<H1 style="FONT-WEIGHT: normal; FONT-SIZE: 16px">المقاوم الشهيد شيخ العرب </H1>
كتبهامحمد عالي ، في 3 ديسمبر 2008 الساعة: 18:35 م
المقاوم الشهيد
سيدي أحمد اكوليز الملقب بشيخ العرب
سيرته الذاتية.
قبل أن ادلف في الكلام عن شيخ العرب أود القول إن النزر القليل من يعرف هؤلاء البررة من المقاومين والمخلصين للدين والوطن، ولكرامة الإنسان وصيانة الهوية المغربية ، سوى النخبة من الباحثين وثلة من المقامين الذين لازالوا على قيد الحياة .
وسيدي أحمد أكوليز من أبناء الصحراء الكرام جنوب شرق المغرب من قبيلة أكليز التابعة لعمالة طاطا فهناك ولد أحمد وتربي تربية ال الصحراء ونشأ وتعلم ،
ولم تسعفني ما اطلعت عليه من مقرؤات وما سمعت من روايات تاريخا محددا لوالدة المجاهد، لأن ذلك من سياسية الطمس التي ارتكبها العملاء والخونة في حق المجاهدين والمقاومين، غير أن اسمه الحقيقي هو أحمد اكوليز نسبة لقبيلته الصحراوية اكليز بإقليم طاطا وقد وَهِم الباحث والصحفي إدريس ولد القابلة وذكر أن اسمه هو فوزي .
أما لقب شيخ العرب وهو الاسم المشهور الذي عرف به، فقد سمي به لنكتة لطيفة ذكرها المناضل محمد لومة : وهي أنه عندما كان سجينا صُحبة زملائه لاحظ أن المعتقلين من فاس والرباط ومكناس تأتيهم واجبات خاصة من مطعم القنيطرة بينما باقي المعتقلين تأتيهم وجباتهم من مطعم السجن الرديئة فنادي بالمساواة أو الإضراب عن الطعام ولما اكتشفوا فيه الخلق الحسن والأدب الجم والتدين الخالص، آثروا تسميته بشيخ الإسلام فرفض ذلك وسموه بشيخ العرب فقبله، ومن ذلك الوقت ولقبه يرن قي أفئدة المقاومين والأعداء على السواء .
نشاطه وحياته الجهادية.
يعتبر شيخ العرب من المقاومين الكبار ونجما أضاء سماء المقاومين المغاربة، دخل في صفوف المقاومة مبكرا بإقليم طاطا سنة 1953 م وظل عضوا نشيطا وبارزا في صفوفها ، فواصل كفاحه بعد أن انخرط في وحدات جيش التحرير سنة 1956 م . حيث لاحظ وشاهد أن المستعمر الغاشم يستغل خيرات البلاد ويفتك بالعباد فكان مناضلا شهما وضرغاما لا يقهر و أبلى البلاء الحسن مع إخوانه من المجاهدين كعبد الله الصنهاجي في دحر المحتل وغيره من زملائه فكان ضابطا ممتازا في صفوف جيش التحرير بشهادة رفاقه في الكفاح ، إلى أن جاء الاستقلال الناقص باتفاقية الخزي والعار – ايكس ليبان – الذي حمل للمغاربة استقلالا لم يستفد منه لحد الآن سوى عملاء فرنسا واسبانيا وذريتهم ومن كان في ذيلهم .
لم يُعر شيخ العرب أي اهتمام للاستقلال المبتور ومعه ثلة من المقاومين المجاهدين اعتقادا منه أن جزءا كبيرا من المغرب لم ينل استقلاله بعد، بدءا من مدينة سيدي افني إلى حدود بلاد شنقيط ، وعهد نفسه وزملائه أن لا يضع السلاح حتى يندحر العدو عن آخر رقعة من البلاد.
لكن كيد الخونة ومن تبعهم من أصحاب المصالح البرجوازية والسياسين الذين استسلموا لعطاءات المصالح فباعوا البلاد بحفنة من المال، ظلت تتفقد أثر هؤلاء المجاهدين بدعوى أنهم خارجين النظام ويشكلون تهديدا لمؤسسات البلاد وأن السلاح بيد الجيش فقط ، فكان أن تتبع هؤلاء فلول المناضلين على رأسهم أفقير وبن بركة – وقد تبين لنا نحن أجيال اليوم من هم فعلا أعداء الوطن والدين والنظام فضرب الله بعضهم ببعض فلقي كل واحد حتفه بالطريقة التي تبين كيد الكائدين انتقاما لما فعلوه بالمجاهدين الأبرار - .
لم يخنع شيخ العرب لكل ذلك، وظل يكافح إلى آخر رمق في حياته ،فكان ينظم ويؤطر الخلايا في الرباط وغيرها من المدن المغربية إلى أن اعتقل سنة 1954 في سجن القنيطرة وعندما أفرج عن السجناء لم يفرج عنه، مما جعله يهرب مع زملائه واختبأ بدر أحد المقاومين بالقنيطرة قبل أن ينتقل إلى الرباط لاستئناف نشاطه والتحق بالتنظيمات التي كان يؤطرها ، وسرعان ما اختلطت الأوراق واكفهر الجو فاعتقل السياسيون والمقاومون ففر شيخ العرب إلى الجزائر فترة من الزمن مؤطرا وموجها لإخوانه المناضلين الجزائريين ومؤازرا لهم .
عاد شيخ العرب إلى المغرب فوجد الخونة قد خَلىَ لهَم الجَو وأن رائحتهم قد طفت مما جعله لا يستسيغ الوضع المزري لما آلت إليه الأوضاع من تحكم للعملاء في جميع الميادين، فظل يوجه لهم ضربات قوية في الجهاز الإداري والسياسي التابع لكيان الخونة والعملاء، ومما يروى عنه في هذا المجال أن شيخ العرب كان في زيارة لأكادير فرأى أحد المسؤولين فسأل من يكون فذكروا له وظيفة سامية في جهاز المخزن وعندها رد شيخ العرب هذا الرجل أعرفه جيدا هو من بلسورتي
( أي من جهاز الأمن السري ) وهو من قتل الشهيد محمد بن عبد الله وقبل أن يتم كلامه أجهز عليه برصاصة من سلاحه دون تردد، ويروى أيضا أن أهل قريته اشتكوا إليه تعسف وشطط قائد المقاطعة وأعوانه من المخزن فما كان منه إلا أن لبى دعوتهم فقصد هذا القائد وأطلق عليه الرصاص وأراح سكان المنطقة وعشيرته منه .
لم يرق لأفقير وزبانيته من الخونة ما يفعله شيخ العرب ، وارتجفت فرائسهم من تصرفاته مما جعلهم يحبكون خطة للانتقام منه، حيث ضل شيخ العرب عقدين من الزمن ثائرا في وجههم ومزعجا لراحتهم الخائنة.
استنفر جهاز أفقير وضل يتابع ويقتفي أثر شيخ العرب إلى أن تم حصاره صحبة زملائه يوم 7 غشت 1964 م صباحا، لم يستسلم شيخ العرب للحصار وتراشق معهم بالرصاص إلى أن استشهد رحمه الله .
هذه لمحة موجزة من سيرة الرجل العطرة بطل المقاومين الذي لم يرضى الذل والهوان وبيع الوطن للخائن والعميل، ولا الاستقلال المشروط . وعسى الأيام المقبلة تزودنا بمزيد من حياة الرجل الجهادية سواء من أقربائه أو رفاقه في الكفاح والنضال وهذا مبتغانا وكل غيور على بصمات تاريخنا العتيد