من نضالات الفراشة...تاريخ مشرف
يخوض الباعة المتجولون في ساحة مسجد طارق ''الإمارات'' بمقاطعة سيدي البرنوصي منذ السبت 19 يونيو 2010 اعتصاما مفتوحا احتجاجا على إقامة سياج في هذه الساحة، وصفوه بـ''المخزني''، سيعرض 200 أسرة للضياع والتشريد، كما تؤكد ذلك اللافتات التي يرفعونها. وتقدم الاعتصام مجسم كتب عليه ''المقاطعة 46 تخلق الفتن وتتسب في القلاقل بالعمالة''، وذلك في إشارة إلى سد باب الحوار مع المحتجين، وإلى تدخلات قائد هذه الملحقة الذي سبق أن اعتدى على بائعين متجولين، ويتعلق الأمر بـ''ز.د'' و''م.ح''.
وأوضح الكاتب العام للباعة المتجولين لساحة مسجد طارق محمد زغار أنهم ليسوا ضد تزيين باحة هذا المكان المقدس، وإنما يريدون من السلطة المحلية والمنتخبة إيجاد بديل يحميهم من الضياع والتشرد، خاصة أن العديد من الباعة المتجولين ''الفراشة'' قضوا بالساحة ما يزيد عن 20 سنة، وفيهم مجازون وأرامل ومطلقات... ويكمن البديل، حسب زغار، في إقامة سوق نموذجي حقيقي يتجاوز التجارب الفاشلة التي عرفتها المقاطعة، أو إقامة أكشاك بمحاذاة الملعب البلدي أو بالقرب من حي الأمل. وتحدثت مصادر مقربة أن لهذه العملية أهدافا انتخابية، إذ إن أحد المنتخبين اكترى مقهى مجاورة، ويريد الاستيلاء على الجزء المقابل لها الموجود على الساحة.
..........
أفاد مصدر من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن السلطات بعمالة سيدي البرنوصي "اعتدت"، حسب تعبيره، أخيرا، على مجموعة من الباعة المتجولين، سيدة، ورجل، ونقابي، واعتقلت اثنين آخرين، أطلق سراحهما في ما بعد، ما اضطر الباعة المتجولين إلى الاعتصام أمام شرطة الطوارئ بسوق علق.
............
الوقاية المدنية تتدخل لنقل البائعة المتجولة زهرة الدومي إلى المستشفى (خاص)
أوضح مصدر حقوقي من فرع سيدي البرنوصي أن السلطات "اعتدت" على زهرة الدومي، بائعة متجولة، 52 سنة، أم لستة أطفال، تبيع الملابس الداخلية والجوارب، نقلت إلى المستشفى على متن سيارة الإسعاف، وقدمت لها الإسعافات، بعد أن أصيبت بنوبة، نتيجة الاعتداء الذي تعرضت له.
وأشار المصدر الحقوقي إلى أن هذه الأم تعيل أطفالها من تجارتها البسيطة، كما أنها ملتزمة بأداء ألف درهم شهريا أجرة كراء البيت، الذي تقطن به وأسرتها.
وأضاف المصدر أن القوات العمومية "اعتدت" أيضا، على سعيد الركراكي، بائع، 24 سنة، متزوج، وأب لطفلة، فيما اعتقل أحد أعضاء المكتب النقابي، عدنان برجاني، من طرف الشرطة، وآخر من طرف القوات المساعدة، أطلق سراحهما في ما بعد.
وأضاف المصدر أن "مصطفى حيسوف، عضو بالمكتب النقابي، تعرض بدوره للضرب من طرف قائد مقاطعة بسيدي البرنوصي، سقط مغشيا عليه، نقل على إثر على اثر ذلك إلى المستشفى، وجرى اعتقاله بعد أن حاول تقديم شكاية للأمن، بخصوص الاعتداء الذي تعرض له، بعد أن جاء القائد رفقة شهود من أعوان وقوات مساعدة، فيما رفضت السلطات الأمنية شهادة عدد كبير من الباعة المتجولين، وضمنهم حقوقيون، الذين اعتصموا أمام شرطة الطوارئ، بسوق علق، إلى ما بعد منتصف الليل".
وأكد المصدر الحقوقي أن هذا الحادث خلف استياء وسط الباعة والمواطنين، الذين تابعوا أطوار هذه الممارسات، التي وصفها المصدر بـ "اللاإنسانية" تجاه معطلين، وحاملي الشهادات، الذين بتجارتهم، يقول المصدر "يتحملون عبء الحياة".
وأشار المصدر إلى أن سياسة شد الحبل بين باعة ساحة مسجد طارق، المنضوين تحت لواء المنظمة الديمقراطية للشغل، والسلطات المحلية بعمالة البرنوصي، متواصلة، وتساءل المصدر عن أسباب نهج هذه السلطات سياسة الكيل بمكيالين بين تجار ساحة مسجد طارق، وتجار شارع أبي ذر الغفاري، موضحا أن هذا التعامل أجج الغضب أوساط تجار الساحة، لأن الباعة الذين يعرقلون السير بشارع أبي ذر الغفاري لا تتعامل معهم السلطات بالطريقة نفسها، التي تتعامل بها مع باعة الساحة، الذين لا يعرضون بضاعتهم إلا بعد السادسة مساء.
يذكر أن عمالة سيدي البرنوصي تعاني مشاكل عدة، جراء انتشار الأسواق العشوائية، وسيطرة الباعة المتجولين على شوارع وأزقة، تحولت إلى أسواق، وفشل العمالة والسلطات في تدبير هذا الملف، بعد فشل مشاريع الأسواق النموذجية، بهذه العمالة.
..............
البرنوصي: وقفة
نظم باعة سوق ساحة مسجد طارق، وقفة احتجاجية مؤخرا، بشارع أبي ذر الغفاري بالبرنوصي احتجاجا على منعهم من عرض بضاعتهم، وأكد عدنان برجاني، عضو مكتب نقابة التجار والمهنيين والحرفين التابعة للمنظمة الديمقراطية للشغل، أنهم سيخوضون اعتصاما مفتوحا أمام مقر عمالة مقاطعات البرنوصي رفقة عائلاتهم يوم الثلاثاء المقبل في حالة إذا ما استمرت السلطات في منعهم.
وعلاقة بالموضوع ندد نور الدين الرياضي، عضو مكتب الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع البرنوصي، بالمنع الذي يتعرض له الباعة، في غياب بديل، لأن سلطات العمالة بالبرنوصي يضيف تغض الطرف عما يحدث من تلاعبات في مصير الباعة المتجولين، سواء عبر صم آذانها عما يحدث من تجاوزات خطيرة في مشاريع الأسواق النموذجية التي فشلت بشكل كبير، أو حول غياب الحوار الجدي مع المعنيين.
.........
الباعة المتجولون يواصلون معركة «الخبز» احتجاجا على إغلاق ساحة مسجد طارق
نزهة بركاوي
المساء : 26 - 06 - 2010
نصب الباعة المتجولون في ساحة مسجد طارق في البرنوصي في الدار البيضاء دمية ووضعوا عليها «لمسات خاصة» توحي بالحرمان الذي طال أبناءهم، بعد أن منعوا من استغلال ساحة المسجد التي تعودوا عرض بضاعتهم فيها للاسترزاق وكسب كسرة خبز لأطفالهم. الدمية تجسيد لواقع بدأت بوادره تظهر على الباعة المتجولين وعلى أطفالهم، فالجوع نتيجة حتمية في ظل عدم توزيع هؤلاء الباعة على مناطق أخرى أو تنظيمهم في سوق نموذجي يراعي إنسانيتهم ويحفظ مدخولهم اليومي وقوت أسرهم، خاصة أن التجارة تعرف انتعاشا في مثل هذه الفترة من السنة، حسب بعض المتضررين.
ويعتزم الباعة المتجولون، الذين يخوضون اعتصامهم المفتوح منذ السبت الماضي، خوض معركة «الأمعاء الفارغة»، إلى حين تعاطي الجهات المسؤولية بشكل إيجابي مع المشكل الذي أُقحِموا فيه، بسبب انطلاق الأشغال لبناء سياج حديدي وحائط حول ساحة مسجد طارق، مما سيحرمهم من قوت يومهم.
وأكد مصدر من الباعة أنْ لا شيء سيثنيهم عن مواصلة الاعتصام الذي سيليه إضراب عن الطعام، إلا إيجاد حلول بديلة تخرج الباعة من حصار «التجويع» الذي فُرِض عليهم وفتح حوار جاد للإبقاء على لقمة العيش التي يحصلون عليها من «الفراشة».
واعتبر المصدر نفسه أن إنشاء هذا السياج كان يتطلب أن يوازيه تفكير مسؤول في مصير عدد كبير من المواطنين والمواطنات الذين لا دخل لهم سوى من هذه التجارة، بل إن منهم من قضى أكثر من عشرين سنة في هذه الساحة.
تقول «هندح.»، تاجرة متجولة، وهي مطلقة بأربعة أطفال، أكبرهم لا يتجاوز السادسة عشرة من عمره، إنها تزاول التجارة «الفراشة» في هذه الساحة منذ سنوات، ومنها تؤدي ثمن استئجار «المطبخ» الذي تكتريه من أجل السكن رفقة أطفالها، كما تؤدي عن طريق «الفراشة» أقساط سلفات صغرى تحاول بواسطتها تطوير تجارتها البسيطة. وتساءلت «هند» عن مصير أطفالها بعد إغلاق الساحة وكيف ستوفر لهم قطعة خبز؟...
ويرفع المحتجون في اعتصامهم شعارات تندد بالمقاربة «اللا اجتماعية» التي تنهجها سلطات العمالة وبطريقة «الكيل بمكيالين» التي تتعامل بها السلطات المحلية معهم، ذلك أن من يعرقلون السير ويحتلون بعض الطرق العمومية حسب تصريحاتهم،لا يلقون المعاملة نفسها التي يتعرض لها باعة ساحة مسجد طارق، والذين لا يتسببون في أي عرقلة في حركة المرور.
وردد المحتجون شعارات تندد بتسييج الساحة من قبيل «بالوحدة والتضامن اللّي بْغيناه يكونْ يكونْ، سياسة التقشفْ شي يْفرشْ وشي يشوف..).
وتجدر الإشارة إلى أن ظاهرة الباعة المتجولين آخذة في الارتفاع، بسبب الإغلاقات المتتالية لشركات النسيج، حيث إن أغلب من طُرِدوا من العمل يتوجهون نحو التجارة الحرة في الأسواق الشعبية.
................
سيدي البرنوصي: «فراشة» ساحة مسجد طارق في اعتصام مفتوح
بيان اليوم
يواصل عشرات من باعة (فراشة) ساحة مسجد طارق بالبرنوصي بالدار البيضاء، المنضوين تحت لواء المنظمة الديمقراطية للتجار والحرفيين، اعتصامهم المفتوح مند مساء يوم السبت الماضي، احتجاجا على شروع مقاطعة سيدي البرنوصي في بناء سياج حديدي يحيط بهذه الساحة. والذي سيحرمهم من قوت يومهم، بعد أن كانوا يستغلونها مساء كل يوم لعرض سلعهم. وأفاد محمد زغار الكاتب العام للمكتب النقابي للتجار والحرفيين، في تصريح لبيان اليوم، أن «الإعتصام سيظل مفتوحا، وسيرافقه إضراب عن الطعام في الأيام القادمة، إلى حين، فتح سلطات عمالة مقاطعات البرنوصي، حوارا جادا، معهم، من أجل التداول في كل المقترحات والبدائل التي تمكنهم من الحفاظ على لقمة العيش التي يحصلون عليها، ك «فراشة».
تجدر الإشارة، أن عشرات من هؤلاء «الفراشة»، كانوا يتواجدون في هذه الساحة، منذ سنوات عديدة، وشكلت المصدر الوحيد لعيشهم، وقد ازدادت أعدادهم في الشهور الأخيرة، أمام ظاهرة إغلاق أبواب الشركات في وجوههم، خاصة بالحي الصناعي. وإذا كانت السلطات، تشن في بعض المناسبات حملات، ضد هؤلاء الباعة «الفراشة» الذين يحتلون جزءا من الملك العمومي، خصوصا شارع أبي ذر الغفاري، مما يعرقل حركة السي، دون الحديث عن المقاهي التي أصبحت تحتل بدورها جزءا كبيرا من الملك العمومي على طول الشارع، فإن السلطات الإقليمية، مدعوة إلى فتح حوار مع هؤلاء الباعة للتفكير بشكل جماعي، في إيجاد حل يرضي الطرفين.