منتدى الرياضي للعمل النقابي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى يهتم بمستجدات العمل السياسي والنقابي محاولا رسم صورة مغايرة على ما عليه الوضع الان


    عمر دهكون والتورة المغدورة

    رياضي
    رياضي
    Admin


    عدد المساهمات : 3794
    تاريخ التسجيل : 06/07/2010

    عمر دهكون   والتورة المغدورة Empty عمر دهكون والتورة المغدورة

    مُساهمة من طرف رياضي الأربعاء سبتمبر 29, 2010 3:19 pm

    حركة 3مارس 1973: خنيفرة مولاي بوعزة
    عمر دهكون   والتورة المغدورة No
    سعيد الوجاني
    Thursday, March 18, 2010


    بحلول 3 مارس 2010 يكون قد مر سبعة وثلاثون سنة عن أحداث خنيفرة مولاي بوعزة ، مع ما أعقب تلك الأحداث من نتائج كانت سلبية على مجمل العمل السياسي بالمغرب . وللإشارة فان الهدف من هذه الدراسة ليس أعضاء الكومندو أو عددهم الذي لم يكن بالحجم الثقيل لما تم التخطيط له ، لان هذا معروف وتم استهلاكه سواء أثناء جبر الضرر ، أو عند تحضير لوائح المعتقلين التي كانت تنشر بالخارج ، أو الأسماء التي قدمت إلى المحاكمة وصدرت بحقها أحكام وصلت إلى الإعدام الذي نفد في بعضهم وعلى رأسهم عمر دهكون الذي لم يعد احد يتذكره من رفاق الدرب . إن ما هو أهم من هذا هو دراسة المحتوى الإيديولوجي للمشروع الذي جاء قافزا على الواقع، نحو رؤى غارقة في الأحلام التي تبخرت منذ اليوم الأول لتحرك المجموعة. أي طبيعة الدولة التي كانت المجموعة الصغيرة تعمل لإحلالها محل الملكية، وهي الدولة البرجوازية الصغيرة التي ظلت حلما طالما راود العديد من الجماعات التي لم تستطع تجاوزه بفعل غربتها عن المجتمع التي تدعي الدفاع عنه. وللإشارة فان هذا النموذج من ( الثورة) و( الدولة) كان متأثرا بالنماذج الجاهزة في المشرق العربي ( البعث + الناصرية ) وبتجربة نظام برجوازية الدولة في الجزائر بلد ( ثورة المليون فار وبوم ) خاصة تجربة ( احمد بن بلة والهواري بومدين ) . إن هذه النماذج لم تعط للوطن العربي غير المشاكل حيث كانت سببا في ضياع الأراضي العربية التي تحتلها إسرائيل اليوم ، وكانت سببا في دخول جحافل المار ينز إلى الخليج العربي الفارسي بعد الحرب العبثية بين نظام البعث وإيران بدافع وتشجيع من الغرب ودول الخليج ، وبسبب الغزو العراقي للكويت الذي تسبب في كارثة لا تزال الأمة العربية تعاني ويلاتها إلى الآن . وهنا لا ننسى انه في خضم الحرب العراقية البعثية ضد إيران ، وانشغال الجميع بها ، وجدت إسرائيل الفرصة سانحة للانقضاض على لبنان في سنة 1982 ومحاصرة بيروت أمام أنظار العرب الذين ظلوا وسيظلون عاجزين عن مواجهة التحدي الذي تفرضه إسرائيل بالمنطقة ، كما لعبت تلك النماذج من الحكم دورا في قمع الحريات وممارسة التصفيات وفتح السجون بدعوى الدفاع عن قضية فلسطين البريئة منهم ومن أفعالهم . وقبل الغوص في الموضوع لا بد من إثارة بعض الملاحظات الدالة التي أحاطت بالحدث، وجعلت التفسيرات تختلف بشأنه.

    -1إن حركة 3 مارس تعرضت لقمع شديد أجهضها في المهد، وهذا ليس بفعل المشروع الذي لم تروج له بين الشعب، بل بسبب أن الدولة اعتبرتها امتدادا للانقلاب العسكري الذي دبره الجنرال محمد أفقير ضد الطائرة الملكية في غشت 1972. ومما ينبغي التأكيد عليه أن الجناح البلانكي المسلح في حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ، وعلى رأسه الفقيه محمد البصري شارك أفقير في انقلاب الطائرة . وهذا يظهر من خلال أحكام المحكمة التي أدانت ايت قدور ، كما يظهر من خلال رسالة الاعتراف التي نشرها الأستاذ عمر الشغروشني باسم الفقيه البصري في جريدة (le journal) وهو ما أثار إحراجا للأستاذ عبد الرحمان اليوسفي وللقيادة الاتحادية المشاركة في الحكومة ، كما أثار ضجة سياسية وصلت الى حد منع الجريدة من الصدور إلى جانب جرائد أخرى نشرت الرسالة . يلاحظ ان العلاقة بين البصري وبين أفقير ترجع إلى ما قبل أحداث 16 يوليوز 1963 عندما تم كشف خلايا ثورية من منظمتين مسلحتين في سنة 1963 ( واحدة يرأسها الفقيه محمد البصري )( والثانية تابعة لشيخ العرب المسمى احمد اجوليز ) حيث كان المهدي بن بركة ينسق بينهما ويقدم لهما التغطية السياسية . بعد اعتقال المجموعتين وبعد الأحكام التي وصلت بالنسبة للفقيه وآخرين الى الإعدام ، وبالنسبة لليوسفي وآخرين سنتين سجن موقوفة التنفيذ ، أطلق سراح البصري بأمر من أفقير الذي مده بجواز سفر مغربي ، فغادر سنة 1964الى باريس التي كان يستقبله بمطارها ( انطوان لوبيز ) الذي مكنه من شقة بشارع ( champs Elysée) وليعلن في 29 أكتوبر 1965 عن اختطاف المهدي بن بركة . وهو ما يفسر ان الصراع كان على أشده بين الفقيه البصري، شيخ العرب ، المهدي بن بركة وبين أفقير لمن يحض بشرف السبق للسيطرة على الحكم ، فكان ان ذهب المهدي ضحية هذا الصراع ، حيث كان الكل يطالب برأس الملك .

    -2يلاحظ ان حركة 3 مارس اعتمدت على التضخيم الإعلامي من خلال صوت التحرير بليبيا ، ومن خلال الأبعاد السياسية التي أعطيت لها ، والتي كانت تتجاوز طاقتها وإمكانياتها بكثير . وهنا فان الفكرة تم التخطيط لها قبل انقلاب الطائرة ، وعندما فشل الانقلاب تسرع البصري الخطوات للدفع بالتنظيم الى خطوات لم تكن محسوبة النتائج ، حيث تم تضخيم الذات ، خاصة سيطرة الغرور على الحركيين عندما اعتقدوا ان أجواء الثورة تخيم على المغرب، وان الشعب سيهب للانخراط في العمل المسلح بمجرد سماع صوت التخرير من ليبيا ، او سيهب لنجدتهم اذا تعطل العمل بسبب خطا تنظيمي . لكن الذي حصل ان هذه التصورات ظلت في واد والشعب في آخر ، حيث لم يعرهم أدنى اهتمام خاصة عندما تكالبت على المعتقلين الصعاب والشدائد . ان المشروع كان فوقيا مغامراتيا ، وكانت النتيجة المزيد من التصدع الذي أفضى بعقد المؤتمر الاستثنائي في سنة 1975 الذي قطع مع الخط البلانكي ، وقطع مع الخط الراديكالي للاتحاد منذ خروجه عن حزب الاستقلال في سنة 1959 .

    -3بعد الفشل ، دب الخلاف بين الحركيين في الخارج الذين ظل الكثير منهم وفيا للتنظيم ، حيث سيعلنون قطع العلاقات التنظيمية مع الاتحاد الاشتراكي ، وسيؤسسون حركة الاختيار الثوري التي ظلت إطار حركيا يوحد الرؤى ويعمل لتجاوز الإخفاق . ان هذا الخروج الذي كان إدانة لمقررات المؤتمر الاستثنائي ، سيتطور باتجاه عكسي لما بدا الفقيه البصري يتنصل من التزاماته الحركية من خلال اللعب على التناقضات بين الأنظمة العربية وأجهزة مخابراتها، ومن خلال تعامله مع جميع الكيانات السياسية رغم تناقضاتها السياسية والإيديولوجية ( الإخوان ، إيران ، البعث ، ليبيا والجزائر .. ) وهو ما حدا بالتنظيم ( مناضلي 3 مارس ) والاختيار الثوري الى إصدار قرار يقضي بطرد الفقيه من التنظيم . يلاحظ انه بعض القرار هذا التف البصري على التنظيم وعلى الحركيين عندما أعلن ان سبب خروجه من التنظيم ( ينكر ويتجاهل قرار الطرد ) سببه اختلافه مع الرفاق بخصوص مستقبل حركة الاختيار الثوري . ان الإخوان يريدون ان تكون الحركة تنظيما ، في حين ان البصري يريدها فقط إطارا للتفكير.

    -4 يلاحظ ان الخلافات بين البصري والحركيين لم تقف عند هذا الحد ، بل وصلت درجة من الخطورة وقلة المروءة لما تنكر البصري للتنظيم ، وتنصل من المسؤولية الكاملة عما حدث ، حيث قال انه في الوقت الذي حصلت فيه الأحداث كان هو يوجد في المشرق العربي ، وان لا علاقة له بما حصل . ثم زاد قائلا " ان الرفاق بعد ان ضاقت بهم الأرض في الجزائر بسبب ضغط المخابرات الجزائرية ، قرروا الدخول طواعية الى المغرب والموت فيه عوض الانتظار ( لاحظوا لم يقل يستشهدوا فيه) . وهنا فان درجة الخطورة حين يتهكم على الأموات ومن بقي من الحركيين على قيد الحياة ، فيصفهم بالمختلين الذين لا يميزون ولا يستشرفون الخطر ، فقرروا بمحض إرادتهم مثل قطعان الماشية المجيء طواعية الى المجزرة للذبح.

    -5تسببت أحداث 3مارس في انعكاسات سلبية على الوضع التنظيمي لحزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ، حيث سيتم منع فرع الرباط الذي كان من ابرز قادته عمر بن جلون وعبد الرحيم بوعبيد رحمهما الله والأستاذ عبد الرحمان اليوسفي ، حيث كان هذا التيار ميالا الى التغيير ، لكن بواسطة القوى الشعبية المغيب الرئيسي في مشاريع تلك التيارات . وفرع الدار البيضاء بقيادة الأستاذ عبد الله إبراهيم رحمه الله ، وكان يمثل الجناح النقابي الذي كان ضد دمج العمل النقابي بالعمل السياسي ، الأمر الذي كان يرفضه الجناح التقدمي الذي كان يراهن على تسييس العمل النقابي كرافد أساسي في التغيير . وبينما تم حل جناح الرباط بعد الأحداث مباشرة ، ظل جناح الدار البيضاء يشتغل طبقا لقانون الحريات العامة . وبينما كانت أكثرية الاتحاديين بجانب فرع الرباط ، ظل فرع الدار البيضاء متقوقعا في إطار الاتحاد المغربي للشغل . وبالفعل أدت هذه الأحداث الى تغيير اسم الحزب ( فرع الرباط) من الاتحاد الوطني للقوات الشعبية الى الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في سنة 1974 ، وفك الارتباط مع الاتحاد المغربي للشغل لما تم تأسيس الكن فدرالية الديمقراطية للشغل في سنة 1978 .

    -6تعتبر أحداث 3 مارس 73 ، وأحداث 16يوليوز63 وانقلاب الطائرة في سنة1972 قمة المواجهة بين الحزب وبين القصر ، حيث كان الحزب الى جانب اليسار الماركسي السبعيني يطرح مسالة الحكم من مفهوم ثوري وليس إصلاحي . أي عبر العنف وليس عبر صناديق الاقتراع . في هذا الصدد يقول المهدي بن بركة رحمه الله " ان الاتحاد الوطني للقوات الشعبية لم يشارك في الانتخابات بهدف تكريس مصداقيتها ، ولكن مشاركته كانت بهدف تعرية زيفها وإقبارها في المهد .." تم قال " ان نوابنا لن يذهبوا لركوب السيارات الفخمة ولكن عملهم سينحصر في فضح الحكم المتعفن والمساهمة في القضاء عليه .." تم قال " ان أهم أهدافنا لن يتحقق عن طريق البرلمان ان كان هناك برلمان ، بل سيتم بحول الله خارج البرلمان ، وبفعل العمل المنظم الذي تقوم به الطبقة الكادحة والفلاحون والشباب والمثقفون .. " " وبذلك اختارت منظمتنا ان تخوض معركة جديدة داخل صفوف القوات الرجعية نفسها . وان قرارنا هذا لا يمكنه ان يترك مجالا ما دام الحزب هو المنظمة الثورية التي تواجه النظام الإقطاعي الفردي ، وما دام ان احد أهدافنا هو محو الإقطاع لكي تخلفه مؤسسات شعبية ..." .

    -7رغم مرور أكثر من سبعة وثلاثين سنة خلت عن تلك الأحداث ، فباستثناء ما نشرته يومية ( أخبار اليوم ) خلال المقابلة مع إبراهيم اوشلح ، فان لا احد من رفاق الدرب تذكر الأحداث او أشار إليها . ويستوي هنا حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي الذي انتسب اليه فريق مهم من حركة الاختيار الثوري التي ضمت أغلبية الفاعلين والمتضامنين مع حركة 3 مارس ، او من خلال العلاقات التي كانت تجمع ( يسار الاتحاد الاشتراكي معارضي المكتب السياسي الذي كان يتجسد في مجموعة اللجنة الإدارية او فصيلهم رفاق الشهداء ) او من جانب المكتب السياسي للاتحاد الذي رغم انه تنكر لتلك الأحداث وأدانها ، فان محاميه وعلى رأسهم كرامويل ( عبد الرحيم بوعبيد ) رحمه الله كانوا يتطوعون للدفاع عنهم أثناء المحاكمة . وللإشارة ان ما نشره إبراهيم اوشلح مؤخرا( فلان ، علان ، مسدس ، قواعد للتنظيم ، أسماء حركية ، رشاش .. ) ليس بالشيء الجديد ، فهو معروف عند الدرك ، الجيش ، الداخلية والنيابة العامة .

    عندما اندلعت أحداث 3 مارس 1973 كان حينها محركها الفقيه محمد البصري لا يزال ينتمي الى حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية . ونفس الشيء عندما وقع انقلاب الطائرة في 16 غشت 1972 ، ولم ينفصل البصري عن الحزب تنظيميا إلا بعد المؤتمر الاستثنائي في 11 يناير سنة 1975، حيث سيتهم الفقيه قيادة الحزب التي قرأت رسالة بعثها الى المؤتمر الأستاذ عبدا لرحمان اليوسفي ،ورفضت قراءة رسالته التي بعث بها من باريس ، بالانقلاب على خط الحزب ، ماضيه ومناضليه وتنكرا لأرواح من ضحوا من اجل مبادئ الثورة ، وتنكرا لمن يؤدي ضريبة السجن التي تسببت فيها تلك الأحداث . هكذا سيؤسس تنظيما مستقلا في الخارج عرف بحركة الاختيار الثوري . لقد عرت حركة 3مارس في حينها عن الوجه الحقيقي لدعاة الملكية الشكلية الذين كانوا يقدمون التغطية السياسية لدعاة الخط البلانكي الانقلابي ، أصحاب نظرية البؤرة الثورية . وكيف ما كانت التقييمات والتحليلات السياسية التي أجراها العديد من الفرقاء والمهتمين لتلك الأحداث ، فان الحركة جاءت في مضمونها متجاوزة للسياسات الإستراتيجية والقناعات الفلسفية والإيديولوجية التي كانت تعتقد بها جزء من الطبقة السياسية المغربية والتي تحدده كما يلي :

    ا – الخلاف هو حول مفهوم الملكية ( مستبدة ) ام ( شكلية ) يبقى فيها للملك فقد الدور الشكلي ، وتسند جميع سلطاته الدستورية الى الوزير الأول الذي سيصبح الرئيس الفعلي للجهاز التنفيذي ، وهو ما يعني في فكر أصحابه تحويل المغرب مؤقتا من ملكية تقليدية تؤسس سلطتها على الدين الى ملكية ( حداثية ) تنتفي فيها مرجعية الحكم التي أساسها إمارة أمير المؤمنين ، وهو ما يعني كذلك في فكر أصحابه التحضير للتغيير الجدري الذي يبدأ بتقسيم الحكم ، وينتهي بالاستيلاء عليه . ان التعبير الدال عن هذه الأطروحة تتلخص في مرحلة أولى في إضعاف الملكية لصالح الأحزاب ، وإضعاف الملك لصالح الوزير الأول . في انتظار ما سيأتي من تقلبات عبرت عنها حركة 3 مارس ، كما عبر عنها انقلاب الصخيرات وانقلاب الطائرة .

    لقد كانت هذه الأطروحة هي قناعة الجناح السياسي التقدمي الذي قاده في مرحلة معينة كل من الأستاذ عبدا لرحيم بوعبيد رحمه الله والأستاذ عبدا لرحمان اليوسفي، ومنظر الطبقة العاملة المغربية مهندس التقريري الإيديولوجي في المؤتمر الاستثنائي عمر بن جلون رحمه الله ، رغم انه كشعار كان متجاوزا من طرف القواعد والتيارات التي ظلت مرتبطة بحركة المقاومة وبجيش التحرير في الجنوب . لقد تسببت هذه الازدواجية في العمل السياسي الى بلورة قناعات سياسية جديدة ، أدت الى انسحابات من الحزب والى تشقق في بناءه التنظيمي ، حيث أضعفت الحزب وعطلت من قدرته على تحقيق برامجه الراديكالية .

    ب – العنف سيؤدي الى التدخل الأجنبي ، والحل هو المائدة المستديرة بين القوى التقدمية الوطنية . وكانت هذه هي أطروحة الأستاذ على يعته رحمه الله بسبب ضعف الحزب الذي يرأسه بالمقارنة مع حزب الاتحاد الوطني / الاشتراكي للقوات الشعبية .

    ج – ضرورة التعبئة الجماهيرية والتنظيم المحكم و الخطة المرحلية . و كانت هذه أطروحة الأستاذ عبدا لله إبراهيم رحمه الله ، حتى يلجم اندفاع حماس العناصر التي كانت ترفع شعارات إستراتيجية لحرق المراحل والانقلاب من فوق . ورغم الحسم مع فرع الدار البيضاء لحزب الاتحاد الوطني في سنة 1972، وخاصة بعد أحداث 3مارس ،فان الحزب ( الاتحاد الوطني) ظل أكثر التصقا بالعمل في نقابة الاتحاد المغربي للشغل ، أكثر منه في العمل السياسي الذي احتكره جناح الرباط الذي سيعرف في سنة 1974 بالاتحاد ( الاشتراكي للقوات الشعبية).

    ومن خلال البحث في جذور حركة 3 مارس والخط العام الذي سارت عليه ، يتبين ان ظهور الحركة داخل حزب الاتحاد لا يعتبر في حد ذاته قفزة نوعية في تطور الحركة الاتحادية الراديكالية ، لكنه كان امتدادا لمؤامرة 16 يوليوز 1963 ، وكان كذلك امتداد للانقلاب العسكري للجنرال محمد أفقير في 16 غشت 1972. لقد كانت الحركة بذلك استرسالا لنفس الممارسات منذ الانشقاق عن حزب الاستقلال في سنة 1959 مع ما رافق ذلك من تصريحات من قبل قيادة الحزب التاريخية وعلى رأسهم المهدي بن بركة والفقيه محمد البصري ، حيث كانت كاشفة للتناقضات السياسية والمذهبية التي سادت الاتحاد منذ بداية النصف الأول من الستينات والتي من أهم وابرز تجلياتها، المحاولات المتكررة لإسقاط النظام بالعنف ( المنظمة المسلحة لشيخ العرب ومومن الديوري ) ( ومنظمة الفقيه محمد البصري ) ،ومن جهة أخرى ترك العمل الجماهيري ظاهريا في حدوده الإصلاحية ( الملكية الشكلية للمهدي بن بركة ودون حرق المراحل التي تستوجبها الثورة ) . لقد أعلنت حركة 3 مارس عن نفسها كجبهة وطنية ثورية لما قدمت برنامجا أدنى يلبي بعض القضايا الاستراتيجي مثل إقامة جمهورية برجوازية برلمانية انتخابية ( التأثر بنماذج الدولة البرجوازية في الشرق العربي ، البعث + الناصرية ) وبالنموذج الجزائري الذي أقامته جبهة التحرير الوطنية الجزائرية ( بن بلة + الهواري بومدين ) ، واعتمدت في ذلك على عفوية الكفاح المسلح الفوقي ( التآمر ) للسيطرة على الحكم ، ولم تعتمد على الحزب الطليعي الثوري الذي يعتمد الجماهير من عمال وفلاحين وطلبة في العملية التغييرية . وللإشارة فان خط حركة 3 مارس من الناحية الإيديولوجية وليس التنظيمية استمر داخل الاتحاد الاشتراكي بعد المؤتمر الوطني الثالث من خلال إفرازات 8 ماي 1983 ( اللجنة الإدارية الوطنية ) من خلال الخطابات التي كانت تروج لها في الجامعة لائحة رفاق الشهداء او رفاق المهدي وعمر . لكن الذي يلاحظ من الناحية الفنية ان برنامج 8 ماي لم يكن قادرا على تحمل أعباء مشروع حركة 3 مارس ، وإنها لم تكن تستطع الانتقال الى أساليب عمل هجومية بسبب القمع الذي لحقها من طرف جماعة المكتب السياسي التي تحالفت مع إدريس البصري في قمعها ، فكانت النتيجة دخول أصحاب 8 ماي السجن وعلى رأسهم الأستاذ عبدا لرحمان بنعمرو والأستاذ احمد بنجلون ، في حين دخلت مجموعة المكتب السياسي للحزب إلى البرلمان والحكومة وليس إلى الحكم .

    لقد قامت حركة 3 مارس بتقييم مغلوط للوضع السياسي بالمغرب ، فتوصلت إلى أن الظرف السياسي قد اكتملت فيه شروط الأزمة العامة لإعلان الثورة المسلحة ، وان الجماهير المغيب الرئيسي في برامج الحركة وبرامج الأحزاب ، ستهب للثورة بمجرد سماعها طلقة الرصاصة الأولى ، وهو ما لم يحصل حيث ظلت الأحداث في واد والجماهير في آخر ، ولم تعلم بما حصل إلا عن طريق الإذاعة والتلفزة، وبعد اعتقال جميع أعضاء الكوماندو . ومن أهم ما جاء في تقييم الحركة للوضع السياسي بالمملكة:

    1-إن النظام الملكي في المغرب أصبح غير قادر على الاستمرار في الوجود بفعل التناقضات الداخلية والخارجية . فداخليا نمت التناقضات داخل مؤسسات النظام( الجيش ) و أسفرت عن انقلابين عسكريين بينما الوضع الاقتصادي ينمو في اتجاه الأزمة العامة ويزداد معه تعفن جهاز الدولة وتضارب المصالح بين الفئات السائدة المساندة للنظام ، وبالتالي سقوط هيبة الدولة والنظام في أعين الجماهير وتبلور وعيها بإمكانية إسقاط الحكم الملكي وإقامة آخر جمهوري محله . أما خارجيا فقد تنامت التناقضات بين حلفاء النظام فرنسا وأمريكا ، وفقدان ثقة المستثمرين الأجانب وزيادة حجم الديون والارتهان للابناك وللمؤسسات المالية الأجنبية ، وهو الوضع الذي ينبئ بإمكانية المراهنة على الحصول على تزكية دولية للتغيير الجدري بإحلال نظام جمهوري برجوازي قوي مكان نظام ملكي ضعيف وهش وقابل للسقوط في كل وقت وحين .

    2-اتساع نطاق الحركة الجماهيرية والمطلبية ، واستعداد الجماهير للدخول في أي عملية ثورية ضد الحكم .

    3-تردد القوى الإصلاحية التقليدية ( المرجئة الجدد ) واقتصارها على مطالبها الدستورية والمؤسساتية من اجل التحالف ظرفيا مع الحكم ، وذلك لتجنب المصير المجهول الذي ينتظرها في حالة نجاح الجيش في السيطرة على الحكم ،ثم عجز هذه الأحزاب البرجوازية الصغيرة في تنظيم الجماهير وترويضها للدفع بها نحو الثورة . يلاحظ ان هذا التقييم المغلوط للوضع لا يختلف عن التقييم المغلوط الذي قامت به الحركة الماركسية اللينينية المغربية حين اعتبرت أن النظام في المغرب مشدود بخيط عنكبوت ، وان مصدر الخطر هو في كيفية التحضير والاستعداد لمواجهة التدخل الأجنبي خاصة الفرنسي لانقاد النظام . لكن تبين من بعد ، ان الذي كان مشدودا بخيط عنكبوت هو البرنامج البرجوازي الصغير لحركة 3 مارس ، والبرنامج الماركسي للمنظمات الماركسية المغربية . أما الدولة فكانت تمسك بزمام المبادرة ، وبلغت من القوة درجة جعلتها تحدد مربع تحرك الخصم الذي أذعن لرغباتها عند طرح قضية استرجاع الصحراء المغربية ، حيث لم يعد النظام هو العدو الرئيسي ، بل أصبح العدو يتمثل في أعداء الوحدة الترابية للمملكة ، أي خارجيا الأمر الذي كون وحدة وطنية وراء النظام اجتمعت فيه جميع الحركات والمنظمات المعارضة ، أي بما فيها حركة الفقيه البصري .

    إن هذا التقييم المغلوط للوضع السياسي الذي قامت به حركة 3مارس او ما يسمى بالجناح المسلح البلانكي في الحزب ، والطريقة المبسطة التي ناهجتها في تشخيص أسباب الأزمة العامة ، هو الذي دفع بها الى طرح بدائل الكفاح المسلح والبؤرة الثورية لإقامة جمهورية انتخابية برجوازية وبرلمانية تسود فيها البرجوازية الوطنية والبرجوازية المافوق متوسطة والصغيرة وتحتكر لوحدها الحكم ، ومن ثم قمع باقي الطبقات التي يتكون منها المجتمع المغربي وعلى رأسها الطبقة العاملة والفلاحين المغربية وباقي الطبقات التي تكون لها برامج متناقضة مع برنامج الحركة .

    واختصارا ان الطبيعة التكوينية لحركة 3 مارس تبين أنها انبثقت عن التناقضات الأساسية لحزب الاتحاد الوطني / الاشتراكي للقوات الشعبية التي عجزت في التوفيق بين خطين أساسيين متعارضين احدهما يتبنى ظرفيا وتكتيكيا الخط العمل الإصلاحي ، والآخر متعجل انقلابي جمهوري يريد السيطرة على الحكم بكل السبل والطرق .

    اذا كان التغيير يبدأ بفكرة جنينية تكون من وحي احد حكماء التنظيم ، ثم يعرضها للنقاش على الأشخاص الذين يكون لهم استعداد لتقبلها والعمل على ضوئها ، ثم بعد ذلك تسريبها وسط القطاعات والمنتديات التي تكون لها رغبة في التغيير وتبديل الوضع بآخر ، حتى عندما يحصل تعريض القاعدة آ نذاك يمكن الشروع في الثورة ، فان جميع البرامج والمشاريع العامة التي عرفها المغرب كانت مستوردة من الخارج ، أي كانت فوقية . لقد تأثرت حركة 3مارس بالحركة البعثية وبالناصرية وبتجربة الحزب الوحيد في الجزائر ، كما تأثرت الحركة الماركسية اللينينية المغربية باليسار الجدري في اوربة خاصة 8 ماي 1968 ، وتأثرت حركة الإسلام السياسي في سبعينات القرن الماضي بالثورة الإسلامية في إيران . ولم تكن المشاريع منبثقة من دراسة معمقة للوضع الداخلي ، فكان ان فشلت جميع تلك المشاريع ، وكان ان كانت الغلبة والنصر للقصر والنظام الملكي . أي انتصار المشروعية على المغامرات المختلفة التي عرفها الصراع على الحكم.

    لقد رجع الفقيه محمد البصري الى المغرب أيام الحسن الثاني رحمه الله ، وحظي باستقبال جلالة الملك محمد السادس ،بعد ان تحول من الثورية الى نقيضها ، حيث أصبح يعتبر إن مشكلة المغرب ليست سياسية تتمثل في الكتلة التاريخية الثورية او الجبهة الوطنية التقدمية ، ولكنها في الحقيقة مشكلة وطنية تهم جميع المغاربة ملكا وشعبا . وبخلاف السيد إبراهيم اوشلح الذي يعتبر المخرج في كرامويل الانجليزي ( الملكية الشكلية ) ، فان الفقيه محمد البصري اعتبر الحل في بسمارك الألماني . ان وضع المغرب الذي يتميز بخصوصية يمليها تاريخ تشكل الدولة ، و يمليها الحق في الاختلاف ، وباعتبار ان الاختلاف رحمة ، يبقى مصيره السياسي والإيديولوجي في نجاح نموذج بيسمارك القوي وليس كرامويل الضعيف، أي الملك القوي والملكية القوية ووحدة الأمة والدولة .ومن خلال الرجوع إلى مختلف الثورات التي عرفها المغرب يتبين ان القبائل المغربية لم يسبق ان ثارت ضد الوحدة الترابية للمملكة ، او ضد الدولة العلوية ، بل كانت تثور ضد الملك الضعيف وضد المخزن الضعيف .
    رياضي
    رياضي
    Admin


    عدد المساهمات : 3794
    تاريخ التسجيل : 06/07/2010

    عمر دهكون   والتورة المغدورة Empty رد: عمر دهكون والتورة المغدورة

    مُساهمة من طرف رياضي الخميس سبتمبر 30, 2010 11:43 am

    مغرس : إصدار 21 حكما بالإعدام في ملف عمر دهكون ومن معه - 9:23ص عمر دهكون الذي ارتبط ملف هذه القضية باسمه من مواليد سنة 1944، وكان من بين المناضلين المتحمسين في صفوف الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، تنقل بين عدد من الدول ...
    maghress.com/almassae/115478;jsessionid
    رياضي
    رياضي
    Admin


    عدد المساهمات : 3794
    تاريخ التسجيل : 06/07/2010

    عمر دهكون   والتورة المغدورة Empty رد: عمر دهكون والتورة المغدورة

    مُساهمة من طرف رياضي الخميس سبتمبر 30, 2010 11:57 am

    موقع أسيف :: الاخبار - حتى لا ننسى :: صحيفة مستقلـة تصدر من الـمغرب :: فهو رفيق حميم للشهيد عمر دهكون درس وإياه في مدرسة النهضة بمدينة سلا التي كان يديرها السي بوبكر القادري، حيث كان الشهيد عمر دهكون يقطن بسيدي الكمري( و ...
    www.assif.info/index.php?file=News&op=index
    رياضي
    رياضي
    Admin


    عدد المساهمات : 3794
    تاريخ التسجيل : 06/07/2010

    عمر دهكون   والتورة المغدورة Empty رد: عمر دهكون والتورة المغدورة

    مُساهمة من طرف رياضي الأربعاء أكتوبر 06, 2010 3:00 pm

    الصفحة الاساسية > الندوات > ندوة المتابعات و المحاكمات ذات الصبغة السياسية من 1956 الى 1999

    ندوة المتابعات و المحاكمات ذات الصبغة السياسية من 1956 الى 1999



    نظمت هيئة الإنصاف والمصالحة بتعاون مع جمعية هيآت المحامين بالمغرب وكلية الحقوق بالدار البيضاء يومي 18 و19 فبراير 2005 ندوة حول "المتابعات والمحاكمات القضائية ذات الصبغة السياسية من 1956 الى 1999.

    وتناولت هذه الندوة التي احتضنها مقر كلية الحقوق بالدار البيضاء محاور ثلاث هي المتابعات والمحاكمات على أساس التشريع الصادر إبان الحماية ومدونة الحريات العامة، والمتابعات والمحاكمات في القضايا ذات الصبغة السياسية إلى غاية النصف الأول من السبعينات، والمتابعات والمحاكمات ذات الصبغة السياسية ابتداء من النصف الثاني للسبعينات.

    وتناول المحور الأول بالخصوص الضمانات القانونية للحرية الشخصية وظهير 1935 وظهير 1939 المتعلقين بالنظام العام بين طبيعة النص القانوني والاستعمال في مجال الحريات العامة، والمحاكمات المرتبطة بحرية التجمع والتعبير والصحافة. أما المحور الثاني المتعلق بالمتابعات والمحاكمات في القضايا ذات الصبغة السياسية في الستينات وأوائل السبعينات فتعرض للمحاكمات ذات العلاقة بأحداث الريف وقضية المؤامرة (1963)، ومحاكمة مراكش سنة 1971 ومحاكمة 1973 على إثر أحداث 3 مارس 1973 وقضية أنيس بلافريج ومن معه (1973) وقضية المس بأمن الدولة الخارجي سنة 1973.

    بينما تناول المحور الثالث المحاكمات ذات العلاقة بقضية السرفاتي ومن معه (1977) ومحاكمات المجموعات اليسارية (1984-1990). والمحاكمات المتعلقة بالمجموعات الدينية السياسية والمحاكمات على إثر الأحداث الاجتماعية (1981-1984-1990). وقد ترأس الجلسات الثلاث على التوالي كل من الأساتذة محمد الطوزي وادريس أبو الفضل وعبد العزيز بن زاكور.

    مداخلات المشاركين في الندوة :

    عمر دهكون   والتورة المغدورة Puce_rtl التقرير التركيبي للمناظرة

    عمر دهكون   والتورة المغدورة Puce_rtl المتابعات المحاكمات المرتبطة بالصحافة و النشاط الثقافي، ذ. عبد العالي التكناوتي

    عمر دهكون   والتورة المغدورة Puce_rtl المحاكمات في مجال التنظيم الجمعوي و الحزبي، ذ. عبد اللطيف أعمو

    عمر دهكون   والتورة المغدورة Puce_rtl محاكمات الأحداث الإجتماعية 1981- 1984- 1990 ، ذ. جلال الطاهر

    عمر دهكون   والتورة المغدورة Puce_rtl عن محاكمة 1977 المعروفة بقضية السرفاتي و من معه، ذ. محمد كرم

    عمر دهكون   والتورة المغدورة Puce_rtl محاكمة مراكش الكبرى لسنة 1971، ذ. عبد الرحيم بن بركة

    عمر دهكون   والتورة المغدورة Puce_rtl قضية نوبير الأموي، نموذج للمحاكمة العادلة، ذ. خالد السفياني

    عمر دهكون   والتورة المغدورة Puce_rtl المحاكمات العسكرية لسنة 1973 من أجل المس بأمن الدولة الداخلي : قضية عمر دهكون و من معه، ذ.عبد الرحمان بنعمرو

    عمر دهكون   والتورة المغدورة Puce_rtl الإنتهاكات و الخروقات المتعلقة بفترة التسعينات، ذ. خليل الإدريسي
    رياضي
    رياضي
    Admin


    عدد المساهمات : 3794
    تاريخ التسجيل : 06/07/2010

    عمر دهكون   والتورة المغدورة Empty رد: عمر دهكون والتورة المغدورة

    مُساهمة من طرف رياضي الأربعاء أكتوبر 06, 2010 3:33 pm

    انتفاضة 23 مارس 1965
    عبد الرزاق السنوسي معنى


    وقعت بمدينة الدارالبيضاء خلال أيام 22 - 23 24 مارس 1965 حوادث خطيرة ، كانت بمثابة إدانة شعبية صارخة لسياسة الحكومة ، إذ خرج تلاميذ المدارس والثانويات في مظاهرات سلمية. نظموها احتجاجا على سياسة الحكومة في تسريب قرار عبر منشور صدر في 19 فبراير 1965 من قبل وزير التعليم يوسف بلعباس ، بطرد التلاميذ من المدارس والثانويات، وحرمانهم من اجتياز امتحان شهادة الباكالوريا . كان القرار الذي اتخذته الحكومة في تلك الفترة كتطبيق للتصميم الثلاثي بشأن التعليم ، حيث اتخذت إجراءات تقضي بأن يطرد من المؤسسات التعليمية التلاميذ البالغون من العمر 15 سنة من السنة الأولى والبالغون من العمر 16 سنة من السنة الثانية والبالغون 17 سنة من السنة الثالثة . بحيث أن التلاميذ الذين لم يتمكنوا من الإلتحاق بالتعليم الإبتدائي أو الثانوي في السن المحدد لظروف ما، أصبحوا مهددين بالطرد، والغريب في الأمر أن القرار، قد اتخذ قبل المصادقة على التصميم الثلاثي الذي كان لايزال معروضا على مجلس النواب ، ولذلك قرر تلاميذ وتلميذات المدارس والثانويات القيام بإضراب عام ، استنكارا لقرار وزارة التعليم ، وبدأوا مظاهراتهم السلمية للتعبير عن استنكارهم لذلك المخطط الذي يجعل مصيرهم مظلما ومستقبلهم مجهولا. ومن الصدف العجيبة أن الدكتور يوسف بلعباس حينما كان وزيرا للصحة سنة 1962 هدد الأطباء العرب المتمرنين الذين اختاروا قضاء مدة تدريبهم في المغرب بالطرد والتوقيف ، إذا هم شاركوا في إضراب مع الأطباء المتمرنين المغاربة.
    كان يوم 22 مارس يوم احتجاج وإضراب ، حيث تفرق التلاميذ المتظاهرون في شوارع المدينة هاتفين "التعليم لأبناء الشعب" ... كان سن المتظاهرين يتراوح بين 10 سنوات و 17 سنة ، في البداية كانت الإنطلاقة من مدينة الدرالبيضاء من مجموعة من المدارس ... والثانويات كثانوية محمد الخامس ، الخوارزمي ، عبد الكريم لحلو ، الأزهر وغيرها ... والتحقت بهم الجماهير ليتحول الإضراب إلى انتفاضة شعبية ، وإثر ذلك تدخل رجال الشرطة وأفراد القوات الإحتياطية لتفريق تجمعات التلاميذ وتشتيت مظاهراتهم السلمية ، و كان رجال الأمن والسيمي والقوة قاسيين في معاملتهم للمتظاهرين ، حيث واجهوهم بالضرب الوحشي وفي كل مكان من أجسادهم مما جعل المتظاهرين يدافعون عن أنفسهم، خصوصا بعدما بوشرت عدة اعتقالات جماعية في صفوفهم . وفيما بعد تدخل عموم المواطنين للدفاع عن أبنائهم وبناتهم ، فما كان من قوات القمع إلا أن تتمادى في معاملاتهم الوحشية مستهدفين الجميع بما فيهم الآباء والأمهات .
    في صباح اليوم الموالي، أصبح الجو متوترا ، حيث استمر الإضراب ومظاهرات التلاميذ المحتجين ضد قرار الطرد من المدارس ، كما أن هذه الإجراءات مست الآلاف من العائلات في جميع مدن المغرب، وهو الأمر الذي أدى إلى اندلاع هذه الإنتفاضة ، وسرعان ما عززت صفوف المتظاهرين بآلاف من الشباب . وفيما بعد اطلقت المسيرات الإحتجاجية للتلاميذ والطلبة في بعض المدن المغربية كمدينة الرباط وفاس (التي كنت أحد المتظاهرين بين تلاميذ مدرسة بن الخطيب و بن دباب بحي المصلى ، وتلاميذ مدرسة "المعلمين" ، التي يتدرب فيها المتخرجون من المعلمين) .
    انفجر غضب الجماهير في انتفاضة شعبية عارمة ، ركزت هذه الجماهير الثائرة في الدارالبيضاء هجوماتها على السجن المدني ، وعلى مراكز الشرطة ، وأضرمت النيران على مخازن التمويل . وتوقف العمال عن العمل وأغلقت المتاجر وكانت إضرابات شاملة وعامة والجميع يصب غضبه واستنكاره للقمع والتعسف الذي شمل كل شرائح المجتمع . و رفعت شعارات تندد بقمع الطلاب مما أدى إلى وقوع اشتباكات عنيفة بين رجال القوة وعموم السكان، حيث كانت مدينة الدارالبيضاء وبعض المدن المغربية بعد ظهر يوم 23 مارس مسرحا لأحداث خطيرة ، واجهها النظام المغربي بالقوة والقمع والعنف ، حيث تدخلت قوات الأمن بإشراف الجنرال محمد أوفقير بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين في الأحياء الشعبية . حيث كان يتتبع الأحداث عبر مروحية تجوب أجواء الدارالبيضاء ويعطي الأوامر باستعمال النار على المتظاهرين. خلف استعمال الرصاص الحي وتدخل القوات المساعدة ، سقوط العديد من القتلى ومئات من الجرحى واعتقالات واسعة في صفوف التلاميذ والطلبة وعموم المواطنين . واكتسحت الدبابات ليلة 23 مارس الشوارع وفتكت بمئات العمال والشباب والعاطلين نساء ورجال.
    كانت أحداث على جانب كبير من الخطورة، حيث نزلت قوات الإضطهاد والقمع على التلاميذ والطلبة المتظاهرين بالأزقة والشوارع مدينة الرباط، حيث كان الضرب والإعتقالات في صفوف المئات من الأطفال والتلاميذ والطلبة ، التي استعملت جميع وسائل القمع لتفريقهم ، ومن بعد اتجه المتظاهرون إلى مقر وزارة التعليم وأخذوا يهتفون مرددين شعارات مثل : "اعطوا الكلمة للشعب" و "بلعباس سير فحالك التعليم ماشي ديالك " ، وقد هبت قوات هائلة من رجال الشرطة والسيمي والقوات الإحتياطية وأخذت تشتت المتظاهرين بقمع وحشي متناهي ومستعملة القنابل المسيلة للدموع و الرصاص الحي .
    وفي ظل تلك الأحداث المؤلمة تم حجز جرائد الحزب وهي: المحرر و "ليبراسيون" و "الأهداف" من طرف الرقابة ، وأصبحت المراقبة البوليسية مستمرة لأسابيع على مطابع دارالنشر المغربية، حيث كانت تطبع جرائد حزب القوات الشعبية، وذلك من أجل ضرب الحصار على أحداث القمع الدامية .
    على إثر حوادث الدارالبيضاء الأليمة شكل مجلس النواب لجنة بحث برلمانية ، باقتراح من الفريق النيابي الاتحادي ، كما استجوب رئيس الفريق المرحوم الدكتور عبد اللطيف بنجلون الحكومة حول الحوادث التي عاشتها الدارالبيضاء والرباط وبعض المدن الأخرى، حيث أبرز العنف الذي لم يسبق له مثيل والذي استعملته قوات القمع ضد الشباب الذين تظاهروا تلقائيا وسلميا للإعراب عن سخطهم على قرارات وزارة التعليم الرامية إلى طرد آلاف التلاميذ من المدارس والثانويات .
    وبعد أحداث مارس الدموية، قدم الملك الراحل الحسن الثاني خطابا ... وصف فيه المدرسين بأشباه الفتنة . ثم بعد هذه الأحداث الخطيرة اتصل الملك الراحل الحسن الثاني بالفقيد عبد الرحيم بوعبيد واقترح عليه تشكيل حكومة لإنقاذ الوضعية ... و بعد المفاوضات بين المعارضة والقصر، صرح عبد الرحيم بوعبيد لجريدة "الفيكارو" الفرنسية ما يلي : "إننا لبينا نداء الملك فزرناه .ولم نكن نريد أن نسلك سياسة ترك ماكان على ماكان حتى الإنهيار. ولم ننتظر كذلك احداث جديدة والقمع الذي يتولد عنها ، وقد تركت الأحداث الأخيرة في الدارالبيضاء أثرا عميقا ، إننا نتمنى أن نخدم بلادنا في إطار الملكية التقليدية التي للملك فيها دور عظيم ، ولكن بحكومة مسؤولة ... وعن سؤال هل أنتم مستعدون لمزاولة الحكم ؟ أجاب عبد الرحيم ولم لا؟ هذه هي القاعدة الديمقراطية ... إننا في وقت خطير بالنسبة لبلادنا ، نلبي نداء العاهل ونتمنى أن يفهمنا ، وإني على يقين أنه طال الزمن أم قصر ، فإن الملك سيتفاهم معنا دون تنحية الآخرين " .
    وبعد شهرين عن الأحداث جاءت إجراءات سياسية منها، سيعلق الملك الدستور ، ويحل البرلمان ، ويقيم حالة استثناء في 7 يونيو 1965 خلال خمس سنوات، حيث أصبحت جميع السلطات في يد الملك ، ثم الإختطاف والإغتيال الذي تعرض له الشهيد المهدي بنبركة في 29 أكتوبر 1965 . وهيمن الجمود في الحياة السياسية وأدى ذلك إلى محاولة الانقلاب الفاشلة الأولى في 10 يوليوز 1971 والثانية في 16 غشت 1972 .
    وفي الألفية الثالثة ، وبعد طي صفحة الماضي الملوث بانتهاكات حقوق الإنسان وسنوات الجمر، جاءت التحريات المتعلقة بضحايا مارس 1965 ، والتي أقرت بحدوث وفيات ، وحسب المعلومات المسجلة بالسجل الخاص بمصلحة حفظ الأموات الموجود بدار بوعزة بالدارالبيضاء ، وصل عدد الأشخاص المتوفين بسبب الإصابة بالرصاص إلى 31 حالة وفاة ، ورد ذكر 19 إسما متوفى من أصل 31 مع ذكر عناوين بعضهم . ومن بين المقاطعات التي تم تسجيلها خلال أيام 23 - 24 - 25 - مارس المقاطعات الثالية : 1 - 4 - 6 - 7 - 8 - 13 - ثم أيضا مصلحة حفظ الصحة للمدينة وسيارة إسعاف تابعة للجيش، وعلى ضوء التحريات أن العدد الإجمالي لهؤلاء الضحايا بلغ 55 منهم من تم دفنهم من طرف ذويهم بمقبرة سباتة فيما دفن الخمسون الآخرون بمقبرة الشهداء ومازالت هوية 21 منهم مجهولة .
    ثم 29 قبرا بمقبرة الشهداء أصبح بأسمائهم أو بأرقام تدل عليهم ، بعد أن ظلوا أكثر من أربعين سنة مجهولون، علما أن هناك مقابر أخرى لم يكشف عنها ... أما الحصيلة فقد كانت تفوق 500 قتيل (بل هناك جهات صرحت على أن الحصيلة أكثر من 1000 ضحية) والمئات من الجرحى، وكانت حملة مطاردات لآلاف من المواطنين الأبرياء وشملت الإعتقالات الواسعة للعديد من المواطنين حسب المتتبعين مغاربة وأجانب.
    رياضي
    رياضي
    Admin


    عدد المساهمات : 3794
    تاريخ التسجيل : 06/07/2010

    عمر دهكون   والتورة المغدورة Empty رد: عمر دهكون والتورة المغدورة

    مُساهمة من طرف رياضي الأربعاء أكتوبر 06, 2010 3:36 pm

    عمر دهكون

    1944- 1973-
    عبد الرزاق السنوسي معنى



    التاريخ شاهد أن المغرب أنجب شهداء كتبوا أسماءهم بدمائهم ومناضلون تركوا لنا بصمات رائعة، وسيظلون في الذاكرة الشعبية شامخين كجبال الأطلس، رجال وضعوا أرواحهم على كفوفهم وصاحوا من أجل الحرية والديمقراطية والتقدم، رجال سجلوا صفحات مشرقة وصنعوا أروع أحداثه ، نفذوا أروع العمليات الفدائية التي أربكت المستعمر الغاشم، ومورست عليهم في دهاليز السجون والمعتقلات ألوان التعذيب والأحكام القاسية والإعدامات.
    رجال انخرطوا في العمل السياسي الوطني بصفوف الحركة الوطنية المغربية منذ الأربعينات، ساهموا إبان الكفاح الوطني ضد الإستعمار، واستبخصوا دمائهم دفاعا عن وطنهم . مناضلون تقدميون ثوريون ناضلوا سنوات الرصاص العصيبة ، والأزمات الخارجية من أجل بناء مجتمع ديمقراطي ودعائم الدولة الديمقراطية، تعرضوا لحملات متوالية من القمع والإضطهاد والتعذيب والسجون.
    وشباب متعطش لمغرب يسوده العدل والحرية والديمقراطية، التحق بحزب القوات الشعبية الذي خرج من رحم الحركة الوطنية ، اصطدم بآلة القمع وتعرض لأبشع أنواع التعذيب إلى أن سقط شهيدا أثناء التعذيب في الكوميسارية. وأبطال مغاربة استشهدوا في قلب الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد قيامهم بعمليات بطولية ضد العدو الصهيوني.
    هؤلاء رموز الكفاح الوطني التقدمي الإشتراكي، هم في حاجة إلى الإعتراف بهم لدى قاعدة عريضة من ساكنة المغرب، وبالتعريف بصفحاتهم الساطعة والمشرقة في تاريخ المغرب .


    من مواليد 1944، انقطع عن الدراسة بثانوية النهضة، ولم يحصل بعد على الباكالوريا، في يوليوز 1964 كان عمره يقارب 28 سنة حيث توجه إلى فرنسا وبعد شهر عن السفر بعث برسالة من باريس إلى عائلته بتاريخ 17 غشت 1964 وذكر فيها أنه جلس عند الأخ محمد أزغار لفترة معينة (أزغار أنذاك كان يشتغل بدار المغرب مكلفا بالهاتف ) ومن بعد سافر إلى ألمانيا. كان عمر منشغلا بشؤون عائلته كثيرة الأفراد وكان يشغله مستقبلهم...

    دهكون كان مناضلا في صفوف الإتحاد الوطني للقوات الشعبية، يقول دهكون في المحاكمة عرض عليه المقاوم محمد بنسعيد الستوكي أيت يدر الإنخراط في منظمة سرية للقيام بأعمال مسلحة لضرب الخونة... وشرع في ترتيب العمل السري، أسس تنظيما لخلايا سرية في مجموعة من المدن. أول خلية اتصل بها هي التي كانت اشتغلت في السابق ضمن ماعرف في منتصف الستينيات بمجموعة شيخ العرب بالدارالبيضاء وهي خلية المرحوم عواد عرفت بإسم خلية محمد عواد الملقب “بكندا” نسبة إلى إسم الشركة التي كان يشتغل فيها وتنتج مشروبا إسمه كندا. توجه دهكون لأول مرة إلى الجزائر سنة 1965 أنذاك كان مناضلا ثوريا في صفوف طلبة الاتحاد الوطني للقوات الشعبية .

    كان عمر دهكون يستقطب العناصر الجديدة ويوجهها إلى فرنسا ومن ثم إلى المشرق العربي كانوا يتلقون تدربا في معسكر عين بيضا بسوريا وهناك تلقوا تداريب جسمانية وعسكرية وفي كل مساء كانوا يحضرون دروسا نظرية حول الثورة. يطلب السلاح من الخارج وإعداد المتطوعين داخل المغرب، جل أعضاء الخلايا من قدماء المقاومين و أبنائهم و مناضلين الاتحاديين، كان تجميع الأسلحة عند الحدود الجزائرية الشرقية ، ومصادرها هي ليبيا والجزائر وأوروبا والشرق الأوسط، وفي إطار البحث عنه عانت عائلة دهكون الأمرين وتم اختطاف أخاه وهاجمت قوات الأمن بيت عائلته. ويحكي عمر دهكون عن بداية أسطورته “ لما عدت من الخارج، لم تكن لدي لحية، وبقيت مختفيا إلى حين أرخيتها ، واعتمرت الطربوش ...”

    في 16 دجنبر 1969 بدأت اعتقالات محاكمة مراكش بعد وشاية إبراهيم المناضي وأصبحت أجهزة الأمن على علم بالمنطقة وبدور عمر دهكون الذي كان يقيم في خيرية بسلا ثم عند شخص يسمى عثمان ، وكان يقدم نفسه على أنه يتابع دراسة حرة . وفي 26 دجنبر 1969 تعرضت عائلته للمداهمات والإعتقالات والتعذيب لمدة ثلاثة أيام وقد شمل التعذيب والده أحمد دهكون ووالدته رقية وإخوته الحسن وخديجة ومحمد وأخيه عبدالله وزجته فاطمة وإبنه مصطفى

    حكم على دهكون في حالة فرار سنة 1971 في محاكمة مراكش الكبرى . وكان أنذاك في الدارالبيضاء قضى بعض الأيام بمنزل المرحوم محمد الوالوسي الملقب ب “بنبلا” ومن بعد انتقل إلى الزاوية في مقبرة بن مسيك حيث اختارها كمقر للسكن خلال سنة 1971.

    كان يسهر على تسليم أسر المعتقلين والمحكومين المعوزين منهم على الخصوص بمبالغ مالية يجمعها من المناضلين أو تصله من المناضلين وأعضاء المنظمة السرية والمسلحة في الخارج .

    كان عمر دهكون يقيم في مقبرة بنمسيك ويدير العمليات ويأتي بالأسلحة ، كان يضع نظارات سوداء كأنه ضرير، وكانت حركاته في المشي ثقيلة وبطيئة بفعل ما يحمله من سلاح، كان يرتدي لباسا نسويا لضمان تحركاته، كان تأطيره السري يشمل العديد من المدن منها دمنات مراكش الدارالبيضاء، أشرف على عدة عمليات عبر الرسائل المشفرة (الكود) كان يكتبها بعصير الليمون أو عبر الأشخاص الذين كان يرسلهم عبر الحدود الشرقية، في 25 يناير 1973 قام عمر دهكون بتسلل وهو مسلح من الجزائر مع رفاقه إلى المغرب.

    كانت هذه الوشاية هي التي أدت إلى اكتشاف المنظمة السرية من طرف إبراهيم المناضي حيث اتصل هذا الأخير بمصالح الأمن بالدارالبيضاء، وتم إلقاء القبض على عمر دهكون في 22 مارس 1973، وفي نفس السنة منع عبد الرحيم بوعبيد من الترافع عن عمر دهكون ومن معه بعد قبول توكيله في بداية الأمر وتم تحويله إلى شاهد في قضية أحداث 3 مارس 1973. وقال الفقيد السي عبد الرحيم بوعبيد:” بأن هذه الأحداث هي بمثابة دق ناقوس الخطر”، وكان جواب القاضي محمد اللعبي: “إننا لا نحاكم هؤلاء المتهمين بسبب أفكارهم وإنما بسبب أفعال قاموا بها “. وصدر عليه حكم بالإعدام و في صباح اليوم الثاني من نونبر 1973، أصدرت وزارة الأنباء بلاغا صحفيا جاء فيه أن المحكوم عليهم في ما يسمى بمحاكمة القنيطرة من طرف المحكمة الدائمة للقوات المسلحة الملكية المعروفين بقضية “ مولاي بوعزة” قد نفذ فيهم الإعدام يوم فاتح من نونبر 1973 في الساعة السادسة صباحا و38 دقيقة بالسجن المركزي بالقنيطرة، بحضور رئيس المحكمة ووكيل الملك ومحامي الدفاع وعددهم 15 وعلى رأسهم عمر دهكون، وصادف ذلك اليوم احتفالات عيد الأضحى.


    رياضي
    رياضي
    Admin


    عدد المساهمات : 3794
    تاريخ التسجيل : 06/07/2010

    عمر دهكون   والتورة المغدورة Empty رد: عمر دهكون والتورة المغدورة

    مُساهمة من طرف رياضي الأربعاء أكتوبر 06, 2010 4:10 pm

    <LI class=g>
    zajal1

    ولدي بنبركة، ولدي عمر. ولدي دهكون ، ولدي رحال. ما نبكي، مانتألم. ما نخسر، منتهزم. ما زالة نولد فالصباح. أو مع لعشية نتحزم. أو نعاود نقري ونعلّم ...
    www.medmesbahi.com/zajal1.html - www.medmesbahi.com/zajal1.html+%D8%B9%D9%85%D8%B1+%D8%AF%D9%87%D9%83%D9%88%D9%86&cd=109&hl=ar&ct=clnk&gl=ma" target="_blank" rel="nofollow">نسخة مخبأة
    </LI>

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 06, 2024 5:11 am