بمجرد ما أن تملص المسئولون عن الوفاء بوعودهم بتسوية الوضعية القانونية لمنازل سكان حي الرحمة 1 و 2 و 3 بتيط مليل، حتى اصطف العشرات منهم في مسيرة احتجاجية بدءا من حي الرحمة و مرورا ببلدية تيط مليل و نيابة التعليم قبل الوقوف أمام بوابة العمالة للضغط على المسئولين بهدف الاستجابة لمطالبهم الملحة‘لكن بمجرد وصول المتظاهرين فر العامل من الباب الرئيسي للعمالة ممتطيا سيارته "الكاط كاط" تاركا السكان لمصريهم المجهول‘يضربون أخماسا في أسداس∙
في صبيحة الاثنين 13 شتنبر الجاري في حدود الساعة العاشرة تظاهر بشكل عفوي أزيد من 100 مواطن من سكان دوار المساعدة بجماعة سيدي حجاج أمام بوابة عمالة إقليم مديونة احتجاجا على عدم إيلاء الجهات المسئولة أي اهتمام لمطلبهم الملح في توفير الماء لكل الساكنة المحلية لإنقاذهم من العطش الذي بات يهدد حياتهم خصوصا بعد أن ظلوا ينتظرون منذ ما يزيد عن السنتين دون أن ينعموا بمياه كافية للشرب. و لم يتفرق السكان إلا بعد أن ثم وعدهم بإيجاد حل لقضيتهم في أقرب الآجال.
بعد ذلك انتقلت عدوى الاحتجاج إلى حي الرحمة بتيط مليل، حيث خرج العشرات من السكان في حدود الساعة الواحدة بعد الزوال، من ديارهم بشكل جماعي في اتجاه عمالة الإقليم، لكن بمجرد وصولهم فر عامل الإقليم عبد الرحيم بنضراوي رفقة سائقه و مدير ديوانه راكبا سيارته و ملامح الغضب بادية على ملامحه و هو يرى جموعا من المحتجين تردد مجموعة من الشعارات حاملين الأعلام الوطنية و الصور الملكية مطالبين العامل بإيجاد مخرج لقضيتهم المتمثلة في تسوية الوضعية القانونية لمساكنهم و تسليمهم وثائق ملكية حوالي 700 محل سكني.
و أكد المحتجون للجريدة على أنهم كانوا ينوون القيام بوقفة احتجاجية إبان الزيارة الملكية الأخيرة للمنطقة، لكن السلطات الإقليمية وعدتهم خيرا بعد انتهاء الزيارة المولوية لكن – حسب السكان- ″غير داز الملك أوهما يقلبوا وجاهم معانا″كأن شيئا لم يكن حتى العامل الذي كنا نعول عليه تجاهلنا و فر هاربا ظنا منه أنه بهذه الطريقة سوف يحل مشاكل الإقليم و الله ما نتفكو حتى نتوصل بوثائق ملكية منازلنا.
بعض السكان أكدوا للجريدة أن تظاهرهم ليس مرتبط فقط بالحصول على وثائق ملكية لمنازلهم و تسوية وضعيتها القانونية كما تنص على ذلك القوانين، بل هو نابع من رغبتهم في مواجهة مختلف أشكال التهميش و محاربة الإقصاء الاجتماعي كما تنص على ذلك المبادرة الملكية التي سمعنا عنها دون أن تتحول إلى واقع ملموس تطمئن له النفوس المكوية بنار الحكرة و التهميش.
تزداد مرارة الألم و الفقر، عندما لا تجد في حي الرحمة بأجزائه الثلاثة لا مستشفى و لا مدرسة و لا حديقة و لا نظافة، حتى مسجد المنطقة بدون ماء، ناهيك عن وجود مجموعة من السكان بحي الرحمة 3 منازلهم غير مزودة بالتيار الكهربائي و المياه الصالحة للشرب، الأمر الذي يعتبره السكان بأنه لا ينسجم مع مضامين مشاريع التنمية و الحقوق البشرية في العيش الكريم.
و أَضاف بعض السكان على أن المجلس المنتخب لا يتذكرنا إلا عندما يحين موعد الاستحقاقات أما عندما نريد منهم الوقوف بجانبنا و إيجاد حل لمشاكلنا المتعددة، فإنهم يختفون و يولوا أدبارهم عنا.لذلك استنجدنا بالعامل‘ لكن يبدو أننا كنا مخطئين فلافرق بين زيد أوعمر∙
و أفادتنا مصادر مطلعة على أن سكان بعض أحياء تيط مليل و دواوير سيدي حجاج أصبحوا يفضلون القيام بوقفات احتجاجية و باعتصامات – بين الفينة و الأخرى- يهدف إرغام المسئولين علىالاستجابة لمطالبهم الحياتيةالملحة∙
و يبدو حسب نفس المصادر على أن السلطات الإقليمية عاجزة عن حل مشاكل الساكنة والتي تعتبر في حكم البديهيات كتوفير المياه و تعزيز البنيات التحتية الضرورية بل إن بعض الجمعويين اعتبروا أن عامل الإقليم عجز عن إيجاد حلول ناجعة لمشاكل الفقراء و الدواوير المهمشة و الأحياء الشعبية لأنه لم يعمل على تفعيل المشاريع التنموية اللازمة الكفيلة بتوفير الخدمات الضرورية لكل مناطق الإقليم، في ظل عجز المجالس المنتخبة القيام بأي دور تنموي شامل يحفظ كرامة المواطنين و يصون آدميتهم و حقوقهم الإنسانية و الاجتماعية∙
أما إحدى النسوة ممن شاركن في هذه الوقفة الاحتجاجية، فقد عبرن عن تذمرهن من هذا التهاون و الامبالات من طرف السلطات المحلية و الإقليمية، خصوصا فيما يتعلق بحرمان السكانمن الحصول على وثائقهم الإدارية كشهادة السكنى و غيرها من دون مبرر وجيه سوى أنهم كانوا يسكنون قبل الانتقال إلى حي الرحمة في حي صفيحي وسط تيط مليل بالقرب من حي الأمل و مازالت الجهات المسئولة تنظر إليهم كمواطنين من الدرجة الثانية، لا يحق لهم الحصول على وثائقهم الإدارية مثلهم مثل باقي خلق الله، كما ينص على ذلك الدستور المغربي، لكن المسئولين يرفضون تسليم السكان وثائقهم الإدارية رغم عدم قانونية هذا الإجراء الذي تسبب في عدة مشاكل اجتماعية و إنسانية يتحملها السكان بصبر و أناة وتنضاف إلى المشاكل الأخرى المرتبطة بغياب البنيات التحتية و المرافق الضرورية.
ويشار على أن أهالي دواوير سيدي حجاج كالمساعدة و حادة و مسعود…لا زالوا يستعينون بمياه السواقي الملوثة، حيث أصبحوا يستعملونها مرغمين كبديل عن المياه الصالحة للشرب.مكرهين وليس عن طيب خاطر∙