وقفة احتجاجية لسكان "الصفيح"بسيدي مومن
للمطالبة بالحق في السكن
نظمت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع البرنوصي،بمشاركة جمعية أطاك المغرب وقفة احتجاجية ظهر الإثنين 29 مارس أمام مقر مقاطعة سيدي مومن للاحتجاج على الأوضاع الكارثية التي تعيشها ساكنة المنطقة نتيجة الوضع اللإنساني الذي يحرمها من حقها في السكن اللائق،حيث اجتمعت عشرات العائلات من المتضررين من ساكنة الأحياء الصفيحية بسيدي مومن القديم،كريان طوما ،دوار اعريب،دوار بيطراو لفيلية بأهل الغلام،دوار فكيك ...)
وتأتي هذه الوقفة من أجل المطالبة بالحق في السكن اللائق، وللتنديد بـ"مسلسل التماطل، الذي ينهجه المسؤلون تجاه هذا الملف"، وإقصاء جزء مهم منهم من الإحصاءات، التي اعتمدتها السلطات لإعادة إسكانهم، خاصة العائلات المركبة، ما حرم مجموعة من الأسر من الاستفادة من سكن لائق،وكذا صدور أحكام الإفراغ من دون تعويض على عدد منهم،واحتجاجا على عدم وفاء الشركة بالتزاماتها تجاه الساكنة وبالأخص العائلات المركبة وتسويف كل الوعود التي أعطيت للساكنة إضافة إلى مجموعة من النقط السوداء التي شابت عملية إعادة الهيكلة من رشوة ومحسوبية واستفادة فئة لا علاقة لها بالكريانات
وقد ثم ترديد مجموعة من الشعارات المطلبية والتنديدية التي تلامس أوضاع سكان الصفيح في المغرب بشكل عام وبالبيضاء بشكل خاص خصوصا في ما يتعلق بالحق في السكن، (يا رئيس يا مسؤول هاد الشي ماشي معقول يا رئيس يا مسؤول التلاعب غير مقبول ، في الحقوق انسيتونا والانتخابات اعرفتونا ، الله عليك يا مغرب السكنى في المراحيض والموتى في القوارب ، أولادكم سكنتهم وولاد الشعب شردتهم، أولادكم قريتوهم وأولاد الشعب طردتوهم ، مبادرة وهمية لا سكن لا تنمية...)
لقد كانت الوقفة مناسبة لدعوة المسؤولين محليا ووطنيا إلى التدخل العاجل من أجل الإسراع في وتيرة إنجاز وإعادة هيكلة الدور والوفاء بالالتزامات التي قطعها مسؤولو الدولة على أنفسهم فيما يتعلق بالسكن وإصلاح كل ما يستحق الإصلاح حتى تكون المشاريع في مستوى تطلعات ساكنة الأحياء المهمشة.
إلا أن أحد المستشارين المحسوبين على رئيس المقاطعة حاول الإعتداء جسديا على عضو من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بدعوى انه ليس ابن المنطقة، هدا المستشار(م.ف) الذي يشغل منصب نائب رئيس لجنة الشؤون المالية والاجتماعية والثقافية غالبا ما يستعمل أسلوب التهديد والضرب والسب في نقاشاته في مثل هده الحالات حسب ما صرح به أحد شهود العيان،والذي أضاف "ما عرفناش هدا كيفاش داز للمجلس " حدث هدا أمام أعين السلطات التي أبدت حيادها فيما كانت جموع الحاضرين تهتف ب" فضحوا الشفارة فضحوا..."وبالمقابل كان عضو آخر يؤازر الساكنة ويهتف معهم بالشعارات التي تصب في خانة الحق في السكن، لأنه ابن الكريان ويحس بمعاناتهم وقد أراد عزيز امهيمر مستشار بالمقاطعة ورئيس لجنة الشؤون المالية والاجتماعية والثقافية من خلال تصريح لنا أن يوجه رسالة صريحة لمجلس مقاطعة سيدي مومن بان يفي بالتزاماته تجاه الساكنة، خصوصا أن الأمر لا يحتمل مزيد من الإنتضار كما أعلن تضامنه اللامشروط مع ساكنة الصفيح بصفته مواطن يعاني من نفس المشاكل التي يعاني منها الآخرون، وأكد على أن السكن اللائق حق وليس امتياز، كما تأسف على عدم إيجاد حلول ترضي كل الأطراف، ليعلن صراحة تحميل المسؤولية لكافة المستشارين الذين يمثلون مقاطعة سيدي مومن ،لما آلت إليه أوضاع السكن الغير اللائق في منطقتهم ،ودعا بصفته كمواطن إلى جعل هدا الملف من أولى أولوياتهم وذلك عن طريق إشراك الساكنة فيما يشبه لجنة للمتابعة .
جاءت الكلمة الختامية التي ركزت على كون المغرب صادق على العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وهو ملزم أمام توقيعه هذا بان يوفر شروط الحياة الكريمة للمواطن المغربي …إلا أن على أرض الواقع يجد المرء التناقض الفاضح حيث تبقى التزامات المغرب أمام المنتظم الدولي مجرد كلام في كلام فيما ركزت كلمة السكان على المطالبة بالحق في السكن اللائق الذي يراعي ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية.
وقد أجمع الكل على مواصلة الاحتجاجات وخوض كل الأشكال النضالية مستقبلا من أجل انتزاع حقوقهم وتحقيق مطالبهم.
تجدر الإشارة إلى أنه لوحظ في الآونة الأخيرة ارتفاع مضطرد في عدد المشاركات والمشاركين في الاحتجاجات المناهضة لتهميش الأحياء البيضاوية المهمشة والبرامج النضالية التي لها علاقة بالموضوع، فاحتجاجات سكان الأحياء الصفيحية والدور المهددة بالسقوط والإفراغات بالدارالبيضاء ، أصبحت مثل كرة ثلجية تكبر يوما بعد يوم وتزداد وتتسع دائرة المشاركات والمشاركين في التنديد بالتهميش والحرمان من الحق في السكن اللائق الذي يطال هذه الأحياء .