من طرف رياضي الثلاثاء أبريل 24, 2012 1:48 am
بني مسكين سنة 1910
بني مسكين من خلال التقارير العسكرية الفرنسية
مع دخول المستعمر الفرنسي للمغرب واحتلاله للدار البيضاء وللشاوية ابتداء من سنة 1907 انكبت السلطات الغازية على دراسة المجتمع المغربي من جميع مكوناته السياسية والسوسيوتقافية حتى يسهل السيطرة على خيراته الاقتصادية وكل مقدراته الحضارية مع التدمير الممنهج لروح وثقافة هدا المجتمع التي تشكلت عبر قرون , ولهده الغاية جند المستعمر جيشا عرمرما من الباحتين من مختلف التخصصات العلمية البحتة منها وأخرى المندرجة في نطاق العلوم الإنسانية كما تم عقد عدة دورات تكوينية مكتفة لفائدة ضباط عسكريين حيت تلقوا دروسا في اللغة العربية والدارجة المغربية إضافة إلى اللغات الأمازيغية مع تعلم كل ما يلزم من العلوم والتقنيات التي تمكنهم من إعداد مونوغرافيات حول مدن وقبائل المغرب. وهكذا نجد الضابط ترينكا يكتب حول مديونة سنة 1908 ومن بعدها حاضرة أزمور وباروكير حول سطات وبيروني حول تادلة . وفي هدا السياق كتب الضابط العسكري المترجم كارلوتي مونوغرافية حول منطقة بني مسكين ودلك سنة 1910. وقد استهل بحته بتحديد جغرافي لمنطقة بني مسكين التي يمتد مجالها غربا وشمالا من حدود الشاوية حتى إقليم تادلة شرقا وجنوبا نهر أم الربيع حيت قبائل السراغنة والرحامنة . ويستوطن هدا المجال قبائل أولاد علي من الجهة الغربية وأولاد ناجي من الجهة الشرقية . وقد أورد أسماء الدواوير المكونة لكل جهة على حدة معددا عدد خيام كل بطن منها مشيرا إلى وجهائهم وأعيانهم .كما قام بجرد تاريخي لأسماء الحكام أو القياد التي تعاقبوا على قبيلة بني مسكين مند حكم السلطان العلوي محمد بن عبد الله بن اسماعيل حتى القائد الحسن بن احمد بن الشافعي والقياد الجدد التي يتقاسمون معه السلطة . وقد ذكر ما يفوق من تلاثين قائدا بين صغير وكبير . مما يبين أن بني مسكين كانت تابعة لحكم دكالة وتادلة تارة وتارة أخرى تحت رحمة قياد الرحامنة والسراغة إضافة إلى قياد من اصول شاوية . لكن المنطقة ستفك الإرتباط مع من سبق بتكوين قيادة مستقلة بزعامة الرجل القوي الشافعي بن الجيلالي بن الغزواني العكاري صاحب القصبة الشهيرة – قصبة الشافعي- والتي افتتن بجماليتها المعمارية أكتر من كاتب رحالة كان أو صحفيا أو قائدا عسكريا. كما تحدث عن أصل تسمية بني مسكين بهذا الاسم وأورد بعض الروايات المتداولة حول دلك. ومن الناحية الجغرافية تطرق للنقط التالية : تضاريس المنطقة – الطقس والمناخ - التربة والمياه –الفلور والوحيش – كما تحدث عن الأنشطة الزراعية والفلاحية والتجارية المزاولة بهده القبيلة معرجا على الأسواق والضرائب والمسالك والطرق كما قدم بعض المعطيات الديموغرافية دون أن ينسى بعض المظاهر الثقافية والاجتماعية السائدة آنذاك.وعليه تعتبر هده الدراسة رغم أهدافها الكولونيالية وثيقة تاريخية مهمة لاغني للباحث عن تاريخ المنطقة عنها وخصوصا أن هد الجزء من البادية المغربية مهمل من قبل الدارسين بل حوله تعز المراجع وتندر ندرة الكبريت الأحمر إلى حدود القرن التاسع عشر الميلادي بل تصبح مفقودة كليا ما وراء دلك .
Rédigé par : ELACHANI ABDELGHAFOUR | 28 mai 2007 à 22:39