من طرف رياضي الجمعة يوليو 29, 2011 7:14 am
التنسيق النقابي الدولي هو الطريق الوحيد لمواجهة هشاشة التشغيل في ظل العولمة
في الندوة المغاربية الأولى لنقابات كوكاكولا:
الشعب
الشعب : 04 - 04 - 2009
في ضيافة الاتحاد العام التونسي للشغل وبالتعاون مع مؤسسة فريديريك ايبارت الالمانية انعقدت الندوة المغاربية الاولى لنقابات كوكاكولا بمدينة الحمامات من 5 الى 7 مارس 2009، واشرف على افتتاح الندوة ثلاثة من اعضاء المكتب التنفيذي هم الاخوة علي بن رمضان وبلقاسم العياري وحسين الديماسي وواكب اشغالها الاخ كمال سعد الكاتب العام لجامعة المعاش والسياحة وشارك في هذه الندوة ممثلون عن نقابات عمال كوكاكولا في بلدان المغرب العربي:
موريتانيا والمغرب الاقصى والجزائر وتونس اضافة الى مصر كما شارك فيها ممثلون عن نقابات البينين وألمانيا.
وأبرز الاخوة الكتاب العامون المساعدون الثلاثة والكاتب العام لجامعة المعاش والسياحة في الكلمات التي ألقوها في افتتاح الندوة مساندة الاتحاد العام التونسي للشغل لعمال مؤسسة كوكاكولا في نضالهم من اجل تحقيق مطالبهم المشروعة وترحيب الاتحاد ببعث المنظمة النقابية الدولية الجديدة التي اطلقت عليها تسمية التحالف الدولي لنقابات كوكاكولا هذه المنظمة التي انتخب الأخ حسن العريمي ممثل نقابات كوكاكولا في تونس عضوا في هيئتها المديرة ومنسقا لنقابات القارة الافريقية، وذكّر الاخوة اعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد بمواقف الاتحاد الداعمة لوحدة العمل النقابي على المستوى الدولي التي اصبحت الحاجة ماسّة اليها اليوم أكثر من اي وقت مضى في ظلّ العولمة وهيمنة الليبرالية المتوحشة على عالمنا اليوم وتحكم الشركات ذات الانشطة العابرة للقارات في الاقتصاد العالمي وأكدوا ضرورة المضي قدما في المساعي التي لا ينفك يبذلها النقابيون من اجل زيادة رصّ صفوفهم وبعث هياكل موحدة مثل التحالف الدولي لنقابات عمال كوكاكولا من أجل فرض تطبيق التشريعات الدولية للعمل في المؤسسات التابعة للشركات متعددة الجنسيات ومواجهة كل اشكال التشغيل الهشة والنيل من العمل النقابي وفرض احترام حقوق الشغالين في التنظم النقابي والعمل اللائق وتوفير الحماية للناشطين النقابيين ونظرا لأن هذه الندوة قد شكلت اول فرصة للقاء نقابيي منطقة المغرب العربي لتباحث اوضاعم كان لابد من توفير صورة واضحة لما آلت إليه الاوضاع في مختلف مؤسسات كوكاكولا في المنطقة وكان الانطلاق بتقديم تقارير وطنية (انظر العدد الماضي) وبرز من خلال هذه التقارير ان هناك تفاوتا في الاوضاع وتنوعا في المشاكل التي يواجهها عمال كوكاكولا والناشطون النقابيون وهي تتراوح بين عدم الاعتراف او التضييق الكبير على العمل النقابي في المغرب الاقصى وموريتانيا الى الاعتراف به في تونس ومصر وبرز من خلال التقارير المقدمة ان ظاهرتي التشغيل الهش واللجوء الى المناولة هما من اخطر المشاكل التي يواجهها عمال هذه الشركة، وتتولد عن هاتين المشكلتين العديد من المصاعب التي يواجهها العمل النقابي وتنظيم الشغالين وتجنيدهم من اجل الدفاع عن مطالبهم وتحسين ظروف عملهم.
ومن هنا جاء بعث التحالف الدولي لنقابات عمال كوكاكولا تتويجا لمسار طويل من النضالات منذ الثمانينيات وكان من محطاته البارزة الاجتماع الاول الذي عقد في نيويورك سنة 2003 ثم الاعتراف بالهيكل النقابي العالمي في مارس 2003 وامضاء الاتفاقية الدولية الاولى في تاريخ الشركة ثم وبعد انطلاق المفاوضات سنة 2004 بين الطرف النقابي والادارة امضيت سنة 2005 الاتفاقية المشتركة والاعتراف بالتحالف الدولي لنقابات عمال كوكاكولا وفي جويلية 2007 بدأ فريق التفاوض التابع للتحالف المفاوضات حول الاتفاق الاطاري الدولي.
وكان موضوع المناولة وهشاشة التشغيل محورا مهما في اشغال الندوة كما ناقش المشاركون مشروع خطة عمل لمواجهة هذه المشكلة وكان من بين الافكار المطروحة في هذا المجال:
ضرورة العمل على الحد من الفوارق بين العمال القارين واولئك الذين يعملون في إطار المناولة لأن من واجب المسؤول النقابي تمثيل هؤلاء العمال واخراجهم من وضع الهشاشة وفي هذ ا المجال نطرح على النقابيين ضرورة متابعة التفاوض باستمرار من اجل الخروج بالعمال من وضع العمل الهش.
التفاوض من أجل تحسين أوضاع العمال الموسميين والعرضيين والحد من انتداب العمال في إطار التشغيل الهش ، لأن اضعاف العمل النقابي وقدرة النقابات على التفاوض هي احدى الاسباب المهمة التي يسعى إليها المشغلون من وراء اعتماد العمل الهشّ اذ كلما كان وضع العامل هشا كلما كان انخراط هؤلاء العمال في النقابات اقلّ وهو ما يفتح الطريق امام المشغل لمزيد الضغط على كلفة الانتاج ومرونة التشغيل، وتفيد الدراسات أن هشاشة التشغيل تنطلق عادة من الانشطة الهامشية للمؤسسة مثل المطعم والحراسة والتنظيف والنقل ويكون الانطلاق عادة من هذه النقطة ولكنه يمتد الى انشطة اخرى بحيث يهدف الى تعويض العمال في مواقع العمل القارة في المؤسسة بعمال في اطار المناولة.
ومن خصائص العمل الهش تدني الاجور وضعف الضمانات ومحدودية الحماية ضد المخاطر الصحية وحوادث الشغل في موقع العمل ومحدودية الفرص المتاحة للتكوين والترقية المهنية.
ويتخذ التشغيل الهش اشكالا مختلفة منها المناولة والعمل الظرفي بمقتضى عقود محدودة في الزمن واللجوء الى وكالات تشغيل بالمناولة والتشغيل العرضي واللجوء المفرط الى التشغيل الموسمي او التشغيل في اطار التدريب.
ولهذا يطرح على النقابات السعي الى:
ايقاف ظاهرة العمل الهش، بإمضاء اتفاقات مع المشغل تضمن تحديد نسبة العمال المرسمين وترسيم العمال الظرفيين والحد من اللجوء الى التشغيل الهش وضم العمال في اطار العمل الهش الى النقابات وفرض شمولية ظروف عمل واحدة لكل العمال بمن فيهم اولئك الذين يعملون في إطار العمل الهش.