر، إلا بإرادته، ويعمل على خدمة مصالحه الإستراتيجية، عن طريق إعطاء الشرعية القانونية للمشاريع التي يعمل على انجازها هنا، أو هناك.

    وسواء قام الحزب على أساس ديني، أو بتوجيه من السلطة، أو على أساس وجود شخص له نفوذ واسع على المستوى الوطني، فان مبررات قيام أي حزب من هذا النوع، تبقى غير شرعية، لأنه لا يقوم على أساس تبلور وعي معين، لدى طبقة معينة، توحدها مصالح معينة، تسعى، بناء على ذلك الوعي، إلى تنظيم نفسها، في أفق أن يصير لها تنظيم، يقود نضالاتها، في أفق تحقيق أهدافها المرحلية، والإستراتيجية، وهو ما يعني أن الحزب الذي لا يقوم على أساس إيديولوجية معبرة عن المصالح الطبقية لطبقة اجتماعية معينة، ووجود تصور تنظيمي منسجم مع الإيديولوجية، واتخاذ مواقف سياسية منسجمة مع طبيعة التنظيم الحزبي، يبقى حزبا مرشحا للانهيار، مهما كانت قوته، لانعدام وجود المقومات التي يقوم عليها الحزب، والتي تمكنه من مشروعية الوجود، والاستمرار.

    فما هي نتائج قيام الأحزاب على أساس الدين، أو السلطة، أو نفوذ شخص معين؟

    إن الحديث عن نتائج قيام أحزاب على أساس الدين، أو السلطة، أو الشخص النافذ، قد يظهر غير ذي جدوى، خاصة، وأن أحزابا من هذا النوع، لا تخرج عن كونها تسعى إلى إعادة إنتاج الواقع كما هو، لا كما يريده كادحو، ومقهورو الشعب المغربي، كما لا تخرج عن كونها تسعى إلى تكريس الاستبداد القائم في الواقع، وتعميق هذا الاستبداد، حتى لا يستنشق الكادحون نسيم الحرية، بكل دلالاتها، لأن الأحزاب المذكورة، هي أحزاب لا ديمقراطية، ولا شعبية، ولا يمكن أبدا أن تقف إلى جانب الشعب، عن طريق السعي إلى تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية.

    وانطلاقا من كون هذه الأحزاب لا تتجاوز أن تعيد إنتاج الواقع، لخدمة مصالح الطبقة الحاكمة، ومصالح التحالف البرجوازي / الإقطاعي / المخزني / السلطوي، وأن تعمل على إعادة إنتاج الاستبداد القائم، حتى وإن ادعت أنها تمارس الديمقراطية، لأن ديمقراطيتها، لا تتجاوز أن تكون ديمقراطية الواجهة، التي تضفي المساحيق على النظام الاستبدادي القائم.

    والفرق الذي يمكن أن يميز بين هذه الأنواع من الأحزاب المذكورة، هو القيمة المضافة التي يمكن أن يتميز بها كل حزب على حدة. وهذا الفرق يتمثل في:

    أولا: أن الحزب القائم على أساس الدين، الذي يعتبر نفسه وصيا "كاهنا" على الدين، ويؤدلج النص الديني، مما يخدم مصالح المنتمين إليه، يعمل على تجييش المضللين من أتباعه، الذين يعتبرون أن الحزب القائم على أساس الدين، يحمل لواء الجهاد، من اجل حماية الدين، والمحافظة عليه، وبناء النظام السياسي الديني على هذا الأساس. فالتجييش الذي يقوده الحزب، الذي يدعي انه ديني، لا يهدف إلى تحقيق الحرية، بقدر ما يعمل على تكريس الاستعباد باسم الدين، كما لا يهدف إلى تحقيق الديمقراطية، بقدر ما يسعى إلى تكريس الاستبداد القائم، أو العمل على فرض استبداد بديل، حتى يضمن للحزب الديني إمكانية التحكم في الواقع، وجعله في خدمة مؤدلجي الدين، الذين يؤولون النص الديني على هواهم، لتكريس تضليل المتدينين بواسطة ذلك التأويل، الذي يتحول إلى جزء من الدين، مع أنه مجرد تأويل بشري، تصير له الأولوية على النص الديني.

    فالتجييش، إذا، هو مجرد وسيلة لظهور الحزب كحزب قوي، سواء كان مواليا للاستبداد القائم، أو كان يعمل على فرض استبداد بديل.

    وقوة الحزب الديني عن طريق تجييشه للمضللين من المتدينين، سوف يقف عقبة كأداء أمام كل من يناضل من أجل تحقيق الديمقراطية، بمضامينها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية وأمام الديمقراطية نفسها، باعتبارها ممارسة "مستوردة" و"دخيلة" على المجتمع المتدين، وباعتبارها "بدعة" يجب التصدي لها، ونبذها، وباعتبارها وسيلة لنشر الكفر، والإلحاد، بين المتدينين، الذين يجب أن يتجيشوا وراء الحزب القائم على أساس الدين. وفي حالة قبول هذا الحزب بالانخراط فيما صار يعرف بديمقراطية الواجهة، فإن ذلك لا يكون إلا من باب إيهام الرأي العام بان هذا الحزب ديمقراطي، ومن أجل الوصول إلى مراكز القرار، التي تستغل للانقضاض على الديمقراطية نفسها.

    والتجييش، أيضا، هو وسيلة لفرض الالتزام بما صار يعرف ب"الاقتصاد الإسلامي" الذي لا يوصف لا بالرأسمالية، ولا بالاشتراكية، مع أن الاقتصاد هو ممارسة بشرية، لا دين لها، ولا ملة، ولا حزب. ولذلك فلا يصح وصفه بالاقتصاد الإسلامي، أو الاقتصاد الوسيط، لكونه إما أن يكون رأسماليا، أو اشتراكيا.

    أما الوسطية، فهي مجرد تضليل، وخاصة في هذا العصر الذي نعيشه، وبالخصوص في البلدان ذلت الأنظمة التابعة، وخاصة المغرب.

    ولذلك نرى من الضروري التصدي لممارسة أدلجة الدين، من منطلق أن الدين هو لكل المومنين به، مهما كانت الطبقات التي ينتمون إليها، وتفكيك هذه الأدلجة، واعتبار تأسيس الحزب على أساس الدين مصادرة للدين نفسه، والعمل على تحريفه عن طريق التأويل السياسي،، المفضي إلى قيام نظام ديني يصير مصدرا للحكم باسم الله من اجل تطبيق "شريعته" على الأرض، ومعاقبة كل من يلتزم بنتائج التطبيق، إلى درجة مصادرة الحق في الحياة. هذا التحريف الذي يقتضي وعي المتدينين به، ومواجهته، باعتباره مصادرة للدين، الذي يعد مصدرا للقيم النبيلة، التي يتحلى بها المتدين، بعيدا عن الأدلجة، وعن توظيف الدين في الأمور السياسية.

    ثانيا: أن الحزب القائم على أساس السلطة، هو حزب إداري بامتياز، يكون رهن إشارة السلطة، وخدمة مصالحها، مقابل الامتيازات التي تقدمها السلطة إلى المنتمين إلى هذا الحزب، تلك الامتيازات التي تنقلهم، وبالسرعة الفائقة، إلى صيرورتهم جزءا لا يتجزأ من التحالف البرجوازي / الإقطاعي المتخلف.

    والحزب الإداري، كما يظهر ذلك من خلال الممارسة اليومية لهذا الحزب، هو الذي يضع نفسه، بأجهزته التنفيذية، والتقريرية، رهن إشارة الطبقة الحاكمة، من جهة، ورهن إشارة الأجهزة الإدارية للسلطة القائمة، وخدمة مصالحها، والالتزام بتوجيهاتها، خاصة، وان الأجهزة الإدارية للسلطة، تقوم بتمكين المنتمين إلى الأحزاب الإدارية، التي تبقى تابعة لها، من الامتيازات المتعددة، التي تساهم في صيرورتهم من التحالف البرجوازي / الإقطاعي / المخزني المتخلف. وفي مقدمة هذه الامتيازات: إيصالهم، عن طريق التزوير إلى المجالس الجماعية، وإلى البرلمان، الأمر الذي يترتب عنه قيام الأعضاء الجماعيين، والبرلمانيين، من أجل أن يصلوا جميعا إلى نفس المستولى المادي للتحالف البرجوازي / الإقطاعي / المخزني المتخلف، الذي كلف، ولازال يكلف المغاربة، المزيد من التضحيات التي تتمثل في انتشار الفقر، والجوع، والمرض، الذي ينتشر بكثافة في صفوف كادحيه.

    والحزب الإداري، كالسلطة، وكالحزب القائم على أساس الدين، يعادي الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية؛ لأن الحرية تفسح الطريق أمام إمكانية لجوء المغاربة إلى الحرص على التمتع بحقوقهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، مما يجعلهم يحرصون على التمتع بكرامتهم الإنسانية، التي تنزههم عن اللجوء إلى ممارسة الإرشاء، والارتشاء، وإلى الحرص على التمتع بالحقوق المذكورة، والى رفض اللجوء إلى المحسوبية، والزبونية، والوصولية، لتحقيق أهداف معينة، أو للحصول على امتيازات معينة. وهو ما لا يجعل المنتمين إلى الأحزاب الإدارية، يعادون إشاعة الحرية في المجتمع المغربي، حتى يبقى أعضاء المجتمع مستعبدين، لا يستطيعون إلا القبول بممارسة الفساد الإداري، والسياسي، الذي لا يخدم إلا مصالح الأجهزة الإدارية للسلطة، والمنتمين إلى صنيعتها الأحزاب الإدارية.

    ولأن الديمقراطية بمضمونها الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي/ والسياسي، يجعل أفراد الشعب المغربي، الذين تحضر كرامتهم في اللحظة، والتو، يحرصون على تقرير مصيرهم بأنفسهم، مهما كانت الرشاوى التي تقدم لهم، من أجل الخضوع إلى جهة معينة، وخاصة إذا كانت هذه الجهات، هي المنتمون إلى الأحزاب الإدارية، والأجهزة الإدارية للسلطة. ولذلك نجد أن معاداة المنتمين إلى الأحزاب الإدارية للديمقراطية، ناتج عن تناقض الديمقراطية الحقيقية مع مصالحهم، فيلجأون إلى القبول بديمقراطية الواجهة، التي تسهل عليهم إمكانية التزوير لخدمة مصالحهم، عن طريق التواجد في المؤسسات المسماة منتخبة، ولان العدالة الاجتماعية، تؤدي نسبيا إلى التوزيع العادل للثروة، عن طريق مجانية التعليم، والصحة، وعن طريق إيجاد المزيد من مناصب الشغل، وتوفير السكن اللائق، وإعداد المؤسسات الثقافية، ودور الشباب، وغير ذلك، مما يؤدي إلى جعل الثروة الوطنية موزعة بين أفراد المجتمع، انطلاقا من الفهم التقدمي للعدالة الاجتماعية. والمنتمون إلى الأحزاب الإدارية، عندما يعادون إشاعة العدالة الاجتماعية في المجتمع، فلأنها تتناقض مع مصالحهم التي تقتضي عدم إشاعتها في المجتمع، باعتبارها تساهم، بشكل كبير، في تحقيق شيوع الكرامة الإنسانية في المجتمع.

    ولذلك فالحزب القائم على أساس السلطة، هو حزب يراهن على انتشار الفساد الإداري، والاجتماعي بين جميع أفراد المجتمع، بالإضافة إلى تجذر الفساد السياسي في النسيج الاجتماعي. وهذه المراهنة، مرتبطة، باستمرار، بوجود الأحزاب المذكورة، وإلا فلا داعي لوجودها في الأصل.

    ثالثا: أن الحزب القائم على أساس وجود شخص يتمتع بنفوذ كبير في المجتمع المغربي، مما يجعله مصدرا لمختلف التعليمات التي توجه ممارسة رجال السلطة على المستوى الوطني. ومعلوم أن الشخص النافد، يتحول إلى نجم يلهث وراء الارتباط به كل الذين في نفوسهم مرض، والذين تخلوا عن الأحزاب السياسية / الإدارية، التي كانوا ينتمون إليها، أو إلى تلك المتفرعة عنها، والتحقوا بالشخص النافذ، والتحلق حوله، مما يجعله يلجا إلى اتخاذ إجراءات معينة، من أجل الوصول إلى مرحلة تأسيس حزب معين، تجمع فيه الوافدون من مختلف الأحزاب الإدارية، وحتى من اليسار ذي الطبيعة الانتهازية، ومنهم من كان سجينا خلال سنوات الرصاص، نظرا للأفكار اليسارية التي كان يقتنع بها.

    فالحزب القائم على أساس شخص له نفوذ واسع على الأجهزة الإدارية للسلطة، ليس حزبا للمجيشين، كما هو الشأن بالنسبة للحزب القائم على أساس الدين، وليس حزبا للتبع، كما هو الشأن بالنسبة للحزب القائم على أساس السلطة. فهو يختلف عن هذين النوعين من الأحزاب، لأن الذين هرولوا إلى تأسيسه، أو الانتماء إليه، متخلين عن الأحزاب التي كانوا ينتمون إليها، أو عن القيم الشخصية النبيلة، التي كانوا يتحصنون بها، إن كانوا كذلك فعلا، دون أن نتكلم عن أولئك الذين ليسوا من الآتيين من انتماءات مختلفة سابقة، ولا من المتخلين عن قيمهم الشخصية النبيلة.

    فالمهرولون الآتون من مختلف الجهات الحزبية، وغير الحزبية، لم يهرولوا بتوجيه من السلطة، أو انطلاقا من إيمان بدين معين، بقدر ما هرولوا، وبالسرعة الفائقة، من كل حدب، وصوب، انطلاقا من انتهازيتهم، التي تدفع بهم إلى الانبطاح، من أجل الاستفادة من امتيازات الشخص النافذ، مهما كان هذا الشخص.

    ولذلك، فهم يعتقدون أنه بانتمائهم إلى حزب الشخص النافذ، قد يتحولون إلى أشخاص نافدين، من خلال وصولهم إلى المجالس الجماعية، التي يستغلونها لتحقيق أهدافهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، ذات الطبيعة الانتهازية، من أجل تنمية ثرواتهم، والالتحاق بالطبقة التي تستحوذ على معظم الاقتصاد الوطني، عن طريق الاستغلال الفاحش للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

    وهذا النوع من الانتهازيين المنبطحين، يدعون أنهم يجلبون الحداثة إلى المجتمع؛ لكن:

    ما شكل هذه الحداثة؟

    وما طبيعتها؟

    وهل يمكن أن تؤدي إلى تغيير الواقع لصالح الكادحين اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا؟

    إن هذا النوع من الانتهازيين / المنبطحين، لا يهتمون لا بالتقدم، ولا بكرامة المواطنين، ولا بتطوير مختلف مجالات الحياة، ولا بتحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، بقدر ما يهتمون بتحقيق أهدافهم قبل فوات الأوان، حتى لا يتحول الشخص النافد إلى شخص بدون قيود.

    والانتهازيون / المنبطحون، المنتمون إلى حزب الشخص النافد، لا يختلفون عن المنتمين إلى الحزب القائم على أساس الدين، أو على أساس السلطة، وبتوجيه منها، في معاداة الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، نظرا لتناقضها مع مصالحهم التي تقتضي سيادة الاستعباد، وتمكن الاستبداد، وتكريس الاستغلال، حتى يستمروا في تنمية ثرواتهم، التي تتحول إلى قوة مادية، تمكنهم من تسييد سلطة الانتهازيين / المنبطحين، المنتمين إلى حزب الشخص النافذ.

    وهكذا يتبين أن تأسيس أي حزب على أساس ديني، أو على أساس السلطة، أو على أساس وجود الشخص النافذ، لا يمكن أن تسعى إلى تحقيق حرية الإنسان في الأرض، ولا إلى تكريس الممارسة الديمقراطية الحقيقية، ولا إلى فرض تحقيق العدالة الاجتماعية؛ بل إن هذه الأحزاب، ومن هذا النوع، لا تعمل إلا على إعادة إنتاج الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي القائم على أساس تكريس الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال، خدمة لمصالح الطبقة الحاكمة، ومصالح المنتمين إلى هذه الأحزاب.

    وإذا كانت الأحزاب القائمة، على غير الأسس المذكورة، تسعى إلى تأطير المواطنين، على أساس انتماءاتهم إلى الطبقات الاجتماعية، والمتناقضة المصالح، فان الأحزاب القائمة على الأسس المذكورة، لا تسعى إلى تأطير المواطنين، انطلاقا من انتماءاتهم الطبقية، بل تعمل على:

    1) تجييش المواطنين، من مختلف الطبقات، بالخطاب الديني المؤدلج، والمضلل، الذي ينقل الإنسان من عالم الواقع، إلى الاستغراق في البحث في الغيبيات، التي تجعله بعيدا عن الواقع، وعن ما يفتعل فيه، حتى تتأتى الفرصة لمؤد لجي الدين، من أجل الوصول إلى مراكز القرار، والحكم على الناس، باسم الله، عن طريق ادعاء تطبيق "شريعته" في واقع المجتمع، الذي ليس عليه إلا أن يخضع.

    2) تربية المواطنين على التبعية إلى الأجهزة الإدارية للسلطة، تبعا لتبعية الحزب إليها، لتصير هي المبتدأ، وهي المنتهى. والتربية على التبعية لا تعني إلا تضبيع المجتمع، وتخديره، حتى يصير أفراده بدون فكر، يبنون عليه ممارستهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. فكل شيء يجب أن يكون بإرادة السلطة، ولا شيء غير السلطة، التي لها شرف إيجاد أحزاب إدارية تابعة لها.

    3) التربية على الانتهازية، والانبطاح، بعد الانتهاء من الهرولة، والتحلق حول الشخص النافذ، مما يجعل الانتهازيين / المنبطحين لا يستطيعون التخلص من انتهازيتهم، وانبطاحهم، الذي يصير، بالنسبة إليهم، مفخرة يعتزون بها، أمام جميع المغاربة، بقطع النظر عن انتماءاتهم، أو عدمها.

    فهل نتخلص من تأسيس الأحزاب على أساس ديني؟

    وهل تتوقف السلطة عن العمل على تأسيس أحزاب تابعة لها؟

    وهل ينتبه المواطنون إلى أن وقوف الأشخاص النافدين وراء تأسيس أحزاب معينة، انطلاقا من نفوذهم، يشكل خطورة على مستقبلهم؟

    وهل يتم وضع حد لوقوف السلطة إلى جانب أحزابها، ولانسياقها وراء تعليمات الشخص النافذ؟

    وهل يتم ابتعاد السلطة عن الانحياز إلى جهة معينة، من أجل فسح المجال أمام انفراز الأحزاب عن الصراع الطبقي الظاهر، والخفي، بين الطبقات الاجتماعية؟

    إننا نتساءل فقط، من أجل إثارة النقاش حول الموضوع، وحول مضامينه.

    ابن جرير في: 07 / 01 / 2011

    بقلم: محمد الحنفي
    رياضي
    رياضي
    Admin


    عدد المساهمات : 3794
    تاريخ التسجيل : 06/07/2010

    محمد الحنفي  حزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي Empty رد: محمد الحنفي حزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي

    مُساهمة من طرف رياضي الأربعاء مايو 18, 2011 7:19 am

    هل تتحمل منطقة الرحامنة، ومدينة ابن جرير، أن يتضاعف منبطحوها ؟!.....

    إلى المنبطحين المتكاثرين تكاثر الفطر ليشمل الانبطاح كل ذوي النفوس المريضة بالتطلعات البورجوازية.

    محمد الحنفي

    الانبطاح في عرف الأباة من المغاربة ممارسة دنيئة، ومنحطة، وله أخلاقيات يتصف بها الوضيعون الذين لا قيمة لهم إلا عند المستفيدين من انبطاحهم.

    واعتبار الانبطاح ممارسة دنيئة، ومنحطة، ناتج عن كون المنبطح يتسم بمجموعة من السمات التي تجعله كذلك. ومن هذه السمات نجد:

    1) أن المنبطح انتهازي بطبعه، وانتهازيته ملازمة لوجوده، ولفكره، وممارسته. وعلى أساس اتسامه بالانتهازية ينسج علاقاته مع شبكة من المنبطحين الانتهازيين، الذين يجر بعضهم بعضا في نفس الاتجاه، وبنفس الممارسة التي تنطبع في مسلكيته بشيئين أساسيين:

    الأول: بالبحث المستمر عن الفرص التي تتيح للمنبطحين ممارسة الانتهازية، وبشكل فج، وأمام أنظار المجتمع، لتحقيق أهداف انتهازية معينة، على حساب عموم أفراد المجتمع، الذين يعانون كثيرا من ممارسة الانتهازية في المجتمع، وعلى جميع الكادحين.

    الثاني: احتقار الذات أمام المنبطح له، والتعالي على المواطنين البسطاء، الذين يترفعون عن الممارسة بكل أبعادها الانتهازية، انطلاقا من حملهم لوعي معين. فاحتقار الذات، والتعالي على المواطنين الشرفاء، تعتبر ازدواجية ملازمة لممارسي الانبطاح، مهما كان شأنهم المعرفي، ومهما كانت رتبهم الاجتماعية، ومهما كان مستواهم الاقتصادي.

    2) أنه يهدر كرامته دونما حاجة إلى ذلك أمام المنبطح له، ومن أجل الوصول إلى تحقيق أهداف معينة من وراء ذلك الانبطاح . فهدر كرامة المنبطح صارت من المسلمات التي ينطلق منها في علاقته بكل من يمكن أن يتم الانبطاح إليهم من ذوي الثروة، والجاه، والنفوذ، والسلطة، ما دام بيدهم قضاء مآرب المنبطح على المديين: القريب، والمتوسط. فلا قيمة لكرامة المنبطح، ولا قيمة للأنفة، والعزة، ولا قيمة للإنسانية في ظل وضعية الانبطاح، التي تعتبر طريقا مثلى، في نظر المنبطح، لتحقيق الأهداف المرسومة، والمتمثلة، بالخصوص، في نيل الامتيازات التي تحكمه، من تكديس المزيد من الثروات، التي تجعل غيره ينبطح أمامه في يوم ما.

    3) أنه يستهين بالكرامة الإنسانية، التي تعمل العديد من الجهات: جمعيات، ونقابات، وأحزاب مناضلة، على ترسيخها في المسلكية الفردية، والجماعية. ذلك أن ترسيخ الشعور بالكرامة الإنسانية بين الأفراد، والجماعات، يمكن أن يؤدي إلى محاصرة ممارسة الانبطاح في المجتمع، وعلى جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، مما يمنعهم من ممارسة الانبطاح، ويحرمهم من تحقيق أهدافهم المرسومة من وراء ممارستهم له.

    4) أنه يعادي حقوق الإنسان الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، من منطلق أنها تعتبر مرتكزا لتثبيت الكرامة الإنسانية، في مسلكيات الأفراد، والجماعات. وهذا العداء الذي يكنه المنبطح لحقوق الإنسان مبعثه الحرص على إيجاد مجتمع بدون حقوق، حتى يصير أفراده قابلين بالانبطاح أمام ذوي سلطة المال، والجاه، والنفوذ، وأمام أجهزة السلطة المخزنية. ومن أجل أن يتمكن المنبطحون من تحقيق أهدافهم المختلفة، التي لا يتأتى تحقيقها إلا بإرضاء المنبطح لهم، الذين يتلذذون بالمذلة التي يؤول إليها المنبطح.

    5) أنه يعادي الحرية: حرية الإنسان، والأرض، من منطلق أن من حرية الإنسان ترفعه عن الدنايا، وتمسكه بحفظ كرامته، وسعيه إلى جعل تلك الكرامة واقعا قائما لا يرتفع عليه، ورفضه لكل الممارسات التي تؤدي إلى إهانة كرامة الإنسان. والمنبطح عندما يعادي الحرية، فلأنها تقيم سدودا منيعة بينه، وبين ممارسة الانبطاح، ولذلك نجد أنه يسعى، بممارسته للانبطاح، إلى جعل الاستعباد سمة بارزة من سمات المجتمع، من منطلق أن سيادة الاستعباد تمكن من ممارسة الانبطاح بكامل التلقائية، وجعل ذلك الانبطاح رمزا للتسلق الطبقي: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا.

    6) أنه يعادي الديمقراطية، بمضامينها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية؛ لأن الديمقراطية من هذا النوع، وبهذا المضمون، تؤدي إلى تسييد إرادة الشعب المغربي، وتفرض وجود دستور ديمقراطي يضمن هذه السيادة، التي تمكن الشعب من تقرير مصيره الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي. والمنبطح لا يرغب في ذلك، ولا يسعى إليه، ولا يتقبله؛ لأنه يتنافى مع إنضاج الشروط التي تمكن المنبطح من تحقيق تطلعاته الطبقية. وكل ما يسعى إليه المنبطح، هو تسييد الممارسة اللا ديمقراطية، واللا شعبية التي تأتي في إطار ما صار يعرف بديمقراطية الواجهة، التي تمكن المنبطحين من الوصول إلى مراكز القرار، حتى يتمكنوا من نهب المال العام، وبالطرق التي صارت معروفة لدى الغادي، والبادي.

    7) أنه يعادي العدالة الاجتماعية، التي يمكن أن تضمن التوزيع العادل للثروة على جميع المواطنين، على أساس المساواة فيما بينهم. وهو ما لا يرضي المنبطح الذي لا يرغب أبدا في تحقيق العدالة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، التي تتحقق معها كرامة الإنسان، الذي يصير حاملا أبعاده المتحولة باستمرار. وحتى لا يصير المواطن حاملا للوعي المتقدم، والمتطور، فان المنبطح يحرص باستمرار على عدم تحقيق العدالة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، من خلال حرصه على تكريس مظاهر التخلف، التي تخدم تحقيق تطلعاته الطبقية على حساب الكادحين، الذين يعانون من كل مظاهر البؤس الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي.

    ومنطقة الرحامنة، ومنها مدينة ابن جرير، التي كانت منطلقا لممارسة الانبطاح أمام شخص معين، ليعم ذلك الانبطاح أمام نفس الشخص، وأمام نفس الحزب، جميع أرجاء المغرب، الذي يعرف تخلفا ملحوظا على مستوى الوعي بالذات، وبالواقع، في تجلياته المختلفة، لينحصر الرهان على ذلك الشخص، وذلك الحزب، الذي يصير وسيلة لتحقيق التطلعات الطبقية للمنبطح. وتبدل الشخص، ثم الحزب تبعا للشخص، لا يعني توقف ممارسة الانبطاح في منطقة الرحامنة، عن ممارستهم للانبطاح: بل إن أٌفُولَ شخص معين، ومعه حزبه، يجعلهم أكثر ترقبا لقدم شخص آخر يحل محله، وحزب آخر يحل محل الحزب. فكأن منبطحي منطقة الرحامنة، كتب عليهم أن يصيروا كذلك، كما كتب عليهم أن يتعودوا على ممارسة الانبطاح، ودون حياء، لا من الواقع، ولا من المجتمع، ولا من التاريخ الذي يؤرخ لانبطاحهم، ولمراحل ذلك الانبطاح، ولتحوله، وللجهات التي تم الانبطاح إليها، وللغاية من ممارسة الانبطاح.


    فما هي الشروط الموضوعية التي يجب أن تتوفر للشخص، أو الحزب المنبطح له؟

    ولماذا يقبل المنبطحون لأنفسهم أن يتعودوا على الانبطاح؟

    إن منبطحي منطقة الرحامنة، ومدينة ابن جرير بالخصوص، الذين يمتلكون مناعة ضد الإباء، وضد التمرس على الكرامة الإنسانية، وضد حفظ تلك الكرامة، يشترطون في المنبطح له أن يكون:

    1) ذا نفوذ مخزني واسع على المستوى الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، حتى يتمكن من إخضاع السلطة له، ومن أجل أن يضمن المنبطحون لأنفسهم مكانة معينة على مستوى الجماعات المحلية، حتى يصير ذلك مدخلا لتحقيق التطلعات الطبقية، التي لا تتحقق بدون ذلك النفوذ المخزني الواسع، وبدون التواجد في تشكيلة الجماعات المحلية.

    2) تحكم أجهزة السلطة المخزنية، التي تلتزم بالتعليمات التي ترد عليها بين فينة، وأخرى، وخاصة في المحطات الانتخابية. ومن أجل أن يصير المنبطحون متحكمين في مراكز القرار الجماعي على مستوى منطقة الرحامنة، وعلى المستوى الوطني، كما تنبئ كل الوقائع بذلك.

    3) أن يكون ذا سلطة اقتصادية، تجذب المزيد من المنبطحين نحوه، حتى يصير مصدرا، ووسيلة لتحقيق التطلعات الطبقية الاقتصادية بالخصوص، التي يسعى المنبطحون إلى تحقيقها.

    4) أن يصير مصدرا لاستفادة المنبطحين من الامتيازات التي تدر عليهم المزيد من الدخل الذي يكسبهم قاعدة اجتماعية تقف وراء استدامة تواجدهم في المجالس المحلية، ومرتكزا لتأبيد المنبطح له، سواء كان فردا، أو حزبا.

    5) أن يعمل باستمرار على تجميع المنبطحين حوله، بالاستجابة إلى مطالبهم المختلفة، التي لا ترتبط لا بالزمان، ولا بالمكان، بقدر ما ترتبط بالرغبة المتجددة للمنبطحين، تبعا لتجدد تحولات الواقع المتردي الذي أنتجهم.

    6) أن يسعى إلى إنضاج الشروط المؤدية بالضرورة إلى جعل ممارسة الانبطاح ظاهرة اجتماعية، كما هو حاضر في الممارسة اليومية للعديد من أفراد المجتمع، إلى درجة تحول الانبطاح إلى ظاهرة.

    7) أن يحرص على تسييد الانبطاح على المستوى الوطني، حتى لا تصير منطقة الرحامنة منفردة به على المدى المتوسط، والبعيد، وحتى تصير ظاهرة الانبطاح ظاهرة اجتماعية مغربية، تتمثل في كونها تصير وسيلة للوصول إلى مراكز القرار الوطني، من اجل التحكم في أجهزة الدولة، التي تصير مسخرة لخدمة مصالح المنبطحين على المستوى الوطني، وعلى مستوى منطقة الرحامنة بالخصوص.

    وبذلك يصير إنضاج الشروط الموضوعية، التي لها علاقة بالمنبطح له، فردا كان، أو حزبا، خير وسيلة لتحقيق غايتين أساسيتين:

    الغاية الأولى: تثبيت المنبطحين في أماكن انبطاحهم، وضمان استمرار استفادتهم من عملية الانبطاح، وتقديمهم إلى المجتمع كأبطال المرحلة، التي يتحول فيها الانبطاح إلى ظاهرة.

    والغاية الثانية: تفريخ المزيد من المنبطحين في صفوف الشباب، واليافعين، وفي صفوف العاطلين، والمعطلين، وفي صفوف المهنيين، وأصحاب المهن الحرة، وفي صفوف جميع أفراد المجتمع، سعيا إلى جعل جميع أفراد المجتمع منبطحين، إن هم أرادوا أن يعيشوا.

    والمنبطحون يقبلون بالتعود على ممارسة الانبطاح، لا لأنهم يرغبون فيه، بل لأنهم، ولانتهازيتهم، يعتبرونه وسيلة لتحقيق تطلعاتهم الطبقية، التي لها علاقة بطبيعتهم الانتهازية، التي تقودهم إلى التعود على ممارسة الانبطاح في أبشع صوره. وهذا التعود على الانبطاح، يستمر في المسلكية الفردية، والجماعية للمتعودين على الانبطاح، الفاقدين لكرامتهم، نظرا للاعتبارات الآتية:

    الاعتبار الأول: أن الانبطاح صار في ممارسة المنبطحين عادة لا إرادية، كباقي العادات الاجتماعية السلبية التي يمارسها الناس في حياتهم اليومية، دون رغبة منهم. وبدون وعي بخطورة تلك العادات على مستقبل الأفراد، والجماعات. وهو ما يترتب عنه صيرورة الانبطاح جزء لا يتجزأ من شخصيات المنبطحين الفردية، والجماعية.

    الاعتبار الثاني: اقتناع المنبطحين بأن ممارسة الانبطاح هو الوسيلة المثلى لتحقيق التطلعات الطبقية، خاصة وان أثرياء منطقة الرحامنة، ومدينة ابن جرير، أدركوا ما أدركوا من ثراء بسبب انبطاحهم خلال مرحلة الستينيات، والسبعينيات، والثمانينيات، والتسعينيات من القرن العشرين، نظرا لكونهم كانوا يتمتعون بالعديد من الامتيازات التي كانت تقدم لهم، وهم في حالة انبطاح تام، وأمام أنظار المجتمع في منطقة الرحامنة. والمنبطح لهم، حينذاك، ليسوا إلا عملاء للاستعمار، أو للأجهزة المخزنية، اللذان كانا يستغلان الخيرات التي كان يزخر بها المغرب.

    والاعتبار الثالث: أن المنبطحين كانوا يسعون من وراء انبطاحهم إلى تحقيق ضمان استمرار استفادتهم من مختلف الامتيازات التي كانت تقدم للمنبطحين في المراحل السابقة، والتي يجب أن تستمر في المرحلة الراهنة، وان تتضاعف. وهو ما يتناسب مع الخدمات التي لا حدود لها، والتي يقدمها المنبطحون للمنبطح لهم، ممن حددنا سماتهم، مما جعلهم يحققون ما صار يوصف بالإجماع حول الفرد، وحول الحزب في نفس الوقت، خاصة وأن الدهاة من المنبطحين يضاعفون جهودهم، من أجل تضبيع مجموع سكان المنطقة، عن طريق التضليل الممنهج الذي يمارسونه عليهم. وخاصة إذا قام ذلك التضليل من صنف ما جاء في القرآن الكريم، وفي سورة الواقعة بالخصوص، "وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين، في سدر مخضوض وطلح منضود، وظل ممدود، وماء مسكوب، وفاكهة كثيرة، لا مقطوعة، ولا ممنوعة، وفرش مرفوعة، إنا أنشأناهن إنشاء، فجعلناهن أبكارا عربا أترابا لأصحاب اليمين".
    فأصحاب اليمين في الآيات أعلاه، يراد بهم المترفعون عن الدنايا، المحترمون لكرامتهم الإنسانية، الملتزمون بإرضاء الله تعالى بممارستهم التي لا تؤذي الإنسانية، بقدر ما تحسن إليها.

    أما السياق الذي نحن بصدده، فان "أصحاب اليمين" لا يمكن أن تعني إلا المنبطحين، الذين يتزلفون للمنبطح إليهم، ويعملون على الارتباط بهم في السراء، والضراء، ويعملون في خدمتهم آناء الليل، وأطراف النهار، أملا في إرضائهم، حتى يصيروا من المستفيدين من المزايا التي يجود بها المنبطح إليهم على المنبطحين المستميتين في خدمتهم دون كلل، أو ملل.

    والاعتبار الرابع: حرص المنبطحين على أن يصيروا قدوة في الانبطاح، من أجل ضمان المزيد من توالد المنبطحين وراءهم، في اتجاه المنبطح له، فكأن القدوة في الانبطاح صارت ملاذا للشباب، واليافعين، والعاطلين، والمعطلين، ولسائر أفراد المجتمع رجالا، ونساء، بسبب مرض الوهم بأن شيئا ما تغير في منطقة الرحامنة، وفي مدينة ابن جرير بالخصوص، في الوقت الذي لم يتغير إلا المنبطح إليهم، من مرحلة، إلى أخرى. وكما سميتها في مقال سابق منشور في الحوار المتمدن: "من كبور إلى التراكتور". فتغيير المنبطح له الذي لم يعد يتحلق حوله المنبطحون، لعجزه عن تقديم المزيد من الامتيازات إليهم، بمنبطح له آخر يستطيع ذلك صار ممارسة يتباهى بها المنبطحون. وهو ما حصل في منطقة الرحامنة، ليعم الانبطاح في جميع أنحاء المغرب، انطلاقا من المؤسسة التشريعية، لتستمر الهرولة في اتجاه المنبطح له، من كل حدب وصوب، اقتداء برواد الانبطاح الأوائل، الذين لا يهتمون إلا بالامتيازات التي صاروا يتمتعون بها اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا.

    وهذه الاعتبارات مجتمعة، لا تزيد المنبطحين إلا استغراقا في الانبطاح، وتلذذا به، وتمرسا عليه، والعمل على نشره في المجتمع، إلى أن يتم استبدال المنبطح له بمنبطح له آخر، رغبة في استفادة أخرى، عن طريق تلقي امتيازات أخرى، تفوق الامتيازات التي يتلقاها المنبطحون من المنبطح له، القائم في الواقع العيني.

    ومنطقة الرحامنة التي تعود منبطحوها على الانبطاح، لا بد أن تمتلك وعيها في يوم ما، ولا بد أن تدركه بناء على ذلك الوعي، أن ممارسة الانبطاح تعتبر خسة، ونذالة، وانحطاطا، وتدنيا، وإهدارا للكرامة الإنسانية، ولا بد أن يثور سكان منطقة الرحامنة، وكادحوها بالخصوص، في وجه المنبطحين الذين لا يستحقون إلا الاحتقار، والاستصغار، والنفي خارج الوجدان الإنساني، الذي يبقى حاضرا في عرف، وفي ممارسة غالبية السكان الصامتين، الذين لم يعبروا عن رأيهم بعد، فيما يمارس من انبطاح، وأمام مرأى أعينهم، ودون حياء يذكر.

    فهل يستمر المنبطحون في التباهي بانبطاحهم؟

    أم أنهم سوف ينتبهون يوما ما بأن ما يمارسونه من انبطاح لا علاقة له بالكرامة الإنسانية، التي يجب التمسك بها، وتجب حمايتها من الدناءة والانحطاط، حتى يستمر الإنسان رافعا رأسه، مترفعا عن الدنايا، ملتزما باحترام الحقوق الإنسانية كمصدر للكرامة الإنسانية، التي تعلو ولا يعلى عليها؟

    ومنطقة الرحامنة التي عاشت القهر، والظلم، لعقود ضاربة في عمق التاريخ، يجب أن تستفيق من غيبوبتها، التي أغرقتها في ممارسة الانبطاح، والإرشاء، والارتشاء، والمحسوبية، والزبونية، وأن تستعيد صحوتها، وان تسعى إلى الوعي بحقوق سكانها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية.

    فهل تستيقظ المنطقة من سباتها العميق؟

    وهل تستنكر ممارسة الانبطاح التي صارت متفشية بين سكانها؟

    وهل تعمل على جعل سكانها يمتلكون الوعي العميق بأوضاعهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية؟

    إن ما نريده لمنطقة الرحامنة شيء، وما عليه الواقع شيء آخر، ونأمل أن يتغير الواقع إلى الأحسن في أفق مجتمع متطور، وديمقراطي، وعادل، انطلاقا من:

    1) قيام دستور ديمقراطي تكون فيه السيادة للشعب.

    2) انتخابات حرة، ونزيهة، لإيجاد مؤسسات تمثيلية حقيقية، بعيدا عن ممارسة التزوير.
    3) نهج اختيارات ديمقراطية، وشعبية، بدل الاختيارات اللا ديمقراطية، واللا شعبية القائمة.
    4) تمتيع جميع الناس بجميع الحقوق الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية.
    5) ملاءمة جميع القوانين مع المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان حتى تصير مصدرا لتمتيع جميع السكان بجميع الحقوق.
    فتطوير المجتمع، ومنطقة الرحامنة، يقتضي الانخراط في عملية التغيير الشامل، لا بالانبطاح، بل بالنضال من اجل تحقيق الديمقراطية من الشعب، وإلى الشعب، وذلك هو مبتغانا الأول، ومبتغانا الأخير.

    ابن جرير في: 12/02/2011
    محمد الحنفي
    رياضي
    رياضي
    Admin


    عدد المساهمات : 3794
    تاريخ التسجيل : 06/07/2010

    محمد الحنفي  حزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي Empty رد: محمد الحنفي حزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي

    مُساهمة من طرف رياضي الأربعاء مايو 18, 2011 7:32 am

    يعتبر العمل النقابي مسألة مهمة وأساسية بالنسبة للشغيلة: عمالا، وأجراء، في مختلف القطاعات الكبرى، والصغرى، لكونه يلعب دورا أساسيا، ومركزيا، في اتجاه فرض تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية للشغيلة، ولباقي أفراد المجتمع.

    غير أن العمل النقابي، ونظرا للتحريف الذي أصاب الممارسة النقابية، في معظم النقابات القائمة في المجتمع، فإن مختلف الأمراض التي يزخر بها العمل النقابي التحريفي، تؤدي إلى السعي إلى تحقيق أهداف أخرى لا علاقة لها بالأهداف الحقيقية للعمل النقابي المبدئي، والصحيح.

    ومعلوم أن الشغيلة المغربية، بفئاتها المختلفة، تعرف، جيدا، مدى التحريف الذي يعشش، ويفرخ في الممارسة النقابية، كما تعرف، جيدا، التوظيف المشبوه للعمل النقابي لغاية في نفس المسؤولين النقابيين، لذلك نجد أن الشغيلة، مع كل النقابات، عندما تعلن عن خوض إضراب معين، وليست مع أي نقابة على مستوى النتائج التي لا تكون إلا هزيلة، كنتيجة للحوار الذي يترتب عن أي إضراب وكيفما كان نوعه.

    وإذا كانت الأهداف الحقيقية من العمل النقابي، والمتمثلة، بالخصوص، في التحسين المادي، والمعنوي، لشرائح الشغيلة المغربية لدى معظم النقابات غير وارد، بسبب:

    1) بيروقراطية النقابة التي تجعل العمل النقابي في خدمة تطلعات أفراد الجهاز البيروقراطي.

    2) تبعية النقابة لحزب معين، مما يترتب عنه جعل العمل النقابي لا يخدم إلا مصالح الأفراد المشرفين والمنظمين لتلك التبعية.

    3) حزبية النقابة، التي تجعل العمل النقابي في خدمة التوسيع الحزبي من جهة، وفي خدمة مصالح النخبة الحزبية التي تدبر العمل النقابي الحزبي.

    4) جعل النقابة مجرد مجال للإعداد، والاستعداد لتأسيس حزب معين، مما يجعل العمل النقابي مجرد وسيلة لذلك، وفي خدمة مصالح المديرين للعمل النقابي في هذا الاتجاه.

    وهذه المظاهر التحريفية المكرسة في العمل النقابي في معظم النقابات، تؤدي إلى غياب الأسس التي يقوم عليها العمل النقابي الصحيح، والتي تتمثل في:

    1) ديمقراطية العمل النقابي، التي تضع حدا للممارسة البيروقراطية، أنى كان مصدرها، ومهما كان الجهاز النقابي الذي تمارس في إطاره، وتعمل في نفس الوقت على تمكين النقابيين، كقاعدة، من تقرير مصير العمل النقابي، من أجل تمكين الشغيلة من الارتباط بالتنظيمات النقابية الديمقراطية، حتى يساهموا جميعا في البناء التنظيمي، هيكليا، وبرنامجيا، ونضاليا.
    2) تقدمية العمل النقابي، التي تقطع الطريق أمام إمكانية تسرب الممارسة النظرية، والعملية الرجعية إلى صفوف النقابيين، وتعمل باستمرار على تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية لشرائح الشغيلة المغربية: قطاعيا، ومركزيا.

    3) جماهيرية العمل النقابي، التي تضع حدا للنخبوية التي ابتلى بها العمل النقابي، الذي تقوده معظم النقابات، وتمكن، في نفس الوقت، القواعد النقابية، ومعها الشغيلة، من المساهمة الفعالة في تفعيل العمل النقابي قطاعيا، ومركزيا، في أفق فرض التحسين المستمر للأوضاع المادية، والمعنوية للشغيلة بمختلف شرائحها.

    4) استقلالية العمل النقابي، التي تضع حدا لتبعية النقابة للإدارة المخزنية، أو لحزب سياسي معين، حتى وإن كان هذا الحزب تقدميا، حتى يتمكن العمل النقابي من جعل النقابيين، ومعهم الشغيلة، يقررون، وبكامل الحرية، ما يجب القيام به تنظيميا، وبرنامجا، ونضاليا، وبدون توجيه من أيه جهة. وهذه الاستقلالية، ومن هذا النوع، وهذا المستوى، لا يمكن أن تعبر إلا عن إرادة الشغيلة.

    5) وحدوية العمل النقابي، التي تسعى إلى وضع حد للتشرذم، والتعدد، تنظيميا، وبرنامجيا، ونضاليا، حتى يمتلك العمل النقابي القدرة على الوقوف وراء الوحدة البرنامجية، والنضالية، في إطار العمل المشترك، الذي تقوده ما يمكن تسميته: بالجبهة النقابية، في أفق ذوبان مكوناتها في إطار نقابي واحد، يصير لجميع العمال، وباقي الأجراء.

    وهذه الأسس / المبادئ، التي يمكن اعتبارها ضمانة أساسية لوضع حد لظاهرة التحريف المشار إليها، والتي قادت إلى إفساد العمل النقابي، الذي صارت تفتقد فيه الأسس/ المبادئ التي يقوم عليها.

    ونظرا لسيادة التحريف الذي صار حاضرا في مجمل الممارسة النقابية، وبسبب غياب الأسس الصحيحة التي تقاوم مظاهر التحريف المختلفة، فإن العلاقة بين الموسومين بالأطر النقابية، وبين ذوي الحاجة إلى تدخل النقابة لدى الإدارة في القطاعين: العام، والخاص، صارت موسومة بـ:

    1) ممارسة الابتزاز الذي صار مكشوفا، ومعروفا لدى جماهير الشغيلة، بقطاعاتها المختلفة. فكل ذي حاجة إلى تدخل النقابة محليا، أو إقليميا، أو جهويا، أو وطنيا، لا يكتفي بحمل بطاقة نقابة معينة، بعد أداء واجبها إلى المكتب النقابي، إن طلب منه ذلك، بل يؤدي مختلف المصاريف التي يتحمل صرفها من ميزانية النقابة، إلى المسؤول النقابي، الذي يخصمها من الميزانية المذكورة في نفس الوقت.

    2) التدخل لدى الإدارة في القطاعين: العام، أو الخاص، لتلبية مطالب فردية خاصة بالمستفيدين من التدخل النقابي، على حساب ذوي الحقوق، الذين يمكن أن يتمتعوا بحقوقهم، في إطار حركة إدارية، لولا تدخل النقابة، أية نقابة، وفي إطار من الشفافية والوضوح.
    3) الالتفاف على التكوين النقابي الحقيقي، الذي يكسب النقابة تكوين المزيد من الأطر النقابية الوفية للعمال، وباقي الأجراء، واقتصار التكوين على معرفة الأحابيل، والحيل، التي تمكن المسولين النقابيين من اللعب على المسؤولين في الإدارة في القطاعين: العام، أو الخاص. وإخضاع المستفيد من تدخل المسؤولين النقابيين إلى المزيد من الابتزاز.

    4) صياغة التنظيم على مقاس المتحكمين في النقابة، بعيدا عن القوانين الأساسية، والداخلية، حتى تتحول النقابة، أية نقابة، إلى مجرد وكالة تابعة للمسؤول الذي يكرس نفسه قائدا أبديا: محليا، أو إقليميا، أو جهويا، مما يجعل النقابة تتجسد في شخص القائد، ولا عبرة لا للأجهزة التنفيذية، ولا للأجهزة التقريرية ولا للجنة المؤسسة، ولا للجن الوظيفية المتفرعة عن الأجهزة التقريرية، ولا للمهام الموكول لكل جهاز، أو لكل فرد من نفس الجهاز؛ لأن كل ذلك يتمركز في يد القائد المحلي بالخصوص، الذي يصير كاتبا، وأمينا، ومقررا، ومنفذا، ومن يحيطون به، ليسوا إلا مضبعين، لا يدرون ما يفعل بهم، نظرا لغياب تفعيل الديمقراطية الداخلية، التي تمكن كل فرد من أفراد الجهاز، من المساهمة في التقرير، والتنفيذ، ومن القيام بالمهام التي توزع بين أفراد الجهاز الواحد.

    ولذلك، لا نستغرب إذا وجدنا قيام القائد المستبد بجميع المهام التي يحتكرها لنفسه، حتى يوظفها في إبراز شخصيته الكارزمية التي تصير بارعة في ممارسة الابتزاز على الراغبين في تدخلهم لدى الإدارة في القطاعين: العام، والخاص.

    وإذا عرفت الشغيلة المغربية تراجعا إلى الوراء في علاقتها بمختلف النقابات، فإن ممارسة القياديين النقابيين، في معظم النقابات المحلية بالخصوص، لا يمكن إلا أن تقف وراء توسيع الهوة بين عموم الشغيلة، وبين النقابات.

    6) حرص المسؤولين النقابيين على تحقيق تطلعاتهم الطبقية، بتحولهم من شرائح عمالية، أو خدماتية ذات طبيعة بورجوازية صغرى، إلى بورجوازية متوسطة، أو كبرى، دون أن تكون لها القدرة على توظيف الثروات التي تجمعها في عملية الإنتاج البورجوازي /الرأسمالي. ذلك أن حرص المسؤولين النقابيين على تحقيق التطلعات الطبقية كمرض بورجوازي صغير، هو الذي يقف وراء:
    ا ـ لجوء القائد النقابي إلى الاستبداد بجميع المهام النقابية بعيدا عن القوانين، والأعراف النقابية، وعن الأخلاق النضالية، وعن المبادئ النقابية، إن كانت هناك مبادئ يفرض احترامها.

    ب ـ إلغاء الممارسة الديمقراطية الداخلية المفترضة، في مختلف الإطارات الديمقراطية / وخاصة تلك التي تدعي أنها ديمقراطية، حتى يتمكن القائد من الاستبداد بكل شيء، كما هو حاصل في معظم النقابات.

    ج ـ الدراسة العميقة لذوي الحاجة إلى تدخل القائد النقابي، حتى يعرف من أين تؤكل الكتف، ومنهم من لا يقبل ممارسة الابتزاز، حتى يحدد مع من يتعامل، ومن تجب ممارسة التهميش في حقه.

    د ـ احتكار العلاقة مع الأجهزة الوطنية: القطاعية، والمركزية، حتى يستطيع توظيف تلك العلاقة في الاتجاه الذي يخدم تحقيق تطلعاته الطبقية، وحتى يتمكن من المحافظة على مركزه النقابي، كواسطة بين ما هو محلي، وما هو وطني.

    ه ـ التخطيط لإبعاد كل من يشتم منه الحرص على دمقرطة الممارسة النقابية: القطاعية، والمركزية، من أجل المحافظة على المركز المتقدم في العلاقة مع القاعدة المعتبرة نقابية، ومع القيادة النقابية التي تمد القائد النقابي المحلي بالقوة المعنوية اللازمة، المؤدية إلى فرض السيطرة على كل شيء يحسب على النقابة.

    و ـ تحويل المقاهي، والحانات، إلى مقار لتواجد القائد النقابي، بدل التواجد في المقر الرسمي للنقابة، الذي يفترض فيه كونه مقصدا لكل النقابيين، وللمتضررين من أفراد الشغيلة؛ لأن المقاهي، والحانات، تصير مناسبة لممارسة المزيد من الابتزاز على الذين ينسجون علاقة انتهازية مع النقابة، قصد قضاء مصلحة آنية، وعاجلة، عل حساب أصحاب المصلحة من الشغيلة، الذين يرفضون الخضوع إلى أسلوب الابتزاز.

    وهكذا يتبين لنا أن تمكن مظاهر التحريف من العمل النقابي، مع غياب اعتماد الأسس / المبادئ، وصيرورة الفساد مستشريا في الممارسة النقابية، وغياب اعتماد القوانين الأساسية، والداخلية في العلاقة مع النقابيين، ومع القيادة النقابية، فإن ممارسة الابتزاز على أفراد الشغيلة، الذين يحتاجون إلى تدخل النقابة لدى الإدارة في القطاعين: العام، والخاص، تعتبر مسألة طبيعية، حتى إن كانت ظاهرة مرضية.

    فهل يتوقف المسؤولون في معظم النقابات عن الممارسة الابتزازية على أفراد الشغيلة؟

    وهل يعملون على احترام الأسس / المبادئ، التي يقوم عليها العمل النقابي؟

    وهل يحترمون تفعيل القوانين الأساسية، والداخلية للنقابة، والتي ينتمون إليها؟

    وهل يترفعون عن ممارسة الفساد النقابي بكل تلويناته؟

    ألا يعتبرون أن قوة النقابة في قوة شخصية الأجهزة النقابية التي ينتمي إليها القائد النقابي؟

    ألا يعتمدون توزيع المهام بين أفراد الأجهزة التنفيذية كمدخل لتكريس القيادة الجماعية للنقابة؟

    ونحن عندما نطرح هذه الأسئلة المؤدية، بالضرورة، إلى طرح أسئلة أخرى، لا نرغب في النيل من القياديين النقابيين الذين يحترمون المبادئ النقابية، ولا يمارسون الابتزاز على أفراد الشغيلة، أنى كانت النقابة المحلية التي يقودونها، ولكنها الممارسة النقابية القائمة في الساحة النقابية، هي التي تفرض علينا طرح الأسئلة المذكورة، سعيا إلى إخضاع الممارسة النقابية للتقويم الصحيح، حتى يتخلص من الأمراض التعريفية، ومن مظاهر الفساد النقابي المختلفة، سعيا إلى إقامة عمل نقابي صحيح لا يخدم إلا المصالح الطبقية للعمال، وباقي الأجراء، كغاية تعد العمال، وباقي الأجراء، إلى إدراك أهمية العمل النقابي، وإلى امتلاك الوعي النقابي الصحيح، الذي يفرض قيام عمل نقابي صحيح، لا وجود فيه لشيء اسمه ممارسة الابتزاز على الشغيلة، وعلى ذوي الحاجة إلى تدخل النقابة، بالخصوص، من أجل الحرص على حفظ كرامة العمال، وباقي الأجراء.

    ابن جرير في 21/12/2009

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 06, 2024 5:51 am