[size=16]إن أكبر تكريم لفقيدنا محمد مطيع هو السير على نفس المسار الذي ساهم في بنائه و أستشهد و أعتقل و اغترب من أجله عدد كبير من المناضلين و لا يجب تغييبهم من الذاكرة و خاصة أن اليوم يقبع في سجن بني ملال شيخ المعتقلين السياسيين محمد بوكرين و هو يناهز 73 سنة من عمره و أحد رموز هذا المسار النضالي الطويل، بالإلتفاف حوله و التضامن معه و مواسات عائلته و تجنيد كل الطاقات من أجل إطلاق سراحه و عودته إلى زوجته السيدة فاطمة العماري التي نشد على أياديها بهذه المناسبة.
المناضل ادريس البنعيسي
في كلمة عائلة اصدقاء ورفاق الفقيد محمد مطيع
بتاريخ 12/01/2008 نظم رفاق و أصدقاء الفقيد محمد مطيع وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي– فدرالية أوربا بقاعة مكونات الجالية العربية ببروكسيل الذكرى الأربعينية لرحيل الفقيد .
و يمكن القول أن كل تفاصيل الذكرى تحمل من الدلالات ما يعكس الخصائص المميزة للفقيد محمد مطيع أو سليمان الاسم الحركي الذي تابعه طوال حياته ، شهامته ،موقعه في جبهة الصراع السياسي ، إنسانيته، أخلاقه ، بساطته في الحياة اليومية التي لم تكلف المناضلين شيئا كما سيأتي في بعض الشهادات، ومميزات أخرى تفيد بان سليمان نموذج نادر في ساحة الفعل السياسي .
إنه انطباع جماعي لرفاقه وأصدقائه و لمناضلين لم يتشرفوا بمعرفة الفقيد عن قرب، بدا في تساؤلاتهم وشغفهم في معرفة المزيد من التفاصيل حول حياته اليومية السياسية والاجتماعية وتجربته النضالية الرائدة.
و زاد من نوعية اللقاء شكل تنظيم الجلسة التي توحي بأنه لقاء حميمي يدور بين مختلف الحاضرين، حيث المنصة لا وجود فعلي لها، من كونها غارقة في نفس العمق و المستوى الذي يميز قاعة الحضور.
و هكذا تفصل طاولة منحدرة بين المناضلة حياة برادة التي ستدير اللقاء رفقة المناضل إدريس البنعيسي الذي يمثل أصدقاء ورفاق الفقيد. و على الجدران المباشر صور ديابورامية للفقيد تتحرك على مدار اللقاء، تبرز بعض محطات حياته الأخيرة صحبة أفراد عائلته ومجموعة من رفيقاته و رفاقه إبان المؤتمر الوطني السادس لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، أوفي اللحظات المهمة في حياته و هي أيام استقباله بعد عودته من المنفى.
وفي الواجهة المباشرة للمنصة يقف المناضل بنعدي فادي رئيس مكونات الجالية العربية ببلجيكا ومنسق لجنة التضامن مع محمد بوكرين و كافة المعتقلين السياسيين ببلجيكا و المسئول عن إدارة التغطية المباشرة للقاء و بثه من إذاعة الثقافة الثالثة على الموجة العربية ببروكسيل ليتابع تفاصيل الحدث بدقة، و وضع الوصلات الموسيقية المتميزة و التي تثير زمن النضال الديمقراطي المتقدم، واحدة منها بصوت الفقيد مطيع أثناء إدارته لإذاعة" صوت التحرير صوت الجماهير بليبيا" .
كان الحضور متنوعا، من أجيال مختلفة منها من عاشرت الفقيد إلى الأجيال الجديدة من أبناء المهاجرين ، مناضلون قادمون من مختلف مناطق أوروبا ( فرنسا هولاند وبلجيكا..)و طبعا كان اللقاء مناسبة لأصدقاء و رفاق الفقيد و بعض أعضاء عائلته لاستعادة ذكريات الاغتراب السياسي في كل من ليبيا سوريا والعراق والجزائر و بلجيكا وحتى الأغوار وفلسطين..
فإذا كان الحضور و شكل القاعة المتميز قدما انطباعا محددا أسلفناه سابقا ، فقد أضافت له الشهادات والكلمات وما تبقى من مواد اللقاء طابعا خاصا جعله يشكل مرجعا لمعرفة مرحلة بأكملها رغم محدودية الوقت المخصص لذلك و محاولات اختصار التجربة وتلخيصها في جمل قصيرة، وذاك ما زاد من رغبة الحضور في معرفة تفاصيل حياة المناضل مطيع .
و الملاحظة التي يمكن استخلاصها من مواد اللقاء هو أن قراءة تجربة مطيع هي في ذاتها قراءة لتجربة تاريخ الحركة التقدمية والديمقراطية والتحولات والتطورات التي عرفتها في ما يدعى بسنوات الرصاص وبالأخص تجربة الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ، مرورا بتجربة 3مارس و حركة الاختيار الثور الذي كان له دور أساسي في تأسيسها مرورا بالاتحاد الاشتراكي ثم الطليعة الديمقراطي الاشتراكي.
و يصعب على المرء و بالأخص من لم يطلع على هذه التجربة أن يدرك مدى سموها في الكفاح من أجل بناء وطن ديمقراطي، والمعانات التي تكبدها مناضلوها وأآثارها على عائلاتهم وحياتهم الاجتماعية.
في وقت تعددت فيه المواجهات، بتعدد الخصوم الذين قاموا بكل ما يملكون وما لا يملكون من أجل إفشال هذه التجربة.
فالنظام بمخابراته وأعينه التي تتابع وتطارد تحركات المناضلين أينما حطت أقدامهم سواء في أوروبا أو في المغرب العربي أو المشرق العربي، والذي تعرض في إطارها المناضل سلميان لاعتداء شنيع في سوريا كما سيأتي في شهادة المناضل فيصل الذي عاش تجربة دمشق مع المناضل مطيع، و التشويش على الحركة الاتحادية من الداخل والخارج الذي مارسته بعض العناصر المعروفة بعدائها لهذه التجربة. ناهيك عن المواجهات التي جاءت بسبب التشبث بمغربية الصحراء كموقف تاريخي والذي سيجعل المناضلين يعانون لفترة طويلة في الجزائر التي ترقبت تحركاتهم بعد رفضهم للموقف الانفصالي .
تجربة الاغتراب السياسي لم تكن رغبة بل اضطرارا فرضه واقع الصراع السياسي بالمغرب وذلك لسببين الأول لسلامة الجسد من عنف النظام ليتمكن من الفعل في ظروف أفضل ثم البحث عن إمكانية لتوسيع دائرة الفعل على الصعيد ألأممي والقومي من اجل تحقيق أهداف الحركة في بناء الوطن المنشود. وهكذا و بعد صراع مرير مع بعض المتنفذين في قيادة الاتحاد استطاع المناضلون أن يؤسسوا لتجربة فريدة لم تعطى لها أهميتها في تاريخ حركة اليسار في المغرب بل في التاريخ السياسي لما بعد الاستقلال الشكلي.
وإذا لم تحقق هذه التجربة أهدافها السامية في البناء الديمقراطي المتميز بالسيادة الشعبية، فقد أفلحت على الأقل في إرغام النظام على سلوك درب آخر تجاه الحركة التقدمية والديمقراطية المتمثل في اختيار ما يسمى ب"المسلسل الديمقراطي" والذي استفادت به حفنة من العناصر الدخيلة على الحركة التقدمية من جهة ، ومن جهة ثانية كان لتلك التجربة أن تعلن عن نهاية الوهم بإمكانية التغيير من خلال المغامرات الغير المحسوبة والعقلية الانقلابية لتؤسس لاختيار النضال الديمقراطي و الجماهيري بقناعة راسخة من أجل تغيير حقيقي يحقق وطن ديمقراطي متحرر واشتراكي.
إن الاستماع للشهادات التي قدمت في هذا اللقاء ، يثير نوع من الإحساس وكان الشهود اتفقوا بينهم لجعل تلك الشهادات في مجملها لوحة مترابطة تحترم النسق الضروري للتأريخ لتجربة المناضل مطيع، والحق أن ذلك غير وارد ، وان الانسجام بين الشهادات كان نتاجا لميزة المناضل مطيع وثبات خصائص حياته الاجتماعية السياسية والفكرية و الأخلاقية.
شهادة المناضلة حياة برادة
افتتحت اللقاء شابة من الجيل الثالث من عائلة الفقيد كرمز للاستمرارية، بعد ترحيبها بالحضور و تقديم رئاسة اللقاء، أخذت الكلمة المناضلة حياة برادة التي طلبت من الحضور الوقوف دقيقة صمت ترحما على الفقيد، إكبارا وإجلال له لما قدمه من تضحيات من أجل وطن يعيش فيه أبنائه بكرامة وحرية. والمناضلة حياة التي أدارت اللقاء لم يكن هذا دورها الوحيد في الذكرى الأربعينية، بل كانت لها كلمة خاصة بها وهي التي عرفت الفقيد و عايشته في ظروف عصيبة من تاريخ الحركة الاتحادية الأصيلة وذلك في شهر مايو من سنة 1973 أي شهرين بعد انتفاضة 3مارس التي فقد فيها الحزب خيرة أبنائه شهداء في المواجهة مثل محمود بنونة أو بحكم الإعدام المنفذ في حقهم مثل عمر دهكون وغيرهم.
لذلك كان لكلمتها وقع خاص و هي تقدم اللقاء، مستعينة بذاكرة زمن البارود، لتقدم رؤية دقيقة حول شخصية المناضل سليمان، ذكريات عن الاغتراب السياسي في ليبيا أو قل في قلعة من المواقع الفاعلة في مسار الحزب سنوات بداية السبعينات.
عرفته باسم سليمان الاسم الحركي ، آنذاك لم يكن ضروريا معرفة الأسماء الحقيقية للمناضلين ولا من أين أتوا وما هي مهامهم ومهنتهم الحقيقة،حيث كانت القناعات السياسية والنضال من أجل الحرية هي الرابط الرئيسي بين المناضلين ووحدها توفر الثقة في ما بينهم.
آنذاك كانت حياة من النساء القلائل اللواتي التحقن بالحركة الاتحادية الأصيلة، وهي في مقدمة شبابها تغامر بالانتماء لتيار يرعب النظام عند سماع اسمه. مذكرة بطبيعة ما كان يحمله المناضلين آنذاك من وعي بمخاطر المهام. و كيف كان سليمان واحد من المناضلين الذي يحول الأحزان والهموم إلى فرجة وابتسامة تزيل آثار فقدان العائلة والترهيب الذي يتعرض له المناضلين وعائلتهم، مرة بنقده اللاذع لواقع الصراع السياسي و الاجتماعي، ومرة بنكت ساخرة تفجر بهدف الترويج على نفوس المناضلين.
ومن اجل المزيد من التعريف بالفقيد تذكر حادثة مازالت تذكر بين المناضلين ،عندما كانت رفقة بعض المناضلين في إحدى شوارع طرابلس وكان سليمان يشاهدهم من بعيد ، وكانت المرأة الوحيدة بينهم واقترح سليمان بسخرية لاذعة تغيير اسمها الحركي ليصبح "بوشعيب" بدل اسم عيشة وذلك لإيهام البوليس الذي كانت أعينه لا تفارق المناضلين، والحقيقة أن دلالة أخرى تعكسها هذه الحادثة وهي اعتراف بشهامة وشجاعة انتماء هذه المرأة إلى خط كخط النار.
لحد الآن مازال المناضلون يتذكرون هذه الحادثة ، وعندما التقت حياة بسليمان في الدار البيضاء سنة2006 دعاها باسم "بوشعيب" ليعيد الذاكرة مرة أخرى لتحيى ظروف المنفى والاغتراب السياسي.
و حتى في السنوات الأخيرة من حياة الفقيد كان له الأمل في تجميع قدماء اللاجئين من أجل الذاكرة و من أجل قناعة الدفاع حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية وغيرها
رافق الفقيد سليمان الفقيد "عبد الغني بوستة" في عدد من المراحل الصعبة السرية والعلنية كان متواجدا في كل المعارك، الاختيار الثوري، حقوق الإنسان، الهجرة ، النضال ضد الوداديات الموجهة ضد المناضلين بالخارج...
وفي ختام كلمتها وقفت حياة عند خصال زوجة الفقيد فاطمة التي كانت لها الشجاعة ان ترافقه في كل مراحل في بلجيكا وليبيا باحترام لقناعته ومكنته أن يمارس قناعته في جو من الاحترام ...
وتختم المناضلة حياة كلمتها بقولة للفقيد "عبد الغني بوستة "عندما قال يوما " يمكن تدمير حياة بعض الرجال لكن لا يمكن تركيعهم"
شهادة المناضل ادريس البنعيسي
كان لأصدقاء الفقيد القادمين من مختلف أنحاء أوروبا والذين لم يتمكنوا من الحضور كلمة تعبر عن الحزن الذي طالهم برحيله، وهم الأكثر إدراكا لما شكله الفقيد في تاريخ الحركة الاتحادية الأصيلة ، وقد ألقى الكلمة باسمهم المناضل إدريس البنعيسي الذي كانت له علاقة حميمية بالفقيد في مختلف المحن التي عرفتها التجربة .
و قد أبرز "المناضل البنعيسي" بجمل التعزية لعائلة الفقيد وخاصة زوجته فاطمة وابنتيها سندس ومنى مدى الحزن الذي طال رفاق الفقيد ، ليذكر بموقع الفقيد ورفاقه في ما عانوه في المنافي سواء في المشرق العربي او المغرب العربي و مختلف الأطوار التنظيمية التي خاضها الفقيد على امتداد ما يقارب نصف قرن من الزمن، مشيرا إلى خصاله كمناضل صادق ومتفاني بهدف تحقيق مجتمع الحرية والعدالة وإعلاء كلمة الشعب وإقرار سيادته سواء في نضاله في إطار الحركة الطلابية أو في نضاله الحزبي العلني والسري والنضال السلمي والمسلح بجانب الشعب الفلسطيني إلى العمل الجمعوى بالهجرة والعمل الحقوقي بالمغرب
ذكر المناضل البنعيسي بلحظات من تاريخ الفقيد منذ التحاقه بشبيبة الحركة الاتحادية مرور بالمراحل الصعبة التي عرفها الحزب و حضوره الفعال في الحركة التقدمية وتواجده في التظاهرات القومية والدولية من اجل تحقيق المجتمع البديل والتحاقه بالأغوار عندما تطلبت الضرورة ذلك ،و ذكر بما قدمه الفقيد من تضحيات في الحركة التصحيحية التي ستعرف بحركة 3مارس والتي ستنتهي بسقوط العديد من الشهداء بسبب تخلف القيادة الاتحادية ومراوغاتها والزج بالمآة في السجون مما أصبح يعرف بسنوات الرصاص. ولم يكن غريبا أن يكون المناضل مطيع احد المبادرين بتأسيس حركة الاختيار الثوري كحركة تصحيحية جعلت المراجعة والنقد والنقد الذاتي داخل الحركة الاتحادية خاصة والحركة الوطنية الديمقراطية المغربية عامة على رأس مهامها وأولوياتها.
وذكر بان نضال الفقيد لم يقتصر على النضال من اجل قضية الشعب المغربي فحسب بل تجاوزه ليقدم تضحيات من اجل الشعب الفلسطيني والقضايا القومية العربية وكان مناضلا بعيد عن الأضواء يمارس مهامه بتفاني ملتزما بقناعته المبدئية سواء عندما كان في المشرق العربي أو في الجزائر وليبيا أو في أوروبا وبالتحديد بلجيكا
في زمن الردة الذي أصبح فيه الصدق والإخلاص نادرا ، كان تلك ميزات رفيقنا مطيع ، رافضا كل الإغراءات المادية التي كانت في متناول يديه في المهجر كما في المغرب عندما التحق برفاقه في الوطن التحق والتحم بالإطارات المناضلة المنتدى المغرب من اجل الحقيقة والإنصاف والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، و في آخر حضور سياسي له كان في المؤتمر السادس لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي قبل أن يغادرنا إلى الأبد.
وفي ختام الكلمة اعتبر الأخ البنعيسي ان أحسن تكريم للفقيد يكمن في نهج اختياراته ومبادئه وأهدافه التي كلفت هذا الشعب تضحيات جسام من شهداء ومعتقلين التي لا يجب تغيبهم من الذاكرة ، ولم يفت الأخ "إدريس البنعيسي" أن يذكر بما يعرفه الوضع الراهن حيث يوجد احد مناضلي هذا التاريخ اليوم بسجن بني ملال شيخ المعتقلين السياسيين محمد بوكرين و هو يناهز 73 سنة من عمره و أحد رموز هذا المسار النضالي الطويل، و دعا إلى التضامن معه ومواساة عائلته.
شهادة ابراهيم اوشلح ( رسالة مكتوبة تلاها الأخ إدريس البنعيسي)
جاءت رسالة إبراهيم أوشلح والتي تلاها الأخ إدريس البعيسي لتزيد من التعريف بحياة المناضل مطيع وتؤكد على حضور الفقيد القوي في تأطير هذه الحركة وتوجيهها و تحمل مسؤوليات قيادتها .
لقد كان المناضل مطيع سليمان من ضمن مجموعة طرابلس كما سماها الأخ إبراهيم أوشلح والتي أصبح بعض مناضليها، رموزا للنضال الديمقراطي بعضهم سقطوا شهداء في معارك مسلحة ضد النظام في 3مارس 1973، وبعضهم اختطفوا ومنهم من زادت معاناته جرحا ومرضا إلى أن توفي متمسكا بقناعاته ومبادئه ، وعلى سبيل النموذج لا الحصر يذكر إبراهيم اوشلح الأسماء التالية:
الشهيد محمد بنونة،الشهيد الحسين المانوزي،الرفيق بوزاليم،الرفيق محمد البصري الفقيه،الشهيد عبد الغني بوستة،
فحسب الشهادة فإن المناضل مطيع تحمل مسؤولية إذاعة " صوت التحرير صوت الجماهير"....في ليبيا في ظروف عصيبة كان يعيشها الحزب بعدما التحق المناضل "محمد التوزاني" الذي كان مسئولا عنها إلى دمشق رفقة "إبراهيم اوشلح".
كانت قومية الحركة و أمميتها منطلقا مبدئيا لدى مناضلي الحركة الاتحادية، و تكرس ذلك بتجربة وفكر الشهيد المهدي الذي تعالى صوته ألأممي بمواقفه التقدمية والديمقراطية، ولم يكن لمناضلي هذه التجربة غير الاستمرار في هذا النهج وتعددت علاقاتهم بمختلف التيارات الماركسية والتحررية و التقدمية الأممية والقومية ، وهكذا فقد التحق العديد منهم بساحة الشرف يوم دعي الأمر ذلك في أواخر الستينات وبداية السبعينات بفلسطين والاهوار الغنية عن التعريف .
كان لحضور مناضلي الحركة الاتحادية الأصيلة في المعركة ضد الكيان الصهيوني أن يرفع من قيمة مناضليه في أعين القيادات والقواعد الفلسطينية ، لذلك لا نستغرب في ان نسمع من إبراهيم اوشلح يحدثنا عن مساهمة الفقيد مطيع في النضال ضد الكيان الصهيوني، و يتحدث عن علاقاته بزعماء القيادة الفلسطينية من مختلف تياراتها وبالأخص فتح والجبهة الشعبية. وجاء في الرسالة أنه في لقاء لإبراهيم اوشلح مع الفقيد مطيع وهو طريح الفراش بالمستشفى أنهم نبشوا في الماضي ليفشوا في ما بينهما بعض الإسرار التي كانت مكتومة بسبب ظروف العمل السري النضالية وفي هذا الاطار تم ذكر علاقة الفقيد بأحمد جبريل قائد الجبهة الشعبية القيادة العامة و وديع حداد المدير القيادي للجناح العسكري للجبهة الشعبية . و ان الفقيد مطيع تحمل مسؤوليات فلسطينة مع القائدين الشهيدين أبو جهاد وأبو نضال.
و حسب رسالة الاخ" ابراهيم اوشلح" فان المناضل الفقيد محمد مطيع تحمل المسؤوليات التالية:
- مسؤول عن إذاعة صوت التحرير صوت الجماهير مع المناضل" التوزاني " في طرابلس.
- مسؤول عن العلاقة مع الثورة اللبية.
- مسؤول عن العلاقة مع منظمة التحرير الفلسطينية حيث اعتبره الفلسطينيون أحد المسؤولين في أجهزتهم المقاتلة.
- مسؤول عن العلاقات مع حركات التحرر العربية و حركات التحرر الإفريقية المقيمة في طرابلس آنذاك.
- مسؤول عن تنظيم الجالية المغربية في ليبيا.
كلمة حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي - فدرالية أوروبا
بعد ذلك جاءت كلمة حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي –فدرالية أوروبا والتي ألقاها الأخ "عبد الحق القاص" ، وبعد شكر الحضور على تلبية الدعوة والتعبير عن مدى الحزن العميق لمناضلي الحزب بفقدان الفقيد الشهم محمد مطيع والتأكيد على الميزات النضالية للفقيد وقناعاته الفكرية والسياسية قدم باسم حزب الطليعة تعازيه الحارة لعائلة الفقيد وكافة أصدقائه ورفاقه.
ولم يفت حزب الطليعة أن يعيد التذكير بتاريخ الفقيد السياسي منذ التحاقه بالاتحاد الوطني للقوات الشعبية ثم المغامرة بالانتماء إلى الصف الديمقراطي و مغادرة الوطن اضطرارا والاستمرار في بناء الأداة السياسية التي كلفت المناضل تضحيات جسام، مرور بحركة 3مارس وبناء حركة الاختيار الثوري التي ساهم فيها بشكل كبير مواجها الخط ألتحريفي الذي هيمن على الحزب .
وجاء في الكلمة أنه من خلال الاطلاع على تجربة الفقيد مطيع، يتأكد أن محطات مساره النضالي لا تعد ولا تحصى، و تؤرخ لحركة سياسية طبعت مسار تاريخ البلاد واهم التحولات التي عرفتها، مما يعني ذلك حضوره وفعاليته الدائمة مع رفاقه من أجل تحقيق تلك القناعات التي ناضلوا من أجلها والتي تتلخص في بناء وطن حر ديمقراطي واشتراكي. ، فقد كانت هذه المحطات وحدها بقدر ما تؤرخ لمسار مناضل متمسك بمنطلقات وقناعات ديمقراطية ، بقدر ما تؤرخ لمسار تجربه سياسية متميزة لليسار المغربي.
ولم يفت حزب الطليعة كذلك أن يؤكد على مواقف الفقيد بالتطورات التي عرفتها الساحة السياسية في العقود الأخيرة والتي تؤكد أن المخزن لم يتخلى عن إستراتيجية القمع ،وذلك ما جعله حتى بعد عودته من المنفى ان يلتحق بالإطارات الجماهيرية للدفاع عن حقوق الإنسان.
وقد اتضحت استمرارية المخزن على نهج زمن الرصاص في الاعتقالات التي عرفتها الساحة السياسية في السنة الأخيرة حيث اعتقل عدد من المناضلين على خلفية المس بالمقدسات و على رأسهم الشيخ المناضل محمد بوكرين والذي يعاني بأوضاع صحية خطيرة وأوضاع قاسية للإقامة في سجن بني ملال.
وهكذا وفي إطار هذا الوضع طالب الحزب بالإطلاق الفوري لسراح المناضل محمد بوكرين شيخ المعتقلين وطالب بالكشف عن الحقيقة حول الانتهاكات الجسيمة...
شهادة المناضل فيصل
كان المناضل فيصل مسؤول عن الحركة الطلابية في العراق ، وفي انتقاله إلى دمشق التي لا يعرف عنها الكثير، في وقت كانت الظروف صعبة لتحقيق مأوى وإقامة مريحة سيكون في استقباله الفقيد مطيع. احتضنه ووفر عليه مشاق معانات البحث عن إمكانيات التعرف على المكان الجديد.
كانت لهذه الأيام أن توشم في ذاكرة فيصل ولا تفارقه لحد الساعة خاصة بعض الإحداث النضالية بما فيها اعتداءات البوليس على المناضل مطيع وتعذيبه جسديا . وفي هذا الإطار يذكر أحد خصال المناضل مطيع وهي التسامح والصدر الواسع الذي كان يتميز به مطيع، حيث بعد الاعتداء عليه حاول المناضلون البحث عن أساليب الانتقام لكنه رفض بشدة معتبرا ذلك غير ملائم وليس من سمات المناضلين.
كلمة فيصل رغم أنها أكدت في البداية أنها لا تريد الخوض في الميزات السياسية والنضالية للمناضل مطيع فقد جاء فيها عدد من ما يشير على قوة الصمود و المواقف النبيلة السياسية ، فقد كان الجانب الأخلاقي أكثر الجوانب المتناولة في الكلمة وكذا الميزة الأساسية التي تميز الفقيد وهي القدرة على السخرية وإنتاج النكتة الساخرة في أي لحظة
و من النوادر التي مازالت عالقة في ذهن المناضل فيصل هي تلك المتعلقة بثلاث بطيخات كان قد اشتراهما فيصل وهم في دمشق، وبسبب حرارة الصيف آنذاك قام فيصل من وضع تلك البطيخات تحت قطرات ماء حنفية الماء الصالح للشرب،منتظرا أن يؤكلاهم في ما بعد، و مضى إلى قضاء عمله وأثناء عودته للبحث عن البطيخات لم يجدهم ، واندهش لذلك وانتظر إلى الغد ليعرف من الفقيد مطيع ما حصل للبطيخات ، و طبعا التقيا بعد غد لتناولا الغذاء معا فطرح فيصل السؤال حول على مطيع لكن مطيع أجابه إجابة لم تكن منتظرة ، مصطنعا النرفزة الساخرة قائلا : لقد ذابت تلك البطيخات تحت الماء، فكيف تضعهم تحت الماء وهم بهذا الحجم الصغير ، والحقيقة أن الأخ مطيع كان قد أكلهم .
ولفيصل عدد من النوادر من هذا النوع مازالت تربطه بذاكرة زمن المنفى والاغتراب السياسي خاصة مع الفقيد مطيع.
كلمات و مواد أخرى
بعد ذلك ألقى الرفيق" المحجوب بنموسى" ، قصيدة شعرية مرثية للمناضل الفقيد سليمان مبرزا فيها خصال الصمود ، و الأخلاق وغيرها من الميزات المعروفة عن الفقيد.
وقدم المناضل الشهابي عبد الرحمان رئيس جمعية المغاربة بفرنسا تعزية لعائلة الفقيد مبرزا الصمود الرائع للعائلة والتقدير لزوجة الفقيد التي أثبتت بحق قدرتها على تجاوز المحن والتي رافقت الفقيد في مختلف المراحل الصعبة التي مر بها.
و ألقى فيما بعد يوسف الطاهري قصيدة زجلية تحت عنوان "حكا لي طير البيضاء "،
كما تلا مصطفى العشاق نصا نثريا تخليدا للفقيد محمد مطيع سليمان و بعد إيقاعات موسيقية غيوانية أدتها مجموعة من الشباب اختتمت اللقاء نجاة بوحديد بكلمة باسم عائلة الفقيد شاكرة رفاقه و أصدقائه وذكرت الحضور بجو التآخي والتضامن الذي كان يسود في بداية الثمانينات في وسط مناضلي حركة الاختيار الثوري إبان تعرفها على الفقيد و رفاقه و أصدقائه.
في جو من الحماس والرغبة في تعميق المعرفة حول تجربة الفقيد ورفاقه ، انتهى اللقاء في شكله الرسمي لتستمر النقاشات بهم المزيد من إدراك هذا التاريخ الغني بصفحات النضال البطولي للحركة الاتحادية الاصيلة وهمجية القمع الشرس الذي تعرضت له والتي كان من مخلفاته مآت الشهداء و آلاف المعتقلين ، وطبعا كان وضع حقوق الإنسان الراهن محط تداول بين المناضلين ، بما فيها اعتقالات فاتح ماي و اعتقالات انتفاضة صفرو وعلى رأس ذلك وضع المناضل محمد بوكرين المعتقل بسجن بني ملال وهو يناهز 73 سنة من العمر في ضل وضعية صحية تبعث على القلق حول مصيره.[/size]
المناضل ادريس البنعيسي
في كلمة عائلة اصدقاء ورفاق الفقيد محمد مطيع
بتاريخ 12/01/2008 نظم رفاق و أصدقاء الفقيد محمد مطيع وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي– فدرالية أوربا بقاعة مكونات الجالية العربية ببروكسيل الذكرى الأربعينية لرحيل الفقيد .
و يمكن القول أن كل تفاصيل الذكرى تحمل من الدلالات ما يعكس الخصائص المميزة للفقيد محمد مطيع أو سليمان الاسم الحركي الذي تابعه طوال حياته ، شهامته ،موقعه في جبهة الصراع السياسي ، إنسانيته، أخلاقه ، بساطته في الحياة اليومية التي لم تكلف المناضلين شيئا كما سيأتي في بعض الشهادات، ومميزات أخرى تفيد بان سليمان نموذج نادر في ساحة الفعل السياسي .
إنه انطباع جماعي لرفاقه وأصدقائه و لمناضلين لم يتشرفوا بمعرفة الفقيد عن قرب، بدا في تساؤلاتهم وشغفهم في معرفة المزيد من التفاصيل حول حياته اليومية السياسية والاجتماعية وتجربته النضالية الرائدة.
و زاد من نوعية اللقاء شكل تنظيم الجلسة التي توحي بأنه لقاء حميمي يدور بين مختلف الحاضرين، حيث المنصة لا وجود فعلي لها، من كونها غارقة في نفس العمق و المستوى الذي يميز قاعة الحضور.
و هكذا تفصل طاولة منحدرة بين المناضلة حياة برادة التي ستدير اللقاء رفقة المناضل إدريس البنعيسي الذي يمثل أصدقاء ورفاق الفقيد. و على الجدران المباشر صور ديابورامية للفقيد تتحرك على مدار اللقاء، تبرز بعض محطات حياته الأخيرة صحبة أفراد عائلته ومجموعة من رفيقاته و رفاقه إبان المؤتمر الوطني السادس لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، أوفي اللحظات المهمة في حياته و هي أيام استقباله بعد عودته من المنفى.
وفي الواجهة المباشرة للمنصة يقف المناضل بنعدي فادي رئيس مكونات الجالية العربية ببلجيكا ومنسق لجنة التضامن مع محمد بوكرين و كافة المعتقلين السياسيين ببلجيكا و المسئول عن إدارة التغطية المباشرة للقاء و بثه من إذاعة الثقافة الثالثة على الموجة العربية ببروكسيل ليتابع تفاصيل الحدث بدقة، و وضع الوصلات الموسيقية المتميزة و التي تثير زمن النضال الديمقراطي المتقدم، واحدة منها بصوت الفقيد مطيع أثناء إدارته لإذاعة" صوت التحرير صوت الجماهير بليبيا" .
كان الحضور متنوعا، من أجيال مختلفة منها من عاشرت الفقيد إلى الأجيال الجديدة من أبناء المهاجرين ، مناضلون قادمون من مختلف مناطق أوروبا ( فرنسا هولاند وبلجيكا..)و طبعا كان اللقاء مناسبة لأصدقاء و رفاق الفقيد و بعض أعضاء عائلته لاستعادة ذكريات الاغتراب السياسي في كل من ليبيا سوريا والعراق والجزائر و بلجيكا وحتى الأغوار وفلسطين..
فإذا كان الحضور و شكل القاعة المتميز قدما انطباعا محددا أسلفناه سابقا ، فقد أضافت له الشهادات والكلمات وما تبقى من مواد اللقاء طابعا خاصا جعله يشكل مرجعا لمعرفة مرحلة بأكملها رغم محدودية الوقت المخصص لذلك و محاولات اختصار التجربة وتلخيصها في جمل قصيرة، وذاك ما زاد من رغبة الحضور في معرفة تفاصيل حياة المناضل مطيع .
و الملاحظة التي يمكن استخلاصها من مواد اللقاء هو أن قراءة تجربة مطيع هي في ذاتها قراءة لتجربة تاريخ الحركة التقدمية والديمقراطية والتحولات والتطورات التي عرفتها في ما يدعى بسنوات الرصاص وبالأخص تجربة الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ، مرورا بتجربة 3مارس و حركة الاختيار الثور الذي كان له دور أساسي في تأسيسها مرورا بالاتحاد الاشتراكي ثم الطليعة الديمقراطي الاشتراكي.
و يصعب على المرء و بالأخص من لم يطلع على هذه التجربة أن يدرك مدى سموها في الكفاح من أجل بناء وطن ديمقراطي، والمعانات التي تكبدها مناضلوها وأآثارها على عائلاتهم وحياتهم الاجتماعية.
في وقت تعددت فيه المواجهات، بتعدد الخصوم الذين قاموا بكل ما يملكون وما لا يملكون من أجل إفشال هذه التجربة.
فالنظام بمخابراته وأعينه التي تتابع وتطارد تحركات المناضلين أينما حطت أقدامهم سواء في أوروبا أو في المغرب العربي أو المشرق العربي، والذي تعرض في إطارها المناضل سلميان لاعتداء شنيع في سوريا كما سيأتي في شهادة المناضل فيصل الذي عاش تجربة دمشق مع المناضل مطيع، و التشويش على الحركة الاتحادية من الداخل والخارج الذي مارسته بعض العناصر المعروفة بعدائها لهذه التجربة. ناهيك عن المواجهات التي جاءت بسبب التشبث بمغربية الصحراء كموقف تاريخي والذي سيجعل المناضلين يعانون لفترة طويلة في الجزائر التي ترقبت تحركاتهم بعد رفضهم للموقف الانفصالي .
تجربة الاغتراب السياسي لم تكن رغبة بل اضطرارا فرضه واقع الصراع السياسي بالمغرب وذلك لسببين الأول لسلامة الجسد من عنف النظام ليتمكن من الفعل في ظروف أفضل ثم البحث عن إمكانية لتوسيع دائرة الفعل على الصعيد ألأممي والقومي من اجل تحقيق أهداف الحركة في بناء الوطن المنشود. وهكذا و بعد صراع مرير مع بعض المتنفذين في قيادة الاتحاد استطاع المناضلون أن يؤسسوا لتجربة فريدة لم تعطى لها أهميتها في تاريخ حركة اليسار في المغرب بل في التاريخ السياسي لما بعد الاستقلال الشكلي.
وإذا لم تحقق هذه التجربة أهدافها السامية في البناء الديمقراطي المتميز بالسيادة الشعبية، فقد أفلحت على الأقل في إرغام النظام على سلوك درب آخر تجاه الحركة التقدمية والديمقراطية المتمثل في اختيار ما يسمى ب"المسلسل الديمقراطي" والذي استفادت به حفنة من العناصر الدخيلة على الحركة التقدمية من جهة ، ومن جهة ثانية كان لتلك التجربة أن تعلن عن نهاية الوهم بإمكانية التغيير من خلال المغامرات الغير المحسوبة والعقلية الانقلابية لتؤسس لاختيار النضال الديمقراطي و الجماهيري بقناعة راسخة من أجل تغيير حقيقي يحقق وطن ديمقراطي متحرر واشتراكي.
إن الاستماع للشهادات التي قدمت في هذا اللقاء ، يثير نوع من الإحساس وكان الشهود اتفقوا بينهم لجعل تلك الشهادات في مجملها لوحة مترابطة تحترم النسق الضروري للتأريخ لتجربة المناضل مطيع، والحق أن ذلك غير وارد ، وان الانسجام بين الشهادات كان نتاجا لميزة المناضل مطيع وثبات خصائص حياته الاجتماعية السياسية والفكرية و الأخلاقية.
شهادة المناضلة حياة برادة
افتتحت اللقاء شابة من الجيل الثالث من عائلة الفقيد كرمز للاستمرارية، بعد ترحيبها بالحضور و تقديم رئاسة اللقاء، أخذت الكلمة المناضلة حياة برادة التي طلبت من الحضور الوقوف دقيقة صمت ترحما على الفقيد، إكبارا وإجلال له لما قدمه من تضحيات من أجل وطن يعيش فيه أبنائه بكرامة وحرية. والمناضلة حياة التي أدارت اللقاء لم يكن هذا دورها الوحيد في الذكرى الأربعينية، بل كانت لها كلمة خاصة بها وهي التي عرفت الفقيد و عايشته في ظروف عصيبة من تاريخ الحركة الاتحادية الأصيلة وذلك في شهر مايو من سنة 1973 أي شهرين بعد انتفاضة 3مارس التي فقد فيها الحزب خيرة أبنائه شهداء في المواجهة مثل محمود بنونة أو بحكم الإعدام المنفذ في حقهم مثل عمر دهكون وغيرهم.
لذلك كان لكلمتها وقع خاص و هي تقدم اللقاء، مستعينة بذاكرة زمن البارود، لتقدم رؤية دقيقة حول شخصية المناضل سليمان، ذكريات عن الاغتراب السياسي في ليبيا أو قل في قلعة من المواقع الفاعلة في مسار الحزب سنوات بداية السبعينات.
عرفته باسم سليمان الاسم الحركي ، آنذاك لم يكن ضروريا معرفة الأسماء الحقيقية للمناضلين ولا من أين أتوا وما هي مهامهم ومهنتهم الحقيقة،حيث كانت القناعات السياسية والنضال من أجل الحرية هي الرابط الرئيسي بين المناضلين ووحدها توفر الثقة في ما بينهم.
آنذاك كانت حياة من النساء القلائل اللواتي التحقن بالحركة الاتحادية الأصيلة، وهي في مقدمة شبابها تغامر بالانتماء لتيار يرعب النظام عند سماع اسمه. مذكرة بطبيعة ما كان يحمله المناضلين آنذاك من وعي بمخاطر المهام. و كيف كان سليمان واحد من المناضلين الذي يحول الأحزان والهموم إلى فرجة وابتسامة تزيل آثار فقدان العائلة والترهيب الذي يتعرض له المناضلين وعائلتهم، مرة بنقده اللاذع لواقع الصراع السياسي و الاجتماعي، ومرة بنكت ساخرة تفجر بهدف الترويج على نفوس المناضلين.
ومن اجل المزيد من التعريف بالفقيد تذكر حادثة مازالت تذكر بين المناضلين ،عندما كانت رفقة بعض المناضلين في إحدى شوارع طرابلس وكان سليمان يشاهدهم من بعيد ، وكانت المرأة الوحيدة بينهم واقترح سليمان بسخرية لاذعة تغيير اسمها الحركي ليصبح "بوشعيب" بدل اسم عيشة وذلك لإيهام البوليس الذي كانت أعينه لا تفارق المناضلين، والحقيقة أن دلالة أخرى تعكسها هذه الحادثة وهي اعتراف بشهامة وشجاعة انتماء هذه المرأة إلى خط كخط النار.
لحد الآن مازال المناضلون يتذكرون هذه الحادثة ، وعندما التقت حياة بسليمان في الدار البيضاء سنة2006 دعاها باسم "بوشعيب" ليعيد الذاكرة مرة أخرى لتحيى ظروف المنفى والاغتراب السياسي.
و حتى في السنوات الأخيرة من حياة الفقيد كان له الأمل في تجميع قدماء اللاجئين من أجل الذاكرة و من أجل قناعة الدفاع حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية وغيرها
رافق الفقيد سليمان الفقيد "عبد الغني بوستة" في عدد من المراحل الصعبة السرية والعلنية كان متواجدا في كل المعارك، الاختيار الثوري، حقوق الإنسان، الهجرة ، النضال ضد الوداديات الموجهة ضد المناضلين بالخارج...
وفي ختام كلمتها وقفت حياة عند خصال زوجة الفقيد فاطمة التي كانت لها الشجاعة ان ترافقه في كل مراحل في بلجيكا وليبيا باحترام لقناعته ومكنته أن يمارس قناعته في جو من الاحترام ...
وتختم المناضلة حياة كلمتها بقولة للفقيد "عبد الغني بوستة "عندما قال يوما " يمكن تدمير حياة بعض الرجال لكن لا يمكن تركيعهم"
شهادة المناضل ادريس البنعيسي
كان لأصدقاء الفقيد القادمين من مختلف أنحاء أوروبا والذين لم يتمكنوا من الحضور كلمة تعبر عن الحزن الذي طالهم برحيله، وهم الأكثر إدراكا لما شكله الفقيد في تاريخ الحركة الاتحادية الأصيلة ، وقد ألقى الكلمة باسمهم المناضل إدريس البنعيسي الذي كانت له علاقة حميمية بالفقيد في مختلف المحن التي عرفتها التجربة .
و قد أبرز "المناضل البنعيسي" بجمل التعزية لعائلة الفقيد وخاصة زوجته فاطمة وابنتيها سندس ومنى مدى الحزن الذي طال رفاق الفقيد ، ليذكر بموقع الفقيد ورفاقه في ما عانوه في المنافي سواء في المشرق العربي او المغرب العربي و مختلف الأطوار التنظيمية التي خاضها الفقيد على امتداد ما يقارب نصف قرن من الزمن، مشيرا إلى خصاله كمناضل صادق ومتفاني بهدف تحقيق مجتمع الحرية والعدالة وإعلاء كلمة الشعب وإقرار سيادته سواء في نضاله في إطار الحركة الطلابية أو في نضاله الحزبي العلني والسري والنضال السلمي والمسلح بجانب الشعب الفلسطيني إلى العمل الجمعوى بالهجرة والعمل الحقوقي بالمغرب
ذكر المناضل البنعيسي بلحظات من تاريخ الفقيد منذ التحاقه بشبيبة الحركة الاتحادية مرور بالمراحل الصعبة التي عرفها الحزب و حضوره الفعال في الحركة التقدمية وتواجده في التظاهرات القومية والدولية من اجل تحقيق المجتمع البديل والتحاقه بالأغوار عندما تطلبت الضرورة ذلك ،و ذكر بما قدمه الفقيد من تضحيات في الحركة التصحيحية التي ستعرف بحركة 3مارس والتي ستنتهي بسقوط العديد من الشهداء بسبب تخلف القيادة الاتحادية ومراوغاتها والزج بالمآة في السجون مما أصبح يعرف بسنوات الرصاص. ولم يكن غريبا أن يكون المناضل مطيع احد المبادرين بتأسيس حركة الاختيار الثوري كحركة تصحيحية جعلت المراجعة والنقد والنقد الذاتي داخل الحركة الاتحادية خاصة والحركة الوطنية الديمقراطية المغربية عامة على رأس مهامها وأولوياتها.
وذكر بان نضال الفقيد لم يقتصر على النضال من اجل قضية الشعب المغربي فحسب بل تجاوزه ليقدم تضحيات من اجل الشعب الفلسطيني والقضايا القومية العربية وكان مناضلا بعيد عن الأضواء يمارس مهامه بتفاني ملتزما بقناعته المبدئية سواء عندما كان في المشرق العربي أو في الجزائر وليبيا أو في أوروبا وبالتحديد بلجيكا
في زمن الردة الذي أصبح فيه الصدق والإخلاص نادرا ، كان تلك ميزات رفيقنا مطيع ، رافضا كل الإغراءات المادية التي كانت في متناول يديه في المهجر كما في المغرب عندما التحق برفاقه في الوطن التحق والتحم بالإطارات المناضلة المنتدى المغرب من اجل الحقيقة والإنصاف والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، و في آخر حضور سياسي له كان في المؤتمر السادس لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي قبل أن يغادرنا إلى الأبد.
وفي ختام الكلمة اعتبر الأخ البنعيسي ان أحسن تكريم للفقيد يكمن في نهج اختياراته ومبادئه وأهدافه التي كلفت هذا الشعب تضحيات جسام من شهداء ومعتقلين التي لا يجب تغيبهم من الذاكرة ، ولم يفت الأخ "إدريس البنعيسي" أن يذكر بما يعرفه الوضع الراهن حيث يوجد احد مناضلي هذا التاريخ اليوم بسجن بني ملال شيخ المعتقلين السياسيين محمد بوكرين و هو يناهز 73 سنة من عمره و أحد رموز هذا المسار النضالي الطويل، و دعا إلى التضامن معه ومواساة عائلته.
شهادة ابراهيم اوشلح ( رسالة مكتوبة تلاها الأخ إدريس البنعيسي)
جاءت رسالة إبراهيم أوشلح والتي تلاها الأخ إدريس البعيسي لتزيد من التعريف بحياة المناضل مطيع وتؤكد على حضور الفقيد القوي في تأطير هذه الحركة وتوجيهها و تحمل مسؤوليات قيادتها .
لقد كان المناضل مطيع سليمان من ضمن مجموعة طرابلس كما سماها الأخ إبراهيم أوشلح والتي أصبح بعض مناضليها، رموزا للنضال الديمقراطي بعضهم سقطوا شهداء في معارك مسلحة ضد النظام في 3مارس 1973، وبعضهم اختطفوا ومنهم من زادت معاناته جرحا ومرضا إلى أن توفي متمسكا بقناعاته ومبادئه ، وعلى سبيل النموذج لا الحصر يذكر إبراهيم اوشلح الأسماء التالية:
الشهيد محمد بنونة،الشهيد الحسين المانوزي،الرفيق بوزاليم،الرفيق محمد البصري الفقيه،الشهيد عبد الغني بوستة،
فحسب الشهادة فإن المناضل مطيع تحمل مسؤولية إذاعة " صوت التحرير صوت الجماهير"....في ليبيا في ظروف عصيبة كان يعيشها الحزب بعدما التحق المناضل "محمد التوزاني" الذي كان مسئولا عنها إلى دمشق رفقة "إبراهيم اوشلح".
كانت قومية الحركة و أمميتها منطلقا مبدئيا لدى مناضلي الحركة الاتحادية، و تكرس ذلك بتجربة وفكر الشهيد المهدي الذي تعالى صوته ألأممي بمواقفه التقدمية والديمقراطية، ولم يكن لمناضلي هذه التجربة غير الاستمرار في هذا النهج وتعددت علاقاتهم بمختلف التيارات الماركسية والتحررية و التقدمية الأممية والقومية ، وهكذا فقد التحق العديد منهم بساحة الشرف يوم دعي الأمر ذلك في أواخر الستينات وبداية السبعينات بفلسطين والاهوار الغنية عن التعريف .
كان لحضور مناضلي الحركة الاتحادية الأصيلة في المعركة ضد الكيان الصهيوني أن يرفع من قيمة مناضليه في أعين القيادات والقواعد الفلسطينية ، لذلك لا نستغرب في ان نسمع من إبراهيم اوشلح يحدثنا عن مساهمة الفقيد مطيع في النضال ضد الكيان الصهيوني، و يتحدث عن علاقاته بزعماء القيادة الفلسطينية من مختلف تياراتها وبالأخص فتح والجبهة الشعبية. وجاء في الرسالة أنه في لقاء لإبراهيم اوشلح مع الفقيد مطيع وهو طريح الفراش بالمستشفى أنهم نبشوا في الماضي ليفشوا في ما بينهما بعض الإسرار التي كانت مكتومة بسبب ظروف العمل السري النضالية وفي هذا الاطار تم ذكر علاقة الفقيد بأحمد جبريل قائد الجبهة الشعبية القيادة العامة و وديع حداد المدير القيادي للجناح العسكري للجبهة الشعبية . و ان الفقيد مطيع تحمل مسؤوليات فلسطينة مع القائدين الشهيدين أبو جهاد وأبو نضال.
و حسب رسالة الاخ" ابراهيم اوشلح" فان المناضل الفقيد محمد مطيع تحمل المسؤوليات التالية:
- مسؤول عن إذاعة صوت التحرير صوت الجماهير مع المناضل" التوزاني " في طرابلس.
- مسؤول عن العلاقة مع الثورة اللبية.
- مسؤول عن العلاقة مع منظمة التحرير الفلسطينية حيث اعتبره الفلسطينيون أحد المسؤولين في أجهزتهم المقاتلة.
- مسؤول عن العلاقات مع حركات التحرر العربية و حركات التحرر الإفريقية المقيمة في طرابلس آنذاك.
- مسؤول عن تنظيم الجالية المغربية في ليبيا.
كلمة حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي - فدرالية أوروبا
بعد ذلك جاءت كلمة حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي –فدرالية أوروبا والتي ألقاها الأخ "عبد الحق القاص" ، وبعد شكر الحضور على تلبية الدعوة والتعبير عن مدى الحزن العميق لمناضلي الحزب بفقدان الفقيد الشهم محمد مطيع والتأكيد على الميزات النضالية للفقيد وقناعاته الفكرية والسياسية قدم باسم حزب الطليعة تعازيه الحارة لعائلة الفقيد وكافة أصدقائه ورفاقه.
ولم يفت حزب الطليعة أن يعيد التذكير بتاريخ الفقيد السياسي منذ التحاقه بالاتحاد الوطني للقوات الشعبية ثم المغامرة بالانتماء إلى الصف الديمقراطي و مغادرة الوطن اضطرارا والاستمرار في بناء الأداة السياسية التي كلفت المناضل تضحيات جسام، مرور بحركة 3مارس وبناء حركة الاختيار الثوري التي ساهم فيها بشكل كبير مواجها الخط ألتحريفي الذي هيمن على الحزب .
وجاء في الكلمة أنه من خلال الاطلاع على تجربة الفقيد مطيع، يتأكد أن محطات مساره النضالي لا تعد ولا تحصى، و تؤرخ لحركة سياسية طبعت مسار تاريخ البلاد واهم التحولات التي عرفتها، مما يعني ذلك حضوره وفعاليته الدائمة مع رفاقه من أجل تحقيق تلك القناعات التي ناضلوا من أجلها والتي تتلخص في بناء وطن حر ديمقراطي واشتراكي. ، فقد كانت هذه المحطات وحدها بقدر ما تؤرخ لمسار مناضل متمسك بمنطلقات وقناعات ديمقراطية ، بقدر ما تؤرخ لمسار تجربه سياسية متميزة لليسار المغربي.
ولم يفت حزب الطليعة كذلك أن يؤكد على مواقف الفقيد بالتطورات التي عرفتها الساحة السياسية في العقود الأخيرة والتي تؤكد أن المخزن لم يتخلى عن إستراتيجية القمع ،وذلك ما جعله حتى بعد عودته من المنفى ان يلتحق بالإطارات الجماهيرية للدفاع عن حقوق الإنسان.
وقد اتضحت استمرارية المخزن على نهج زمن الرصاص في الاعتقالات التي عرفتها الساحة السياسية في السنة الأخيرة حيث اعتقل عدد من المناضلين على خلفية المس بالمقدسات و على رأسهم الشيخ المناضل محمد بوكرين والذي يعاني بأوضاع صحية خطيرة وأوضاع قاسية للإقامة في سجن بني ملال.
وهكذا وفي إطار هذا الوضع طالب الحزب بالإطلاق الفوري لسراح المناضل محمد بوكرين شيخ المعتقلين وطالب بالكشف عن الحقيقة حول الانتهاكات الجسيمة...
شهادة المناضل فيصل
كان المناضل فيصل مسؤول عن الحركة الطلابية في العراق ، وفي انتقاله إلى دمشق التي لا يعرف عنها الكثير، في وقت كانت الظروف صعبة لتحقيق مأوى وإقامة مريحة سيكون في استقباله الفقيد مطيع. احتضنه ووفر عليه مشاق معانات البحث عن إمكانيات التعرف على المكان الجديد.
كانت لهذه الأيام أن توشم في ذاكرة فيصل ولا تفارقه لحد الساعة خاصة بعض الإحداث النضالية بما فيها اعتداءات البوليس على المناضل مطيع وتعذيبه جسديا . وفي هذا الإطار يذكر أحد خصال المناضل مطيع وهي التسامح والصدر الواسع الذي كان يتميز به مطيع، حيث بعد الاعتداء عليه حاول المناضلون البحث عن أساليب الانتقام لكنه رفض بشدة معتبرا ذلك غير ملائم وليس من سمات المناضلين.
كلمة فيصل رغم أنها أكدت في البداية أنها لا تريد الخوض في الميزات السياسية والنضالية للمناضل مطيع فقد جاء فيها عدد من ما يشير على قوة الصمود و المواقف النبيلة السياسية ، فقد كان الجانب الأخلاقي أكثر الجوانب المتناولة في الكلمة وكذا الميزة الأساسية التي تميز الفقيد وهي القدرة على السخرية وإنتاج النكتة الساخرة في أي لحظة
و من النوادر التي مازالت عالقة في ذهن المناضل فيصل هي تلك المتعلقة بثلاث بطيخات كان قد اشتراهما فيصل وهم في دمشق، وبسبب حرارة الصيف آنذاك قام فيصل من وضع تلك البطيخات تحت قطرات ماء حنفية الماء الصالح للشرب،منتظرا أن يؤكلاهم في ما بعد، و مضى إلى قضاء عمله وأثناء عودته للبحث عن البطيخات لم يجدهم ، واندهش لذلك وانتظر إلى الغد ليعرف من الفقيد مطيع ما حصل للبطيخات ، و طبعا التقيا بعد غد لتناولا الغذاء معا فطرح فيصل السؤال حول على مطيع لكن مطيع أجابه إجابة لم تكن منتظرة ، مصطنعا النرفزة الساخرة قائلا : لقد ذابت تلك البطيخات تحت الماء، فكيف تضعهم تحت الماء وهم بهذا الحجم الصغير ، والحقيقة أن الأخ مطيع كان قد أكلهم .
ولفيصل عدد من النوادر من هذا النوع مازالت تربطه بذاكرة زمن المنفى والاغتراب السياسي خاصة مع الفقيد مطيع.
كلمات و مواد أخرى
بعد ذلك ألقى الرفيق" المحجوب بنموسى" ، قصيدة شعرية مرثية للمناضل الفقيد سليمان مبرزا فيها خصال الصمود ، و الأخلاق وغيرها من الميزات المعروفة عن الفقيد.
وقدم المناضل الشهابي عبد الرحمان رئيس جمعية المغاربة بفرنسا تعزية لعائلة الفقيد مبرزا الصمود الرائع للعائلة والتقدير لزوجة الفقيد التي أثبتت بحق قدرتها على تجاوز المحن والتي رافقت الفقيد في مختلف المراحل الصعبة التي مر بها.
و ألقى فيما بعد يوسف الطاهري قصيدة زجلية تحت عنوان "حكا لي طير البيضاء "،
كما تلا مصطفى العشاق نصا نثريا تخليدا للفقيد محمد مطيع سليمان و بعد إيقاعات موسيقية غيوانية أدتها مجموعة من الشباب اختتمت اللقاء نجاة بوحديد بكلمة باسم عائلة الفقيد شاكرة رفاقه و أصدقائه وذكرت الحضور بجو التآخي والتضامن الذي كان يسود في بداية الثمانينات في وسط مناضلي حركة الاختيار الثوري إبان تعرفها على الفقيد و رفاقه و أصدقائه.
في جو من الحماس والرغبة في تعميق المعرفة حول تجربة الفقيد ورفاقه ، انتهى اللقاء في شكله الرسمي لتستمر النقاشات بهم المزيد من إدراك هذا التاريخ الغني بصفحات النضال البطولي للحركة الاتحادية الاصيلة وهمجية القمع الشرس الذي تعرضت له والتي كان من مخلفاته مآت الشهداء و آلاف المعتقلين ، وطبعا كان وضع حقوق الإنسان الراهن محط تداول بين المناضلين ، بما فيها اعتقالات فاتح ماي و اعتقالات انتفاضة صفرو وعلى رأس ذلك وضع المناضل محمد بوكرين المعتقل بسجن بني ملال وهو يناهز 73 سنة من العمر في ضل وضعية صحية تبعث على القلق حول مصيره.[/size]